Site icon IMLebanon

«طوفان الأقصى» أحيت القضيّة الفلسطينية

 

 

لا تزال عملية «طوفان الأقصى» التي قامت بها حركة المقاومة الاسلامية «حماس» من خلال اقتحامها الجدار الذي كانت إسرائيل قد بنته وزوّدته بأحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة، لحماية مستوطناتها ومعسكرات جنودها، محطّ إعجاب العالم كله… الذي راح يتساءل كيف استطاعت «حماس» اقتحام التحصينات كلها والوصول الى المستوطنات والمعسكرات بسهولة ويسر.

 

الدهشة التي أصابت العالم، لم تكن مقتصرة على شعوب الدول العربية في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا والعراق وقطر… ولا في القاهرة… فالناس في كل مكان راحوا يفتشون عن الوسيلة التي استعملتها «حماس» ونجحت من خلالها في اختراق هذه التحصينات.

 

لقد حقّق أبطال «طوفان الأقصى» إنجازاً تاريخياً أدهش حتى الولايات المتحدة والدول الأوروبية كافة.

 

وكان لافتاً ما قاله الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق، وهو ابن الملك فيصل رحمه الله الذي قطع النفط عن أميركا عام 1973، وأجبر العالم في حرب «أكتوبر» على احترام العرب فخضعوا للمنطق والحق. وبأنّ عند العرب سلاح فتاك إذا أحسن استخدامه فهو شريان الحياة والمحرّك الأساسي لجميع الصناعات، لأنّ انقطاع النفط والغاز يوقف العالم عن الحركة فلا السيارات تستطيع أن تتحرّك ولا الصناعات قادرة على الاستمرار، لأنّ الطاقة اليوم أهم مادة في تحريك عجلة الاقتصاد.

 

على كلّ حال، لقد اغتيل الملك فيصل في ظروف ملتبسة، والارجح أن تكون هناك يد خفيّة أرادت التخلّص من ذلك الملك الذي أخضع العالم وعرف كيف يستعمل النفط ومتى…

 

لقد قال الأمير تركي الفيصل، إنّ عملية «طوفان الأقصى» أحيت القضية الفلسطينية، وأوضحت ان إرادة «حماس» والمقاومة الفلسطينية أقوى من جيش العدو.

 

أضاف: إنّ الجدار أو السور الذي أقامته إسرائيل حول غزّة، واختراق «حماس» لهذا الجدار رغم ما زوّدته به إسرائيل من تكنولوجيا حديثة، أثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان ما ظنته إسرائيل «الحصن الحصين» لم يمنع «حماس» من القيام بهجومها والنجاح في اختراق هذا الجدار.

 

إنّ الطريقة التي مكّنت «حماس» من الوصول الى ما تريد أدّت الى تداعيات خطيرة:

 

أولاً: تحطيم صورة إسرائيل في العالم التي كانت تشير الى أنّ جيش إسرائيل لا يُقهر، وأنّ قوّة إسرائيل غير قابلة للمناقشة.

 

ثانياً: ان القضية الفلسطينية عادت «الى الحياة» من جديد… فعملية «طوفان الأقصى» أحيت هذه القضية.

 

إضافة الى ان هاتين النتيجتين خلّفتا تداعيات كبرى بدأت معالمها في الظهور.

 

أخيراً… إنّ ما قامت به «حماس» يُسجّل لها في تاريخ نضالات الشعوب… هذا العمل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان الحق يعلو ولا يُعلى عليه. وإنّ النصر آتٍ لا ريب فيه.