السؤال الذي يطرح ذاته بقوة هو: لماذا أسقطت لائحة الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس؟
أهل طرابلس أسقطوا حكومة «حزب الله» التي كان يرأسها نجيب ميقاتي، وكان معه، حينذاك، وزير المالية محمد الصفدي وفيصل كرامي الذي كان وزيراً للرياضة والشباب.
ببساطة كلية لا يمكن لأهل طرابلس أن يقبلوا بلائحة تمثلهم وتكون تابعة أيضاً لـ»حزب الله» وللنظام السوري!
لا شك في أنّ هناك عتباً على «تيار المستقبل» وعلى الرئيس سعد الحريري لأنه تناسى ما فعله نجيب ميقاتي رئيس حكومة «حزب الله»، هذا أولاً.
ثانياً- يستحيل أن يكون الشخص غير الصادق زعيماً، هنا نذكر تجربتين مع ميقاتي: الأولى في 9 أيلول 2008 «بنك الفقراء» التي كانت محور نقاش في ندوة عقدتها «جمعية العزم والسعادة» بعنوان دور الوسطية الاقتصادية في
التنمية والتطوير الاجتماعي والتي تطرقت الى كيفية التخفيف من حدة الفقر عبر اعتماد الزكاة والقروض الصغيرة، وطبعاً هذا الوعد لم ينفذ منه شيء حتى اليوم.
ثالثاً- وعد آخر في 18 أيلول 2015، بحضور رئيس بلدية طرابلس السابق محمد رشيد الجمالي، ورئيس بلدية طرابلس الحالي عامر الرفاعي، وأعضاء البلدية الحاليين والسابقين ومستشار دولته خلدون الشريف، وحضور اختصاصيين ومهندسي كهرباء وخبراء ووسائل الإعلام، عندما أعلن ميقاتي عن إطلاق شركة الفيحاء التي تهدف لإنتاج الكهرباء ومد الناس بها 24/24 لتخفيض الكلفة عن المواطن وتكاليف المشاريع الإنتاجية والاستثمارية.
لم يكتفِ بذلك، بل أعلن أيضاً أنه على اتفاق مع الوزير الصفدي خلال غدائهما الأخير من أجل هذا المشروع.
أين أصبح المشروع؟
العِلم عند ربّ العالمين.
هنا نذكر بأنّ المهندس اسعد نكد استطاع لوحده أن يؤمن الكهرباء لزحلة وضواحيها، وهو لا يملك المليارات وليس له أي موقع سياسي.
رابعاً- كيف يمكن لأهل باب التبانة أن ينسوا الدعم السوري للعلويين في بعل محسن وسنوات الحرب التي لم تنتهِ إلاّ عندما جاء الوزير نهاد المشنوق فنفذ الخطة الأمنية التي أقرّت قبل سنوات طويلة ولكن لم يكونوا لينفذوها من قبل.
خامساً- كيف يمكن لأهل طرابلس أن ينسوا أبناءهم القابعين في السجون الذين كانوا يدافعون عن باب التبانة، بينما علي عيد وابنه رفعت عيد والقيادات العلوية هربت الى سوريا.
سادساً- كيف يمكن لأهل طرابلس أن ينسوا أنه عندما كان الرئيس سعد الحريري ينتظر حلول لحظة اللقاء مع الرئيس الاميركي في البيت الابيض، نفذ عليه انقلاب، وكان بطل هذا الانقلاب حليفي الرئيس الحريري في الانتخابات النيابية (الميقاتي والصفدي).
هذا الميقاتي الذي كان يتشدق بأنه زعيم في طرابلس وله شعبيته وحيثيته وجمهوره الواسع جاءت الانتخابات لتثبت انه ليس زعيماً ولا من يحزنون.
سابعاً- نعود الى اللواء اشرف ريفي وسبب اعتراضه على سياسة «المستقبل»، بكل صراحة ريفي ضابط نظيف الكف صادق يؤمن بالعدالة وله دور لا يمكن لأحد أن يتجاوزه في قضية كشف الشبكة التي اغتالت الرئيس الحريري.
بكل صراحة وبساطة الريفي استطاع أن يسقط كل من يتعاون مع «حزب الله» وهذا هو السبب الوحيد لنجاحه بالإضافة الى أنّ الزعامة تحتاج الى إنسان صادق وكريم وشجاع وجريء.
كلمة أخيرة، علينا أن لا ننسى أنّ قضية اكتشاف جريمة ميشال سماحة والمتفجرات التي جلبها من صديقه الرئيس المجرم بشار الأسد لقتل اللبنانيين وإثارة النعرات الطائفية كما كان مخططاً أن يفعله لو لم تكتشف جريمته.
ثم تشدده وتهديده بالاستقالة إثر الحكم الاول الذي صدر عن المحكمة العسكرية بـ3 سنوات ثم استئنافه وإعادة محاكمته لتصبح 11 سنة.
ثامناً- حكومة «حزب الله» برئاسة ميقاتي كانت حكومة اللون الواحد، وفي تاريخ لبنان لم تنجح في يوم من الأيام حكومة من لون واحد، وبالمناسبة فإنّ حكومة ميقاتي كانت أسوأ حكومة في تاريخ لبنان إذ تراجع مؤشر النمو من 9٪ الى صفر٪ وهكذا فشلت حكومة الميقاتي فشلاً إقتصادياً كبيراً من انعكاسه على طرابلس أنّ الفقير أصبح أكثر فقراً خصوصاً أنّ هناك حال فقر شديد في طرابلس في الوقت أنّ الميقاتي يلعب بالملايين لا بل بالمليارات وهناك كثير من الكلام عن ثروته ومن أين أتت خصوصاً أنه كان في يوم من الأيام إنساناً عادياً وفي يوم آخر كان مديناً ووصلت حاله المالية الى وضع صعب عرّضه للسجن لولا أنّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري يومها أنقذه وضمنه في المصرف، فأنقذه من دخول السجن.