Site icon IMLebanon

هجوم الحزب للتشويش على زيارة الحريري لواشنطن بقي محدوداً والإدعاء بمحاربة الإرهاب توقف عند «داعش»

    تفاهم قطري – إيراني ساهم بصياغة إتفاق إخراج مسلحي «النصرة» من جرود عرسال بسرعة

    إدعاء الحزب بأن ما يقوم به من تحرك عسكري هو لمحاربة إلارهاب وهو الهدف الأساس من كل هذه العملية

قبل انطلاق هجوم «حزب الله» على جرود بلدة عرسال بأيام معدودة، سمع اللبنانيون من قادة الحزب وفي مقدمتهم الامين العام حسن نصر الله تهديدات ووعود تؤكد بأن الهدف من هذا الهجوم هو استئصال الارهاب المتمثل بوجود مسلحي جبهة «النصرة» وداعش في منطقتي جرود عرسال ورأس بعلبك، وفجأة وبعد عدة ايام توقف الهجوم العسكري في منتصفه، فلم يطل المراكز الاساسية للنصرة ولم يطل مناطق انتشار داعش، لا من قريب ولا من بعيد، وكثرت التساؤلات عما حصل جراء ذلك، لتبدأ المفاوضات فجأة لإخراج مسلحي النصرة من الجرود بموجب الشروط التي كانت طرحتها الجبهة من قبل ورفضت من الحزب؟

تكشف مصادر دبلوماسية رفيعة المستوي ان الاسباب الحقيقية التي أدّت الى توقف الهجوم العسكري لحزب الله على جرود عرسال قبل حسم المعركة عديدة، ابرزها حصول سلسلة اتصالات مكثفة بين الجانب الايراني مع القطريين بشكل غير معلن تم بموجبها التوصل الى تفاهم لصياغة اتفاق دارت المفاوضات بشأنه في ادلب بحضور ممثلين عن الايرانيين وجبهة النصرة وتم خلاله صياغة جميع البنود المتعلقة بوقف القتال وكيفية خروج المقاتلين وعددهم وعدتهم وعائلاتهم من منطقة تواجدهم الاساسية في الجرود باتجاه ادلب مع كل الضمانات المطلوبة لعدم تعرض هؤلاء او اي من قادتهم وتحديداً امير الجبهة ومعاونيه للاعتقال او الاذى من اي طرف كان، مقابل تحديد آلية تبادل الجثث والجرحى والمعتقلين من كلا الطرفين وهو ما بدأ تنفيذه سريعاً وبشكل لافت مباشرة وبمدة قياسية زمنياً وكأن كل شيء معد سلفاً.

وهناك أسباب أخرى من وجهة نظر المصادر الدبلوماسية ومنها ان «حزب الله» حاول من خلال توقيت الهجوم العسكري بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري والوفد المرافق إلى واشنطن التأثير سلباً على هذه الزيارة وتسميم اجوائها قدر المستطاع لإبلاغ من يعنيهم الأمر بالولايات المتحدة الأميركية بثقل وقدرة الحزب على التحرّك العسكري كيفما يشاء خارج إرادة السلطة الشرعية اللبنانية من جهة وللادعاء زوراً بأن الحزب من خلال ما يقوم به إنما يأتي في إطار الجهد الدولي لمحاربة الإرهاب وبالتالي فإن تحركه يأتي في هذا الإطار وليس كما تصرّ الإدارة الأميركية على تصنيفه منظمة إرهابية وهذا يتطلب إعادة النظر وليس الامعان في اتخاذ مزيد من الإجراءات والعقوبات التي تحضر لها الإدارة بحق الحزب وقادته والمنتسبين إليه.

وتضيف المصادر الدبلوماسية ان تزخيم حملة الهجوم العسكري إعلامياً وبشكل مُكثّف عبر وسائل اعلام معروفة والتركيز على هدف محاربة التنظيمات الإرهابية واستئصال وجودهم في جرود عرسال ورأس بعلبك بلغ حده في الأيام الثلاثة الأولى، قبل وخلال زيارة الرئيس الحريري إلى واشنطن، وبعدها خفتت حدة الحملة وتوقفت عند حدود تواجد جبهة النصرة في الجرود ولم تتعداها ولو شكلياً إلى منطقة انتشار مسلحي تنظيم «داعش» في منطقة جرود رأس بعلبك ولو بطلقات محدودة وعشوائية، في حين يؤشر كل ما يصدر عن الحزب بأن حدود الهجوم الذي شنّه الحزب لن يتعدى مناطق تواجد مسلحي النصرة باتجاه مناطق تمركز مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي وكأنه لم يعد معنياً بكل التهديدات التي أطلقها قادته بهذا الخصوص قبل بدء الهجوم العسكري بأيام معدودة، وأصبح التركيز الآن على ان الجيش اللبناني هو الذي سيتولى عملية تحرير جرود رأس بعلبك من «داعش».

وفي اعتقاد المصادر الدبلوماسية، فإن ما سعى إليه الحزب جرّاء توقيت العملية العسكرية على مواقع «النصرة» للتشويش على زيارة الرئيس الحريري للعاصمة الأميركية كان محدوداً جداً، والدليل على ذلك النتائج المهمة للزيارة بالوقائع المعلنة وغير المعلنة على حدّ سواء وبالتجاوب مع جزء كبير من المطالب التي طرحها رئيس الحكومة، إن كان بإعطاء لبنان حيزاً من الاهتمام الأميركي لدعم المؤسسة العسكرية وتنشيط الاقتصاد والاستمرار في إبقاء لبنان بعيداً عن حروب ونزاعات المنطقة.

اما ادعاء الحزب بأن ما يقوم به من تحرك عسكري هو لمحاربة إلارهاب وهو الهدف الأساس من كل هذه العملية ومن وجوده العسكري في سوريا، بقي عديم الجدوى استناداً إلى السيناريو الهش لإخراج مسلحي النصرة من الجرود باتجاه ادلب، واستمرار الحزب بتحييد مواقع وانتشار مسلحي تنظيم «داعش» عن أي عمل عسكري يقوم به ضمن الهجوم العسكري المعلن ضد التنظيمات الإرهابية.