Site icon IMLebanon

شعب لبنان غير العظيم؟!

الى اين يريد رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون الوصول بحركة الشارع، حيث لم يحدد الان برنامج اللعبة السياسية التي ينوي اتباعها، ليس لانه لا يعرف ماهية ردود الفعل عليه، بل لانه عرفها وعرف انه لن يصل الى نتيجة فيما يعرف ان بوسعه اختيار طريقة اخرى تبدأ باستقالة وزرائه مع الوزراء حلفائه، عله ينسف النظام وينطلق منه الى الاعلان عن وثيقة دستورية تكفل له ولسواه الانتقال الى ما يرضي خاطره ويحقق من خلاله ما يرغب فيه بأقل «كلفة شارعية» ممكنة؟!

الذين من رأي الجنرال بالنسبة الى استخدام الشارع اقل بكثير من ان يؤثروا في مجريات الامور السياسية، بحسب ما دلت عليه تظاهرات الاربعاء، طالما ان الامور بقيت مجرد عملية لا طائل منها «لان العماد يعرف ان التغيير لن يحصل كما لن تحصل منه  ما يرغب فيه»،  كي لا نقول ان بوسع غيره العمل في الشارع من غير ان يؤدي ذلك الى اي شيء باستثناء خلق مناخ فوضى، لاسيما ان من يفترض بهم ان يكونوا حلفاء لم يظهر لهم اثر في الشارع!

وليس المهم في النتيجة خلق ضجة سياسية، لانها تحصيل حاصل بالنسبة الى الامور السلبية القائمة في البلد من دون حاجة الى موثرات سياسية سلبية من النوع القائل «مطرحك يا واقف» قياسا على عقدة النفايات ومعها عقدة انقطاع الكهرباء والمياه التي لا تقاس بالسلبيات السياسية، كونها قائمة منذ سنين طويلة  وليس من هو بحاجة الى المزيد للقول اننا نفتقر الى الحلول وليس الى المعالجات كي ننطلق مما هو قائم وليس الى ما نحن والبلد بحاجة ماسة اليه (…)

والسؤال المطروح تكرارا الى اين يمكن للجنرال الوصول بحركة الشارع، طالما انه يعرف ان ثمة استحالة امام تحقيق ما يطالب به وما يتطلع اليه مثله مثل غير ممن يدعون القيادة السياسية في البلد، وهؤلاء اكثر من الهم على القلب ممن يرجون الوصول الى غايات سياسية من دون ان يتصوروا ان لدى غيرهم نفس المطالب  وذات الهواجس، التي تعرف بانها علة العلل في لبنان، اما الشيء الملح فلن يكون من بين العثور على حل ليس لانه غير متوفر بل لانه مثل قصص الف ليلة وليلة، تعرف بداياتها ولا تعرف نهايتها، من الان الى حين الرواية المليئة بتدوير الزوايا كي لا تعرف نتائجها!

ومن الان الى حين اقتناع العماد المتقاعد بانه يطالب بالشيء وبعكسه لا بد من القول انه لا يزال يعاني عظمة القصر الجمهوري يوم كان يشعر انه رئيس للجمهورية، وهو عندما يتحدث يشعر انه  يخاطب «شعب لبنان العظيم» مع انه يعرف تماما ان شعبنا مسكين ويعاني الامرين جراء تفاقم ازماته بما في ذلك تعاقب السياسيين على  تيئيسه لانهم يعرفون انه غير عظيم وبامكان الجميع ان يركبوا موجته كما هو حاصل الان، خصوصا عند سؤال المتظاهرين عن الغاية من اشتراكهم في حركة الشارع فيردون بالقول ان «الجنرال يعرف ما يريد ونحن معه بالروح والدم»!

ومن الان الى حين وضوح الرؤية السياسية ستبقى الامور عالقة في هذا الشارع او ذاك، حيث بوسع «الجنرالات الاخرين» القيام يتحركات مماثلة من غير حاجة الى سؤال من يماشيهم عن السبب لانه شبيه بالاسباب الاولى، والشيء بالشيء يذكر عندما يقول احدنا ان الشعب يعاني مرارة الحكم لانه لا يعرف كيف ينظر الى الحاكم وما اذا كان يراه بحاجة الى دجل في التعابير الصادرة عنه، او انه قد مل الاصول السياسية بعد طول تكاذب سياسي قائم على اساس المصالح الخاصة والشخصية!

واذا سلمنا جدلا بان مجلس الوزراء في حال عين صهر الجنرال العميد شامل روكز قائدا للجيش، هل تنتهي الحركة المطلبية، كذلك، فان الجنرال لا بد وان تهدأ اعصابه في حال وجد الظروف مناسبة لوصوله الى رئاسة الجمهورية، ما يحتم القول ان المصالح الشخصية هي التي تسير الامور السياسية لدى الجميع وهذا الشيء غير حصور بالجنرال وحده، لاسيما ان الاخرين لديهم مطالب يسعون وراء  تحقيقها، وهم في حال فشلوا في ذلك سنراهم في الشارع مثلهم مثل «جماعة عون»!

من هنا بالذات تفهم حركة الجنرال في الشارع، ومن هنا بالذات تفهم لا حركة سواه، ربما لانه ينعم بما هو بين يديه ويرفض التنازل عنه لغايات واعتبارات سياسية اين منها مطالب الشارع العوني المؤهل لان يستمر في حركته طالما ان مطالبه ستبقى عالقة حتى اشعار اخر؟!