يتعامل «تيار المردة» مع اللقاء بين رئيسه النائب سليمان فرنجية ورئيس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري، من موقع «الغموض البنّاء» كما تُظهر الوقائع على الأرض، وكما تقول أوساط «المردة» التي تتحاشى الجزم بانعقاد اللقــاء إلا تلميحاً، لكن ﻻ تفاصيل للنشر ﻻ عمن دبّره أو طلبه وﻻ المناسبة اﻻجتماعية التي انعقد خلالها.
وتشير مصادر التيار الى ان النائب فرنجية «لم ولن يطلب شيئاً، ولن يتمنى حتى شيئا على أحد، ولن يركض وراء أحد، ولن ينزلق الى لعبة اﻻبتزاز أو اﻻنتظار الطويل، واذا كانت لدى تيار المستقبل نيات إيجابية لمعالجة الخلافات القائمة في البلاد ومقاربة اﻻستحقاقات الدستورية النيابية والحكومية بإيجابية، يفترض أﻻ يتأخر بالمبادرة الى اتخاذ خطوات عملية، ﻻ ممارسة لعبة الوقت أو اﻻتكال على خلافات فريق 14 آذار لتبرير أي تأخير أو تراجع».
ويبدو ان «المردة» لا يريد أن يكتوي بحليب وعود «تيار المستقبل» ولا النفخ على «اللبن البارد»، بعد تجربة العماد ميشال عون مع وعود الرئيس الحريري، على اثر اللقاءات العديدة التي عقدت بين الطرفين من روما الى باريس. لذلك يبدو فرنجية في موقع المنتظر على البارد «خطوات ما» من الحريري، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ليبني على الشيء مقتضاه ويكشف مضامين ما جرى خلال اللقاء. وحتى ذلك الوقت، يلعب «المردة» لعبة الانتظار «والغموض البناء».. لكن ليس الطويل.
وتؤكد أوساط «المردة» ان فرنجية يعرف اللعبة المحلية جيدا، ومن الصعب أن ينزلق الى مسارات تعطل عليه خياراته الكبرى، وانه سيناور اذا لجأ الآخرون الى المناورة، وترى أنه اذا أخذت مبادرات الحريري وقتا قصيرا أو تم وضعها على سكة التنفيذ بخـــطوات ومؤشرات عملية، فتكون جدية، واذا طالــت تحــت حجــج المشاروات والتحالفات وترمــيم البيت الداخلي واستــرضاء المعــترضين في «تيار المستقبل»، تكــون مــناورة تسمح لـ«المــردة» بالرد عليها بمــناورة مماثــلة أو بإجــراءات اخرى.
وثمة من يرى أن هناك فوارق بين ما جرى مع العماد عون وما يمكن أن يجري مع فرنجية، لأن الشخصين مختلفان والظرفين مختلفان، وطريقة مقاربة الأمور لديهما مختلفة، فكان واضحا منذ البداية أن وعود الحريري لعون لن تثمر إيجابا نسبة للظروف التي كانت قائمة. وكما أنه ليس للعماد عون ما يخسره حاليا، فليس لدى فرنجية ما يخسره.
ويقول مطلعون على أجواء «المردة» ان فرنجية لا زال واقفا مكانه وثابتا على مواقفه، وان كان مستعدا لتقديم تسهيلات من أجل إيجاد الحل، لكنه بالتأكيد لن يقدم تنازلات جوهرية على حساب موقعه وموقــفه السياسي العام.
ويؤكد المطلعون أن الكرة اليوم في ملعب الرئيس الحريري ما دام قد بادر الى مروحة الاتصالات الواسعة مع العديد من الشخصيات السياسية من طرفي الأزمة، خاصة ان بعض أركان «تيار المستقبل» من نواب ووزراء قالوا نهارا كلاما عن اللقاء مع فرنجية ثم قالوا كلاما آخر ليلا، وبعضهم عبّر صراحة عن رفض انتخاب فرنجــية رئيسا. فكيف سيتصرف الحريــري إزاء هؤلاء؟ وهل سيتخــذهم حجــة للتراجع أم يواصــل مبادراته الإيجابية؟