اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اكبر صدمة واكبر ضربة تلقاها جهاز «الموساد الاسرائيلي» وجهاز «الشاباك» وأجهزة المخابرات العسكرية «الاسرائيلية» خلال عملية الطوفان الاقصى، حيث ان العدو الاسرائيلي جمع معلومات كثيرة عن العلاقة بين ايران وحركة حماس، لكنه لم يقم بتحليلها والاستنتاج السليم حولها، والحمد الله ان ذلك حصل لدى هذه الاجهزة «الاسرائيلية» الثلاثة.
لقد اهتم حزب الله باقامة علاقة ممتازة بدأت من الصفر، بين حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي والجمهورية الاسلامية الايرانية، وتصاعدت هذه العلاقة واشترك فيها حزب الله مباشرة، حيث قام خبراء من الحزب باعطاء خبرتهم في الانفاق لكتائب القسام وسرايا القدس، كذلك قامت الجمهورية الاسلامية الايرانية بتمويل حماس والجهاد الاسلامي وبتسليحهم، كما فرزت خبراء من الحرس الثوري الايراني لتدريبهم من دون الدخول على جبهة القتال بأي شكل من الاشكال.
قام جهازا «الموساد» و «الشاباك» بمراقبة العلاقة بين ايران وحركتي حماس والجهاد الاسلامي، وجمعا معلومات كثيرة، لكنهما لم يتصورا ابدا ان يكون ايمان المقاتلين لدى كتائب القسام وسرايا القدس هو عظيم وكبير. كذلك فان قيام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالدعم المالي والاسلحة، وخاصة في خبرة تصنيع الصواريخ، اضافة الى اشتراك حزب الله في اعطاء خبراته التي يملكها، خصوصا ان الحزب قادر على تصنيع صواريخ دقيقة الاصابة وبعيدة المدى.
لم تعد حركتا حماس والجهاد الاسلامي بحاجة الى تهريب اسلحة ايرانية الى قطاع غزة، بل اصبحتا قادرتين على تصنيع هذه الصواريخ دون الارتكاز الى المخزون الاحتياطي لديهما.
لقد كانت عملية طوفان الاقصى عملية كبيرة جدا على المستوى العسكري والاستراتيجي، وتم خرق كل معلومات اجهزة «الموساد» و «الشاباك» و«الامن العسكري» لدى الكيان الصهيوني، مما ادى الى ازمة وجودية لدى هذا الكيان.
ان ذلك يعود الى بطولة المؤمنين بأرضهم وبوجودهم وكرامتهم، وهم الشعب الفلسطيني على مستوى كل قطاع غزة ، حيث لم يعد يقتصر الامر على كتائب القسام وسرايا القدس، بل اصبح كل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في الخنادق ويقاتلون جنبا الى جنب مع المقاومين والمجاهدين.
اعتقد جهاز «الموساد» ان العلاقة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وحركتي حماس والجهاد الاسلامي لم تصل بعد الى مستوى تستطيع فيه حماس القيام بعملية ضخمة كعملية طوفان الاقصى، وهذا ما جعل الاساطيل الاميركية تأتي الى البحر الابيض المتوسط وشواطئ فلسطين المحتلة.
ان من يعتقد ان «اسرائيل» هي التي تدير اميركا يقع في خطأ كبير، بل ان الولايات المتحدة تعتبر ان الكيان الصهيوني هو جسر كبير لها للهيمنة على الشرق الاوسط والخليج وقسم من آسيا وافريقيا، لذلك جاءت الاساطيل الاميركية ضمن الخطة الاميركية – الصهيونية ، وهي تريد ثمنا كبيرا من قطاع غزة، اي قيام قوات دولية مع قوات مصرية واردنية بالتواجد في قطاع غزة، وإلغاء حركة حماس، وهو امر لن يحصل لان حماس قادرة على الصمود وردع العدو الاسرائيلي، بل ان حكومة العدو التي يرأسها نتانياهو، وهي دينية، ستسقط قبل سقوط حركة حماس ، كما تريد اميركا ومعها «إسرائيل» ، لان العدو الاسرائيلي يتكبد خسائر فادحة على ايدي المقاومين والمجاهدين في كامل قطاع غزة.
عندما انطلقت الثورة الاسلامية في ايران بعد سقوط الشاه، اطلقت معها عصرا جديدا من المقاومة ضد الكيان الصهيوني، وقامت الجمهورية الاسلامية الايرانية بتحويل سفارة «اسرائيل» الى سفارة لفلسطين، وبعدها بأسابيع قام الرئيس الراحل ياسر عرفات بزيارة طهران واستقبله مئات الآلاف، وعرضت عليه الجمهورية الاسلامية الايرانية تمويل وتسليح حركة فتح، الا ان عرفات ذهب في الخط المعاكس ليقوم بالتوقيع مع الكيان الصهيوني على اتفاق اوسلو، الذي بسببه تم هدر حقوق الشعب الفلسطيني في ارضه.
