على الرغم من الحملات التي تستهدف بكركي، قبل وبعد «يوم الدعم الشعبي»، فإن أوساطاً سياسية مواكبة، وعلى تواصل مع بكركي، كشفت أن المسار الذي سلكه البطريرك الماروني بشارة الراعي، يضع الحلّ في يد اللبنانيين، من خلال الجلوس على طاولة واحدة وطرح الهواجس الجامعة بصوت مرتفع، ووضع المجتمع الدولي، وتحديداً الأمم المتحدة أمام مسؤولياتها في حشد الدعم الدولي لإنقاذ لبنان وتأمين سبل إخراجه من الإنهيار الكبير المنتظر. وأكدت الأوساط نفسها، أن ما قامت به بكركي، هو نقطة الإنطلاق لمرحلة جديدة، خصوصاً وأن تردّدات مواقف البطريرك قد أدّت إلى إعادة خلط الأوراق الداخلية، وحثّت كل الأطراف السياسية على التحرّك من أجل الإسراع بتأليف الحكومة كمحطة أولية لترجمة المسار الإنقاذي.
وكشفت الاوساط أنه وبعد زيارة وفد تيار «المستقبل» بالأمس إلى بكركي، سيقوم وفد من حزب الله بزيارة الصرح، وبحث كل هذه الهواجس بكل شفافية ووضوح، مشيرة إلى أن كل ماجرى الحديث عنه من وجود مشاريع خارجية خلف طرح بكركي حول الحياد والمؤتمر الدولي، لا ينطبق على الواقع الفعلي.
وأشارت المصادر، الى أن الحراك البطريركي أتى بعدما أُقفلت كل الأبواب بوجه الإنقاذ من خلال تطبيق الدستور لا أكثر ولا أقلّ، وبعدما تعطّلت عملية تأليف الحكومة العتيدة، وانقطع التواصل بين كافة الأطراف المعنية، وحتى بعد تدخل بكركي لرأب الصدع بينهم.
أما ما بعد «إعلان بكركي»، فأكدت المصادر ذاتها، بأن البطريرك الراعي، رسم خارطة الطريق الواضحة والصريحة بالتعاون مع اللبنانيين في لبنان وفي الإنتشار، لإيصال أصواتهم إلى الأمم المتحدة، والطلب إلى المجتمع الدولي الداعم للبنان، ترجمة هذا الدعم من خلال مؤتمر دولي، يعيد وضع قطار الحل في لبنان على السكّة الصحيحة، من خلال تحييده عن «البركان» المشتعل في المنطقة، وإبعاده عن خطر الزوال والمجاعة والإهتزاز الأمني نتيجة الإحتقان السياسي. فطبول الحرب التي تُقرَع في ساحات عدة مجاورة، تضع الساحة اللبنانية في مدار خطير، في ظل نظرة دولية إلى الدولة على أنها فاشلة، ويأس من عواصم القرار الغربية والعربية التي تدخّلت في عملية تأليف الحكومة، من قدرة القوى السياسية على تكوين السلطة كنقطة انطلاق لتحديد مسار العمل الإنقاذي.
ولفتت المصادر، إلى أنه وبعدما تبيّن عدم وقوف أي جهة خارجية وراء دعوة «الحياد» و «المؤتمر الدولي»، وأن بكركي بادرت انطلاقاً من حرصها على لبنان الدولة والوطن والرسالة، فالبطريرك الراعي قد وصل الى هذه المرحلة من تصعيد الخطوات ورفع الصوت عالياً، بعدما لاحظ غياب الإهتمام الدولي بلبنان، على الرغم من كل من يربط أزمته الحكومية بالخارج. وقالت المصادر، أن «التخلّي الدولي» عن لبنان، هو الذي حرّك بكركي من أجل لفت أنظار العالم إلى الأزمة اللبنانية المستعصية، وبالتالي، فإن الفكرة هي «صناعة لبنانية مئة بالمئة».
وبالنسبة للمرحلة المقبلة، تكشف المصادر عينها، أن العمل الدؤوب قد انطلق من الصرح، ومن المقرّر أن تضع بكركي خطة عمل تتضمن ثلاثة مراحل هي كالآتي:
– تفعيل التواصل مع كل الجهات الديبلوماسية في لبنان من أجل وضعهم في تصوّره لمبدأ المؤتمر الدولي للبنان برعاية الأمم المتحدة.
– الإبقاء على التواصل الداخلي قائماً مع القوى السياسية اللبنانية كافة، ومن المتوقع، في هذا السياق، حصول لقاء وشيك مع موفدين من حزب الله.
-استكمال التعبئة الإعلامية، مع الحرص على عدم تحوير الهدف، بل الدفع نحو توحيد الصفوف، للوصول إلى الحلول المرجوة من هذا الحراك.