منذ اللحظة الأولى كتبنا وقلنا إنّ رجل الأعمال اللبناني العالمي كارلوس غصن، الذي هو من أكبر رجالات الأعمال في العالم (رينو، نيسان وميتسوبيشي) والذي أنقذ نيسان من ديون سبعة مليارات دولار، واستطاع أن ينقل صناعة السيارات اليابانية من الدرجة الثانية الى الأولى متغلباً على صناعة السيارات الالمانية (مرسيدس، اودي، بي.ام.دبليو، ڤولسڤاكن…) قلنا من اللحظة الاولى إنه بريء ويدفع ثمن نجاحاته. وأنه بسبب الإنجازات التي حققها في عالم السيارات لن يترك على راحته، بل ان هناك ثمناً كبيراً سوف يدفعه.
قال لي صديق يتابع الحملة التي قامت بها جريدة «الشرق» نصرة لكارلوس غصن، إنه يشبّه هذه الحملة بالانتصار لرجل الأعمال بهيج ابو حمزة الذي تعرّض لظلم قضائي فسجن ثلاث سنوات رغم براءته من 17 دعوى.
بالمناسبة كانت «الشرق» الى جانب الشيخ بهيج ابو حمزة، كنا معه إيماناً منا ببراءته، وكنا نعرف الكثير الكثير، ولكن، بناءً لرغبته، لم نفضح الامور وتسترنا عليها، وتحمّل الشيخ بهيج الظلم وانحياز القضاء الى «الزعيم»، فمن يقول: لا، للزعيم في لبنان، لم تنجب الامهات مَن يقول لا للزعيم. وزعماؤنا كثر، في كل طائفة زعيم أو اثنان أو ثلاثة… بحسب المال والطائفة.
الشيخ بهيج أمضى 3 سنوات في السجن أجريت عليه خلالها خمس عمليات بدّل خلالها 5 شرايين قلب، ولم يؤثر وضعه الصحي على ضمائر القضاة الذين كانوا «يركّبون» له الدعوى تلو الدعوى الثانية… كانوا يوقفونه إحتياطياً ثلاثة أشهر، وقبل حلول إطلاقه بـ24 ساعة كانت تقام دعوى أخرى ضده… وبعدما استنفدوا الاحتيال على القانون اضطروا الى الإفراج عن الشيخ بهيج.
وهنا وجه الشبه بين حالتي رجل الأعمال اللبناني الكبير الذي يتعرّض لأبشع أنواع الظلم، فقد أُخبرت ان التوقيف كان ضمن غرفة محددة بثلاثة أمتار مربعة، ويجب أن يمضي 12 ساعة جالساً على كرسي، ولا يؤذن له بالتمدد أو الراحة.
ولأن صاحب الحق سلطان تحمّل كارلوس غصن هذه المشقات كلها وانتصر على الظلم.
اليوم كارلوس غصن بريء وخارج السجن، ومن دون توقيف، بشروط: ممنوع مغادرة طوكيو، ممنوع الاتصال بأحد… قبل بهذه الشروط القضائية اليابانية كلها، لأنه يحترم اليابان وقضاءه وأبدى استعداده الكامل ليتعاون مع القضاء دفاعاً عن نفسه، كبير الإيمان ببراءته.
طبعاً هناك مكائد وحسد وصراع نفوس وصراع مصالح وصراع شركات وصراع دول في هذا العالم القذر، عالم المال حيث يقتل الابن أباه من أجل حفنة من الدولارات.
اليوم، كما قلنا منذ اليوم الأول لتوقيف غصن، قلنا إنّه بريء منذ اللحظة الأولى، وقريباً سيأتي اليوم الذي تظهر فيه براءته بإذن الله.
عوني الكعكي