IMLebanon

حصيلة زيارة الأيام الخمسة للحريري إلى واشنطن بالوقائع والنتائج المرتقبة

    الإلتزام بتحييد لبنان عن حرائق المنطقة والتعهد بدعم اقتصاده واستمرار المساعدات للجيش

    «مسألة العقوبات استأثرت بحيِّز واسع من النقاشات الطويلة مع أعضاء الكونغرس للتخفيف منها وتحديدها حصراً»

لا تزال الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً موضع تقييم لدى الوسط السياسي الداخلي وتساؤلات حول ما ستكون عليها نتائجها المرتقبة ومدى إستعداد الإدارة الأميركية للتجاوب مع المطالب التي طرحها رئيس الحكومة، إن كان على صعيد دعم لبنان وتمكينه من التصدي لسلسلة المشاكل والتحديات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والأمنية والاجتماعية، أو الحصول على ضمانات باستمرار منع تداعيات الحرب الدائرة بسوريا على أمنه واستقراره وابعاد التأثيرات السلبية المحتملة للتفاهمات الأميركية الروسية حول مستقبل سوريا عنه.

وفي خلاصة لنتائج الزيارة اللافتة لرئيس الحكومة اللبنانية للولايات المتحدة الأميركية وهي الأولى لمسؤول لبناني بارز على هذا المستوى منذ تولي الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب لمهماته الرئاسية، لا بد من التوقف ملياً عند المراسم والوقائع التي خص بها المسؤولون الأميركيون الرئيس الحريري والتي يمكن وصفها باللافتة والمميزة وأهمها، قيام الرئيس ترامب باستقباله شخصياً على مدخل البيت الأبيض، وهذا الأمر يحدث للمرة الأولى مع رئيس الحكومة لبناني لدى زيارته للولايات المتحدة، ناهيك عن الاجتماع الثنائي التمهيدي مع الرئيس الأميركي قبيل مباشرة المحادثات الموسعة، وبعدها جلسا سوياً لأكثر من ثلاثة أرباع الساعة يشاهدان معاً نتائج جلسات الكونغرس الأميركي بخصوص التصويت على مستقبل النظام الاستشفائي الأميركي الذي وضعه الرئيس السابق باراك أوباما وكانت الجلسة مناسبة تم خلالها تبادل وجهات النظر واستكمال النقاش التفصيلي حول مجمل الأمور والقضايا التي طرحت في الاجتماع الموسع.

وتبع ذلك لقاءات مع كبار المستشارين الرئاسيين مع الرئيس الحريري وأعضاء الوفد اللبناني كل حسب اختصاصه تمّ خلالها أيضاً تحديد حجم الدعم والمساعدة الأميركية المطلوبة للبنان في هذه المرحلة التي يمر بها.

لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فقد حرص الرئيس الحريري على مقابلة أعضاء الكونغرس الأميركي المختصين بالملف اللبناني، إن كان فيما يتعلق بالمساعدات المطلوبة لدعم وتنشيط الاقتصاد اللبناني، أو ما يتعلق منها بزيادة المساعدات العسكرية والأمنية للجيش والقوى الأمنية اللبنانية في المرحلة المقبلة، وكذلك أيضاً للمشاريع التي ينوي طرحها بعض أعضاء الكونغرس لفرض عقوبات جديدة على «حزب الله».

ومن وجهة نظر أحد أعضاء الوفد اللبناني المرافق للرئيس الحريري فإن الانطباع الذي تكوّن عن الزيارة يمكن تلخيصه بالآتي:

تأكيد الشراكة الأميركية مع لبنان والالتزام باستمرارية دعم حيادية لبنان وابعاده عن حرائق وحروب المنطقة. وكان الرئيس الحريري شديد الالحاح على ضرورة التجاوب مع مطلب تحييد لبنان عن صراعات وتوفير الظروف الملائمة لذلك، طالب الرئيس الحريري بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية لدعم وتطوير الاقتصاد اللبناني عموماً لأنه من دون انعاش الوضع الاقتصادي الذي يتعرّض لسلسلة تحديات واستنزاف داخلي جرّاء أزمة النازحين السوريين خصوصاً، سيبقى الوضع الداخلي معرضاً للاهتزازات من وقت لآخر، ونشوء مشاكل اجتماعية جرّاء ذلك بفعل الضغوطات المتزايدة التي يتعرّض لها ومن ضمن المطالب التي تقدم بها رئيس الحكومة والوفد المرافق لدعم الاقتصاد اللبناني، تأمين قروض ميسرة وطويلة الأجل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتمول تنفيذ سلسلة من المشاريع الحيوية والبنى التحتية الضرورية على مختلف الأراضي اللبنانية وتشجيع المستثمرين والشركات الأميركية للاستثمار في سلسلة من المشاريع المطروحة، لا سيما في التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما في المياه الاقليمية اللبنانية، زيادة المساعدات العسكرية والأمنية للجيش وللقوى الامنية اللبنانية كي يستطيعوا مواجهة الأعباء والتحديات الامنية المتصاعدة وخصوصاً التصدّي للتنظيمات الإرهابية وتثبيت الأمن والاستقرار على كافة الأراضي اللبنانية.

ويشير عضو الوفد المرافق للرئيس الحريري إلى ان مسألة العقوبات التي يحضّر لها بعض أعضاء الكونغرس ضد «حزب الله» إستأثرت بحيِّز واسع من البحث وتم التشديد خلال اللقاءات التي عقدت على ضرورة عدم شمول هذه العقوبات اشخاصاً ومؤسسات لا علاقة لها مباشرة بالاشخاص والجهات المرتقب ادراجها على لائحة العقوبات المنوي إصدارها لأن هذا التصرف سيضُّر بالاقتصاد ولا بدّ من تحديد الأسماء والهيئات المعنية حصراً دون سواها مع التأكيد بأن لبنان ملتزم من خلال التدابير التي يعتمدها مصرف لبنان بتنفيذ كل الإجراءات المصرفية الدولية بخصوص الأشخاص والشركات والجهات التي تطالهم العقوبات المفروضة سابقاً.

يضاف إلى ذلك الاجتماعات المتلاحقة التي عقدها رئيس الحكومة والوفد المرافق مع كبار مسؤولي صندوق النقد والبنك الدوليين وتم خلالها مناقشة تفصيلية للمشاريع الحيوية والملحة التي يسعى لبنان للحصول على تمويل لتنفيذها وهي تأتي ضمن الخطة التي اعدها لمواجهة الأعباء المتزايدة للنزوح السوري على الاقتصاد اللبناني وضرورة التخفيف من وطأتها، ولوحظ ان هناك تفهماً لمطالب لبنان بهذا الخصوص ورغبة اكيدة للمساعدة، بدأت طلائعها بإيفاد مسؤول بارز للبنك الدولي إلى لبنان لمتابعة ما تمّ طرحه بهذا الخصوص.

ويبدي عضو الوفد اللبناني المرافق للرئيس الحريري ارتياحه لأجواء النقاشات التي تخللت اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين ولا سيما مع الطاقم الرئاسي والاستعدادات التي ظهرت خلالها لدراسة المطالب اللبنانية المطروحة بكل تفهم وانفتاح لوضعية لبنان والتأكيد الأميركي الذي ظهر بوضوح لاستمرار دعم لبنان، آملاً ان تترجم نتائج الزيارة تباعاً وفي وقت قصير نسبياً.