توقفت أعمال شق الطريق من اوتوستراد العبودية وصولا الى المطمر المزمع إنشاؤه في مكب سرار، أمس. وذلك إثر الاشكال الذي حصل، أول من أمس، بين أهالي المعترضين ومسلحين كانوا في موقع الاعمال، الذي ادى إلى وقوع ثلاثة جرحى، وفيما كان متوقعا من القوى الامنية ان تؤدي دورها في فض الاشكال، غابت عن حادثة اطلاق النار التي استمرت قرابة نصف ساعة، في الوقت الذي تتخوف فيه بعض المصادر من قرار سياسي متخذ يقضي بـ «إثارة الخلاف بين عشائر المنطقة بغية الضغط لفتح المكب»
في الوقت الذي يقترب فيه موعد فتح مطمر سرار في عكار، تنفيذا لخطة وزير الزراعة أكرم شهيب، يعمل الناشطون في الحملات العكارية واهالي المناطق المجاورة على تصعيد مواقفهم وتحركاتهم ضد المطمر. هؤلاء، باتوا ينفذون تحركا شبه يومي لمنع الجرافات والشاحنات من استكمال اعمال شق الطريق الذي يربط المكب باوتوستراد العبودية، متخذين من حادثة اطلاق النار مناسبة لشحذ المزيد من الاصرار على مواقفهم: “لن تمر شاحنة الى المكب إلا على جثثنا».
منذ أسبوع، خَلص اجتماع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع وزير الزراعة أكرم شهيب الى انشاء غرفة عمليات يرأسها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام للاشراف على تنفيذ خطة شهيب. حينها، لفتت بعض المصادر المقربة من شهيب أن أولى خطوات التنفيذ تكمن في فتح المطامر بمؤازرة القوى الأمنية، في اشارة منها الى استخدام القوة لفرض المطامر، وجغلها امرا واقعا غصبا عن ارادة الاهالي.
الا ان العنف الذي استُخدم، أول من أمس، في اشكال مكب سرار، والذي ادى إلى سقوط ثلاثة جرحى، لم يكن بحضور القوى الامنية، بل على العكس، غابت الأخيرة عن اشكال تخلله اطلاق نار لمدة نصف ساعة، بين مسلحين كانوا في مكب سرار في عكار واهالي المنطقة المعترضين على انشاء المكب.
يقول الناشط في حملة «عكّار منا مزبلة» فراس العبدالله إن المعتصمين فوجئوا بوجود مسلحين الى جانب كل جرافة تعمل في سرار، علما ان هناك تحركات سابقة مماثلة كانت تجري وتقضي بمنع الجرافات من استكمال اعمالها، «وأطلقوا الرصاص من بنادقهم الحربية باتجاه المواطنين ولاكثر من نصف ساعة دون ان تتدخل القوى الامنية، ما ادى الى اصابة 3 شبان».
يقول رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي المقدم جوزف مسلّم أن هناك تحقيقاً يجري في الحادثة، وأن التحقيق «فُتح بعد تقديم الجرحى الثلاثة شكوى بتعرضهم لاطلاق نار»، مشيرا الى ان السلاح الذي استخدم، بحسب المحضر، «سلاح صيد، وان اصابات هؤلاء طفيفة جدا».
في المقابل، يقول رئيس بلدية عمار البيكات وليد قاسم في حديث لـ «الاخبار»، أن الشبان اصيبوا في اشكال سرار، بعدما أُطلق عليهم الرصاص من بنادق حربية قبل وصولهم الى الجرافة، «ومع وصولهم الى الجرافة تعرضوا لاطلاق نار ايضا”. يتهمّ قاسم، ياسين «بإيوائه مسلحين هاربين من المجموعات المسلحة في سوريا، ويستخدمهم كمرتزقة لحماية المطمر»، داعياً الدولة الى حماية الشبان والتحقيق في ما جرى ومحاسبة الفاعلين، مؤكداً ان موقف البلديات في عكار والحملات المدنية هو القانون.
