Site icon IMLebanon

أهل مكة أدرى بشعابها

كثيرون من الممانعين بدأوا يغرقون في تحليلات واجتهادات حول «الأوامر الملكية» التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتسمية الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، وتسمية الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، وسائر القرارات المتعلقة بتولية النخب الشابة المواقع المتقدمة في الدولة.

حتماً، هؤلاء لا يعرفون شيئاً عن المملكة، ولا يعرفون حتى أن أهل مكة أدرى بشعابها، ولن يروا في هذه «الأوامر الملكية» إلا ما تُسطره لهم «الأوامر الإيرانية»، التي لن يجدوا في تنفيذها مفراً من ممارسة منطقهم القاصر بـ»تكذيب الكذبة، ومن ثم تصديقها»، كما اعتادوا دائماً. 

لكن المؤكد أنهم مهما اجتهدوا في تحليل «الأوامر الملكية»، على أنها «عاصفة عزل» وخلاف ذلك من اجتهادات تتحدث عن «انقلاب داخلي» و»تخبط» و»تململ»، فسيبقون قاصرين عن قراءة السياسة السعودية ومتغيراتها المتكئة على استقرار داخلي وثقل عربي وإسلامي ودولي، بدليل ما تبين من «قصور» شاب «وهم« التحليلات «الممانعة» بإزاء «عاصفة الحزم»، وما قبلها وبعدها، حتى أصابتهم الصدمة التي يبدو أنهم لم يستيقظوا من مفعولها بعد.

اليوم، المملكة العربية السعودية تزعج «امبراطورية الممانعة» كثيراً، لكونها محط كل أنظار العرب والعالم، بـ»قراراتها» المقرونة بـ»رؤية مستقبلية» تلبي طموحات الشعب السعودي، وبـ»حزمها» المتجلي بـ»عواصف» تعيد صناعة الأمل في منطقتنا العربية، وبـ»اعتدالها» المترجم بـ»مبادرات مباركة» تخدم الأمة العربية والإسلامية، ولا سيما في مكافحتها للإرهاب المصنّع في أقبية الظلام والمخابرات.

من الطبيعي لأي عربي مخلص، كما قال الرئيس سعد الحريري «أن يفرح لفرحة المملكة العربية السعودية بالقرارات الحاسمة للملك سلمان، وأن يتفاءل بوجود قيادات شابة في الصفوف الأمامية لحماة المملكة وقيادتها نحو تاريخ جديد من التقدم والتطور والأمان». 

لكن من الطبيعي أيضاً لأي عربي باع عروبته للمسيئين إليها أن لا يفرح، وأن يُعبر عن حزنه بـ»عاصفة حزن»، وأن يتشاءم من التاريخ العربي الجديد الذي تكتبه المملكة العربية السعودية بـ»حزم» يحمي الهوية العربية، في وجه من يسعى واهماً إلى بناء أمجاد الامبراطورية على تدمير هذه الهوية، والمفارقة أن يلتقي في سعيه هذا، مع المشاريع الغريبة عن العروبة والمتسترة بإسلامها، كـ»داعش» ومن لف لفيفه.