IMLebanon

النعامة..  

صار الأمر روتيناً أو يكاد: تقصف إسرائيل مواقع داخل سوريا، وفي عاصمتها ونحو تخومها وعلى الطرق الرابطة بينها وبين لبنان… ويبقى محور الممانعة (المقصوف) على «هدوئه» الآسر! وعلى تمسكه الحديدي بسياسة «النعامة المحسّنة».. أي التي تنطق! وتصدر بيانات! وتقول إنها أخذت العلم بتعرّضها للاعتداء والهتك! ونقطة انتهى البيان!

وذلك التكرار المزدوج يعني أشياء كبيرة. في أولها أن إسرائيل تقصف ولا تتوقّع أي رد! وتستهدف أي شيء داخل سوريا ولا تخشى أي عواقب! وهي تفعل ذلك اليوم مثلما كانت تفعله سابقاً! سوى أن أهدافها الراهنة تتعلق بـ»حزب الله» وإيران أكثر من مواقع القوات الأسدية! ومع ذلك تحظى برد الفعل ذاته!

واضح أن جماعة الممانعة منشغلون تماماً بالشق الداخلي السوري وغير معنيين بالدخول في أي نوع من النزاعات المسلّحة مع الإسرائيليين! وهناك في أعرافهم، المهم والأهم، والتفريق بينهما حاسم في معركة الحياة والموت الدائرة رحاها في هذه الأيام: اعتداءات إسرائيل أمر مهم ومؤثر ميدانياً ومعنوياً وتعبوياً، لكن الأهم منها هو الاستمرار في تحقيق «الانتصارات» و»الإنجازات» بعد «ملحمة حلب»! خصوصاً عند تخوم دمشق وفي وادي بردى!

وواضح من جانب آخر، أن إسرائيل تستثمر في مأزق إيراني، تراه قائماً في سوريا: تعرف أن لا قدرة (فعلياً) لأي جماعة مرعية من طهران، ولا لبقايا قوات رئيس سوريا السابق بشار الأسد، على فتح أي نوع (أي نوع!) من أنواع المواجهة معها، لا من سوريا، ولا من لبنان من دون المغامرة بحرب مفتوحة! وتعرف (سلفاً) أن ذلك هو آخر شيء يريده الممانعون عموماً والإيرانيون خصوصاً! عدا عن أن «الحليف الروسي» هو حليف موضعي وليس مبدئياً! أي أنه حليف للممانعين في سوريا وضد أهلها، لكنه إزاء إسرائيل فهو حليف لها بكل وضوح ممكن! وليس من الحصافة تجاهل هذه الحقيقة المنجزة حتى لو استدعت ضرورات التعبئة والتحشيد وأهازيج الانتصارات والإنجازات والتفنيصات والتشبيحات، قول شيء آخر معاكس!

سيستمر هذا الطقس المتبادل حتى إشعار آخر… لكن بانتظار الغارة الإسرائيلية الجديدة، المطلوب من أهل الممانعة الإيرانية والأسدية، بعض الخجل ليس إلاّ!!