«اوقفنا الاعمال في مكب سرار بانتظار تأمين مؤازرة امنية للاليات والعاملين في المكب»، هذا ما يقول صاحب المكب خلدون ياسين، متهماً الشبان المعترضين بانهم من أطلقوا النار على الجرافات التابعة لوزارة الاشغال العامة والنقل. ويلفت ياسين الى انه «تواصل مع رئيس فرع المعلومات في الشمال المقدم محمد عرب، طالبا منهم تأمين دورية من قوى الامن، عند النقطة التي تصل اوتوستراد العبودية بمكب سرار، لمنع الاهالي من الوصول مجدداً الى الجرافات»، مشيرا الى ان عرب وعده بتأمين دورية خلال وقت قصير. من جهته، يقول رئيس بلدية الحيصة محمد حسين أن ياسين محمي من الدولة، «لكن نحن محميون من ابناء عكار واهلها»، مستنكراً ما جرى من اطلاق نار على الاهالي وقال: «ما جرى امس كان بمثابة خطأ كبير بحق عكار، ونحن نطالب بايجاد حل فوري وسريع للموضوع قبل ان يتفاقم.»
أمس، أوفد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، رئيس فرع المعلومات في الشمال محمد عرب، الى منطقة العبودية، للقاء اهالي المنطقة و»الوقوف على مطالبهم»، وفق ما قيل للأهالي، الذين اجتمعوا مع الوفد في منزل رئيس البلدية محمد المصومعي. وبحسب ما نقل احد الحاضرين، فإن عرب استهلّ حديثه بإقناع الأهالي بأهمية «المطمر الصحي في سرار»، وأسهب في شرح آلية انشائه وبالتالي ضرورة إقامته. لم يتطرق عرب الى محاسبة الفاعلين والمتورطين باطلاق النار على الاهالي، الذي استمر أكثر من نصف ساعة. هذا التجاهل أزعج الاهالي وأحبط مهمة عرب في التوصل الى حل. يقول المصموعي» لم يحصل اي تقدم يُذكر، ونحن لا نريد نفايات تقتل اطفالنا ولا نريد مطمرا يستبيح ارضنا ومياهنا ويلوثها».
يصر اهالي عكار وحملة «عكّار منا مزبلة»، على الاستمرار في الحراك، وعلى مواجهة انشاء سرار. يشير عبدالله الى أن حملة «عكار منا مزبلة» تعمل، اليوم، بواسطة احد الخبراء البيئيين على اعداد دراسة علمية تبين مدى ازدياد التلوث في الاراضي والمياه الجوفية عند المناطق القريبة من سرار، «لنعرض التقرير على الرأي العام»، لافتا الى أن الاستمرار في منع النفايات من الوصول الى سرار لن يكون مطلبنا بعد اليوم، «بل سنعمل على المطالبة باقفال هذا المكب على نحو نهائي» .
في هذا الوقت، يتواصل اعتصام بعض الاهالي في منطقة العبودية، الذين نصبوا خيمة عند الاوتوستراد الذي يربط المنطقة بمكب سرار، وذلك بهدف منع دخول النفايات، فيما يعمل عدد من الشباب الاخرين المتطوعين في حملة حراس عكار، على تفتيش كل شاحنة تمر على الاوتوستراد. يقول مرعب العبدالله، احد المسؤولين عن خيمة العبودية «إن ما حدث زاد من معنوياتنا ومن اصرارنا على اكمال عملنا لمنع اي من النفايات من الوصول الى عكار».
وعن مواقف السياسيين قال مرعب: «لا نواب عكار ولا وزراؤها يعنون لنا شيئاً، ونحن بتنا نحسبهم في عداد الاموات، لكنا سنبقى تحت القانون في مطالبنا، واذا كانت الدولة تصر على ظلمنا فلن نستطيع ان نأخذ حقنا الا بالقوة».