ثم ان التنسيق بين السلطة الفلسطينية والاجهزة الامنية «الاسرائيلية» ادى الى اراحة العدو الاسرائيلي في فلسطين 1948 من كامل العمليات التي يقوم بها المجاهدون، حيث تم سجن مئات الفلسطينيين في سجون السلطة، وآخرين في سجون الاحتلال. فقد اضاع الرئيس ياسر عرفات الفرصة التاريخية على الشعب الفلسطيني كي يستمر بالمقاومة بدعم مالي، وخاصة بمد الشعب الفلسطيني بالاسلحة كي يقاوم، ولكانت تغيرت الامور في كامل فلسطين لو حصل هذا الامر.
اليوم تشتعل الحرب على انها حرب بين القومية الصهيونية وبين القومية الفلسطينية، والصحيح والحقيقة هي ان المخطط الاميركي – الصهيوني هدفه شن الحرب على المسلمين، ولو انه يدمر كنائس ومستشفيات مسيحية، الا ان الحرب هي ضد الشعب الاسلامي في فلسطين والدول المجاورة لفلسطين، وما عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وعشرات الآلاف من المفقودين، الا كونهم يتبعون رسالة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.
وبهذه الحرب نسأل اوروبا التي على ارضها اكثر من 75 مليونا من المسلمين، وبعد خمس سنوات سيزيد عددهم عن المئة مليون مسلم، كيف ستقيم العلاقة مع مواطنيها من الطائفة الاسلامية وبعض هذه الحكومات، وليس كلها يدعم الخطة الصهيونية.
ان الحرب اصبحت واضحة بين المخطط الاميركي- الصهيوني وبين المسلمين، وطبعا الحرب في فلسطين لها طابع اساسي قومي، لكن واشنطن و «تل ابيب» تريدان تحويل المنطقة الى حكم «داعش» و «النصرة»، وهما تنظيمان تكفيريان اسلاميان، كي يؤدي ذلك الى تشويه صورة الاسلام الحقيقية.
يجب ان يستفيق المسلمون، خاصة في العالم العربي، على انهم مهددون بوجودهم وديانتهم. فعندما يقوم مئات المستوطنين من الاديان الصهيونية المتعصبة باستباحة ساحات المسجد الاقصى، ويقوم مواطنون باحراق القرآن الكبير في بعض دول اوروبا ويسيئون الى المسلمين، فهذا المخطط هو مخطط اميركي – صهيوني لحرب شاملة على المسلمين في العالم العربي والشرق الاوسط ، وقسم من افريقيا وبعض الدول الاخرى.
نعود لخطاب سماحة السيد نصرالله، فكثير من مواطني الدول المطبعة وغيرها انتقدت الخطاب، وقالت انها كانت تنتظر اعلان الحرب اثناء الخطاب، لكنها لا تدري ان سماحة السيد هو على اتصال يومي وبالساعة مع قيادة حماس في غزة. ووفق بعض المعلومات فان قيادة حماس ابلغت قيادة حزب الله انها قادرة على الصمود بحد ادنى ما بين اربعة اشهر الى ستة اشهر، وحزب الله الذي تمرس بالمقاومة منذ سنة 1985 وحتى سنة 2023 لا يحتاج الى دروس ممن هم في الدول المطبعة وغيرها مع الكيان الصهيوني.
لقد قرر المحور الاميركي – الصهيوني الحرب علينا، وقال سماحة السيد اننا قد اعددنا العدة لهذه الحرب وخاصة للاساطيل التي جاءت الى المنطقة لدعم الحرب ضدنا.
وانني كمسيحي ماروني اقول انني متعلق بالرسالة المسيحية الى اقصى حد، لكن من المعيب على حكومات اوروبا ان تقبل بالحرب الاميركية – الصهيونية على فلسطين وعلى شعبها وعلى شعوب المنطقة، وان رمز المسيحية هو في القدس حيث تم صلب السيد المسيح عليه السلام، وان كنيسة المهد في بيت لحم هي الرمز المقدس للمسيحيين، فلذلك يجب الحفاظ على المقدسات المسيحية. لكن ما يحصل حاليا، كما ذكرت سابقا، ان الحرب يجري شنها ضد الشعب الاسلامي، ولم تعد القضية في فلسطين قضية قومية فقط، لذلك يجب ان يهبّ كل المسلمين لنجدة قطاع غزة، ولمقاومة المخطط الاميركي – الصهيوني المعادي لكل مقدساتنا في فلسطين وخارجها.