نحمد الله على أنّ حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة يطلع على اللبنانيين في مناسبات متعدّدة فيبث شحنات من الأمل الحقيقي، المرتكز الى ثوابت مطمئنة.
لا يخفى على أحد أنّ الخلافات السياسية الحادة، والإنشقاقات، وتداعيات الأحداث السورية وانخراط “حزب الله” فيها، ومسألة النازحين خصوصاً، والأزمة الاقتصادية، وضعف الموسم السياحي قياساً الى المعدّل العام وليس قياساً الى موسم السنة الماضية، وبعض الأجواء المسمومة التي ينشرها البعض عن سوء نيّة وخبث (الخ…) لا يخفى على أحد أنّ من شأن ذلك كله أن يصيب اللبنانيين بخيبات وراء خيبات، وبصدمات وراء صدمات ويكاد يوصلهم الى حافة اليأس إن لم يكونوا قد وصلوا إليها فعلاً.
في هذا الجو كثيف الضباب المتراكمة فيه غيوم التشاؤم، يطل الحاكم سلامة بكلام يكشح الضباب، ويبدّد الغيوم السود ويضيء سبيلاً الى نور من الأمل.
والدكتور رياض سلامة ليس ممّن يمتهنون الكلام الاستعراضي أو الغوغائي لا سمح الله، إنما هو يزن كلامه بميزان جوهرجي، كذلك الذي يزن به التعادل الدقيق بين حركة الدولار مقابل الليرة اللبنانية، فيحافظ على سعر الليرة، باستمرار المعادلة الدقيقة جداً التي حرص عليها الرئيس الشهيد المرحوم رفيق الحريري برغم أنّ الهيئات المالية الدولية والأممية كانت تنصح بالعكس، ولقد أثبتت التجربة أنّ الرئيس الشهيد كان على حق في نظرته وقراراته، خصوصاً لهذه الجهة، وإلاّ لكان لبنان شهد في مرحلة ما بعد جريمة اغتياله كارثة مالية موصوفة.
ثم انّ الدكتور رياض سلامة يحمل الى اللبنانيين بشرى ثبات الليرة أمام الدولار، مرفقة ببشرى عدم انزلاق الاقتصاد اللبناني الى الإنهيار… يحملهما على قاعدة ثابتة ركيزتها وقائع وخطط وهندسات مالية يضعها الحاكم وتعود بالخير العام.
وكم هو مفيد، في بلدٍ مثل لبنان، يواجه في هذه المرحلة الحرجة الكثير من الصعوبات والعراقيل، أن يأتي التفاؤل من المرجع الصالح… وليس من مرجع أبرز من الدكتور رياض سلامة ومن موقعه في حاكمية مصرف لبنان، مَن يسمّي الأشياء بأسمائها، حتى إذا قال بالتفاؤل، كان كلامه في محلّه…
كفانا نعيق البوم والغربان… ومرحىً بهديل الحمام من حاكم مصرف لبنان.
عوني الكعكي