اهالي عكار لوزير الداخلية: لن نقبل مطمر سرار
توقفت أعمال شق الطريق من اوتوستراد العبودية وصولا الى المطمر المزمع إنشاؤه في مكب سرار، أمس. وذلك إثر الاشكال الذي حصل، أول من أمس، بين أهالي المعترضين ومسلحين كانوا في موقع الاعمال، الذي ادى إلى وقوع ثلاثة جرحى، وفيما كان متوقعا من القوى الامنية ان تؤدي دورها في فض الاشكال، غابت عن حادثة اطلاق النار التي استمرت قرابة نصف ساعة، في الوقت الذي تتخوف فيه بعض المصادر من قرار سياسي متخذ يقضي بـ «إثارة الخلاف بين عشائر المنطقة بغية الضغط لفتح المكب»
هديل فرفور, محمد خالد ملص
في الوقت الذي يقترب فيه موعد فتح مطمر سرار في عكار، تنفيذا لخطة وزير الزراعة أكرم شهيب، يعمل الناشطون في الحملات العكارية واهالي المناطق المجاورة على تصعيد مواقفهم وتحركاتهم ضد المطمر. هؤلاء، باتوا ينفذون تحركا شبه يومي لمنع الجرافات والشاحنات من استكمال اعمال شق الطريق الذي يربط المكب باوتوستراد العبودية، متخذين من حادثة اطلاق النار مناسبة لشحذ المزيد من الاصرار على مواقفهم: “لن تمر شاحنة الى المكب إلا على جثثنا».
منذ أسبوع، خَلص اجتماع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع وزير الزراعة أكرم شهيب الى انشاء غرفة عمليات يرأسها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام للاشراف على تنفيذ خطة شهيب. حينها، لفتت بعض المصادر المقربة من شهيب أن أولى خطوات التنفيذ تكمن في فتح المطامر بمؤازرة القوى الأمنية، في اشارة منها الى استخدام القوة لفرض المطامر، وجغلها امرا واقعا غصبا عن ارادة الاهالي.
الا ان العنف الذي استُخدم، أول من أمس، في اشكال مكب سرار، والذي ادى إلى سقوط ثلاثة جرحى، لم يكن بحضور القوى الامنية، بل على العكس، غابت الأخيرة عن اشكال تخلله اطلاق نار لمدة نصف ساعة، بين مسلحين كانوا في مكب سرار في عكار واهالي المنطقة المعترضين على انشاء المكب.
يقول الناشط في حملة «عكّار منا مزبلة» فراس العبدالله إن المعتصمين فوجئوا بوجود مسلحين الى جانب كل جرافة تعمل في سرار، علما ان هناك تحركات سابقة مماثلة كانت تجري وتقضي بمنع الجرافات من استكمال اعمالها، «وأطلقوا الرصاص من بنادقهم الحربية باتجاه المواطنين ولاكثر من نصف ساعة دون ان تتدخل القوى الامنية، ما ادى الى اصابة 3 شبان».
يقول رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي المقدم جوزف مسلّم أن هناك تحقيقاً يجري في الحادثة، وأن التحقيق «فُتح بعد تقديم الجرحى الثلاثة شكوى بتعرضهم لاطلاق نار»، مشيرا الى ان السلاح الذي استخدم، بحسب المحضر، «سلاح صيد، وان اصابات هؤلاء طفيفة جدا».
في المقابل، يقول رئيس بلدية عمار البيكات وليد قاسم في حديث لـ «الاخبار»، أن الشبان اصيبوا في اشكال سرار، بعدما أُطلق عليهم الرصاص من بنادق حربية قبل وصولهم الى الجرافة، «ومع وصولهم الى الجرافة تعرضوا لاطلاق نار ايضا”. يتهمّ قاسم، ياسين «بإيوائه مسلحين هاربين من المجموعات المسلحة في سوريا، ويستخدمهم كمرتزقة لحماية المطمر»، داعياً الدولة الى حماية الشبان والتحقيق في ما جرى ومحاسبة الفاعلين، مؤكداً ان موقف البلديات في عكار والحملات المدنية هو القانون.
