Site icon IMLebanon

أهالي رميش ناشدوا الدولة عدم التخلّي عنهم كما فعلت في السابق وعود بإعادة تموضع الجيش وعدم إخلاء مخفر الدرك في البلدة 

 

لطالما كانت البلدات الحدودية الجنوبية منسية من قبل الدولة، فعاشت كل انواع الحروب والمخاطر بسبب موقعها الجغرافي وحدودها مع شمال «إسرائيل»، وتلك القرى جمعت كل الطوائف اللبنانية، ومن ضمنها بلدة رميش المسيحية التي تعيش الهواجس وتبحث عن الأمان، في وطن يعايش الحروب كل فترة وجيزة خصوصاً في قرى جنوبه، حيث المحطة الاكبر لسقوط الشهداء والجرحى والأرزاق وجنى العمر، بسبب الإعتداءات «الاسرائيلية» المتواصلة بشكل يومي، ما جعل تلك البلدات تدفع الاثمان الباهظة منذ عقود من الزمن.

 

رميش كغيرها من القرى الحدودية لا تهوى الحرب ولا تريدها، بل تؤمن بالحياة والسلام، لكنها تعيش اليوم المآسي والويلات، ومع ذلك يتشبّث اهاليها بالبقاء في أرضهم رافضين التخلّي عنها، والنزوح الى أماكن اخرى آمنة، لكن فجر أمس علموا بأنّ عناصر الجيش غادروا البلدة، وعناصر مخفر الدرك تتحضّر للمغادرة أيضاً، فسارع الاهالي بطلب من كاهن البلدة الاب نجيب العميل الى التجمّع أمام المخفر، رفضاً لقرار إغلاقه فنفذوا إعتصاماً، وناشدوا الدولة عدم التخلي عنهم، لانّ هذا الموقف يجعلهم خارج إطار الدولة وشرعيتها، اي سيصبحون متروكين وكأنهم ليسوا مواطنين تابعين لهذا البلد.

 

الى ذلك أشار الاب نجيب العميل في حديث لـ “الديار» الى انّ هذا القرار يعني أن الدولة تخلّت عن أهالي البلدة كما فعلت سابقاً ، لذا نناشدها التراجع عن ذلك وعدم تركنا لمصيرنا، لافتاً الى أنّ مخفر الدرك يقوم بالحفاظ على الامن داخل البلدة. وحذر من أن انسحاب قوى الامن يعني ترك ما يقارب 6 الاف نسمة في البلدة لمصيرهم المجهول.

 

النائب أشرف ريفي أيد مطالب أهالي رميش وغيرها من البلدات الصامدة بإبقاء مخافر قوى الأمن، وكتب عبر منصة اكس: «هذه الإجراءات غير مبرّرة وتتناقض في كل ما هو معتمد في دول العالم، كما تناقض أيضاً مع مفهوم الشرطة المجتمعية».

 

من جهته، قال رئيس بلدية رميش ميلاد العلم: «انّ اتصالات جرت مع المعنيين، وقد وُعدوا بأنّ الجيش سيعيد تموضعه ومحفر الدرك باق في البلدة ولن تغادر عناصره»، مؤكداً انّ الاهالي باقون أيضاً ولن يتخلوا عن بلدتهم مهما جرى.

 

إشارة الى انّ رميش إستقبلت النازحين كضيوف منذ بدء التصعيد «الاسرائيلي»، وخصوصاً بعد توجيه الانذارات «الاسرائيلية» الى العديد من القرى المجاورة بضرورة إخلائها لانها ستتعرّض للقصف، وقد وصل عدد تلك القرى الى 40، كما تأوي البلدة نازحين من يارون وعين إبل والقوزح، يسكنون في دير الرهبان والكنائس والمنازل، وعدد سكان رميش اليوم يشارف الستة آلاف نسمة، لكن قسماً من الاهالي نزح مع بدء المعارك الى المناطق الآمنة، خصوصاً العائلات التي تضم أطفالاً، بسبب تعرّض البلدة للقصف مرّات عدة.

 

في غضون ذلك، أجرت «الديار» اتصالات مع بعض اهالي رميش، فأكدوا انّ كل ما يجري من مخاطر تحيطهم لن تثنيهم عن الصمود والبقاء في منازلهم مهما حصل، فهذه اراضي الاجداد ومن يملك ارضاً يعتاش منها من الصعب جداً لا بل من المستحيل ان يتركها، لانه يصبح متعلقاً بها فهي الميراث الذي لا يستبدل مهما كانت المغريات.

 

 

وعن مدى تأمين المساعدات والاحتياجات لهم، أشاروا الى انهم يحصلون عليها بمؤازرة الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب، وأوضحوا بأنّ المسؤولين في البلدة يتواصلون مع السفير البابوي والمراجع الدينية، ويتلقون تطمينات وضمانات منهم للبقاء وعدم النزوح.