IMLebanon

باسيل “يحشر” الشارع “البرتقاليّ”… على طريق القصر

 

لم تنتهِ فصول الأزمة اللبنانية على رغم إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته، إذ إن المشاورات السياسيّة لتأليف حكومة جديدة لم تصل بعد إلى الحل المنشود الذي يُرضي الشعب.

 

ليست مهمة من يعمل على تأليف الحكومة حالياً سهلة على الإطلاق، فالمهمة تقضي بالموازاة بين مطلب الشارع المنتفض والثائر وبين مطالب القوى السياسيّة، فبالنسبة إلى الشارع، ما يهمّه هو تأليف حكومة تكنوقراط تعمل على رزمة إصلاحات وتُنقذ الوضع الإقتصادي من الإنهيار.

 

أما بالنسبة إلى الطبقة السياسيّة، فإن العقدة تبرز في إصرار “حزب الله” على حكومة سياسيّة مطعّمة بتكنوقراط، وبعملية توزير رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل، وإذا ما اقتنع “الحزب” بحكومة اختصاصيين وتنازل باسيل عن طلب توزيره فإن عقدة التأليف قد تُحلّ بسرعة.

 

وأمام كل هذه المشكلات السياسيّة والعقد، فإن الشارع لا يزال ثائراً ويريد تحقيق مطالبه، وهو العين الساهرة على أداء الطبقة الحاكمة، إذ إنه جاهز للتحرّك وتنفيذ عصيان مدني متى دعت الحاجة، في المقابل يتمّ التهويل بالشارع المقابل والتخويف من وضع شارع في مقابل شارع، وقد برز كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في خطابه بمناسبة مرور 3 سنوات على انتخابه حيث حذّر القيادات والمسؤولين من أن استغلال الشارع في مقابل آخر هو أخطر ما يمكن أن يهدّد الوطن وسلمه الاهلي، وقد شاهد الجميع “غزوة” ساحتَي رياض الصلح والشهداء من قبل أحزاب السلطة.

 

وفي هذه الأثناء يتحضّر “التيار الوطني الحرّ” للهجوم المضاد، وهو الذي كان من أكثر الأطراف تضرّراً نتيجة تحرّك الشارع ووصلت المطالب إلى حدّ المطالبة برحيل رئيس الجمهوريّة، ولم ينجح “التيار” في حشد المناصرين طوال فترة الثورة، إذ إن تجارب قصر عدل بعبدا والجديدة وتظاهرة كسروان لم تكن ناجحة وكان الحضور العوني خجولاً.

 

ويضرب التيار البرتقالي موعداً جديداً للتظاهر دعماً لرئيس الجمهورية غداً الأحد الساعة الحادية عشرة والنصف على طريق القصر الجمهوري في بعبدا، إلاّ إذا حصل أي طارئ في اللحظات الأخيرة وتمّ تأجيلها أو إلغاؤها تجاوباً مع كلمة الرئيس عون الذي حذّر من وضع شارع في مقابل شارع واستغلاله لضرب الأمن.

 

ولم يُحسم حتى الساعة ما إذا كان التظاهر سيقتصر على كلام المتظاهرين أو يتعدّاه إلى كلمة لباسيل تكون الأولى من نوعها أمام جماهيره المحبطة بعد اندلاع التظاهرات، مع ترجيح إلقاء باسيل كلمة لرفع معنويات جمهوره والدفاع عن النفس.

 

ويعمل كوادر “التيار الوطني الحرّ” ونوابه في كل الأقضية على تأمين أكبر حشد ممكن لإظهار صلابة “التيار” وتماسكه رغم كل الضربات التي تعرّض لها، والقول إنه الممثل الأقوى للمسيحيين على رغم خروج نائبَي كسروان شامل روكز ونعمت افرام من تكتل “لبنان القوي”، وإظهار تجمّع الزوق وجل الديب وبقية الأقضية أن الشارع المسيحي ليس معه بل مع الثورة. وتأتي هذه التظاهرات أيضاً حسب المنظمين لدعم رئيس الجمهورية في معركته المقبلة ضدّ الفساد، حيث يعتبرون أن عون وتكتله “كانا أول من أطلقا الحرب على الفساد لكن العوائق السياسيّة هي من عطّلت هذه المهمّة الصعبة”.

 

وتبدو العناوين المطلبية هي “السائدة” في هذا الزمن، إذ إن العناوين السياسيّة لم تعدّ تشدّ الناس ومن بينهم الجمهور البرتقالي.

 

ووسط الحديث عن دعم “حزب الله” للتظاهرة ومشاركة جمهور “الحزب” فيها، يؤكد العونيون أن هذه التظاهرة هي في سياق دعم رئيس الجمهوريّة وليست إظهاراً لحجم “التيار” في الشارع، ويحقّ لكل لبناني المشاركة فيها سواء كان منتمياً إلى “حزب الله” أو بقية الاحزاب أو سواء كان مستقلاً، وبالتالي فإن الهدف هو دعم مسيرة العهد في الإصلاح وليس تسجيل أهداف سياسيّة أو القول “إننا نُنزل شارعاً في مقابل شارع آخر”.

 

في المقابل، يبقى الشارع الآخر مترقّباً لكل الخطوات التي تحصل، وما يميّزه أنه منطلق من وجع الناس وصرخاتهم، وهو يضمّ كل الطوائف والمذاهب ومنتشر في كل المناطق، وبالتالي فإن مهمّة تصوير الحشود التي ملأت الساحات على انها تابعة لأحزاب أو سفارات لم تنجح لأن الطبقة السياسية شعرت بالخطر وبدأت تكيل الوعود الإصلاحية، لكن العبرة تبقى في التنفيذ.