«اوقفنا الاعمال في مكب سرار بانتظار تأمين مؤازرة امنية للاليات والعاملين في المكب»، هذا ما يقول صاحب المكب خلدون ياسين، متهماً الشبان المعترضين بانهم من أطلقوا النار على الجرافات التابعة لوزارة الاشغال العامة والنقل. ويلفت ياسين الى انه «تواصل مع رئيس فرع المعلومات في الشمال المقدم محمد عرب، طالبا منهم تأمين دورية من قوى الامن، عند النقطة التي تصل اوتوستراد العبودية بمكب سرار، لمنع الاهالي من الوصول مجدداً الى الجرافات»، مشيرا الى ان عرب وعده بتأمين دورية خلال وقت قصير. من جهته، يقول رئيس بلدية الحيصة محمد حسين أن ياسين محمي من الدولة، «لكن نحن محميون من ابناء عكار واهلها»، مستنكراً ما جرى من اطلاق نار على الاهالي وقال: «ما جرى امس كان بمثابة خطأ كبير بحق عكار، ونحن نطالب بايجاد حل فوري وسريع للموضوع قبل ان يتفاقم.»
أمس، أوفد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، رئيس فرع المعلومات في الشمال محمد عرب، الى منطقة العبودية، للقاء اهالي المنطقة و»الوقوف على مطالبهم»، وفق ما قيل للأهالي، الذين اجتمعوا مع الوفد في منزل رئيس البلدية محمد المصومعي. وبحسب ما نقل احد الحاضرين، فإن عرب استهلّ حديثه بإقناع الأهالي بأهمية «المطمر الصحي في سرار»، وأسهب في شرح آلية انشائه وبالتالي ضرورة إقامته. لم يتطرق عرب الى محاسبة الفاعلين والمتورطين باطلاق النار على الاهالي، الذي استمر أكثر من نصف ساعة. هذا التجاهل أزعج الاهالي وأحبط مهمة عرب في التوصل الى حل. يقول المصموعي» لم يحصل اي تقدم يُذكر، ونحن لا نريد نفايات تقتل اطفالنا ولا نريد مطمرا يستبيح ارضنا ومياهنا ويلوثها».
يصر اهالي عكار وحملة «عكّار منا مزبلة»، على الاستمرار في الحراك، وعلى مواجهة انشاء سرار. يشير عبدالله الى أن حملة «عكار منا مزبلة» تعمل، اليوم، بواسطة احد الخبراء البيئيين على اعداد دراسة علمية تبين مدى ازدياد التلوث في الاراضي والمياه الجوفية عند المناطق القريبة من سرار، «لنعرض التقرير على الرأي العام»، لافتا الى أن الاستمرار في منع النفايات من الوصول الى سرار لن يكون مطلبنا بعد اليوم، «بل سنعمل على المطالبة باقفال هذا المكب على نحو نهائي» .
في هذا الوقت، يتواصل اعتصام بعض الاهالي في منطقة العبودية، الذين نصبوا خيمة عند الاوتوستراد الذي يربط المنطقة بمكب سرار، وذلك بهدف منع دخول النفايات، فيما يعمل عدد من الشباب الاخرين المتطوعين في حملة حراس عكار، على تفتيش كل شاحنة تمر على الاوتوستراد. يقول مرعب العبدالله، احد المسؤولين عن خيمة العبودية «إن ما حدث زاد من معنوياتنا ومن اصرارنا على اكمال عملنا لمنع اي من النفايات من الوصول الى عكار».
وعن مواقف السياسيين قال مرعب: «لا نواب عكار ولا وزراؤها يعنون لنا شيئاً، ونحن بتنا نحسبهم في عداد الاموات، لكنا سنبقى تحت القانون في مطالبنا، واذا كانت الدولة تصر على ظلمنا فلن نستطيع ان نأخذ حقنا الا بالقوة».