عند كل منعطف أو تطور في لبنان، يُطرح السؤال التالي: ماذا نريد من وطننا أن يكون؟ هونغ كونغ أم هانوي؟ السياسيون منقسمون في ما يريدونه أن يكون: بعضهم لا بأس لديه في ان يكون هانوي، البعض الآخر متمسك بان يكون هونغ كونغ. وفي الإنقسام السياسي الحاصل حول التوصيف أو حول المسمَّيات، يقف المواطن اللبناني العادي ليقول: إسمه لبنان، لا هانوي ولا هونغ كونغ، ولبنان يعني الوطن الذي يحكمه القانون ويسوده الدستور ولديه مؤسسات.
أين نحن من كل هذا؟
أمس 28 كانون الثاني، يومٌ عصيب عاشه اللبنانيون ولسان حالهم يقول: هل تعود الحرب؟ يطرحون هذا السؤال قبل ثلاثة ايام من آخر الشهر، أي قبل قبض رواتبهم، ليتجسَّد أمامهم السؤال الثاني: هل سنبقى في مؤسساتنا وأعمالنا، المترنحة أصلاً؟
هذه التساؤلات تطرح مشكلةً كبيرة وهاجساً كبيراً لدى اللبنانيين، هم يعرفون أن لبنان ليس ساحةً مستقرة لكنهم بدأوا يتعايشون مع الوضع، يعرفون أن إسرائيل عدوة وأنها دولة غاصبة لكن مواجهتها كيف تكون؟
في هذه الفترة العصيبة، ما هو المطلوب؟ أليس من الأجدى أن تُسلَّم الامور للدولة؟ هل ظروف لبنان مشابهة لظروف 2006؟
في هذا السياق، غرَّد النائب وليد جنبلاط على تويتر فكتب يبدو اننا سندخل في مرحلة اضطراب كبيرة، والسبب المركزي يعود الى الجنون الاسرائيلي، نتانياهو بالتحديد الذي من خلال عملية القنيطرة، يريد تحسين وضعه الانتخابي.
وفي مكان آخر يتابع جنبلاط، ملمِّحاً إلى أمور مرتبطة فيقول: اهم شيء هو الوضع النقدي والمالي والاقدام على سياسة تقشف، وأنجاز الموازنة لمنع الصرف العشوائي.
مُحقٌّ النائب جنبلاط، فجنون نتنياهو لا يُعرَف إلى أين سيوصِل، ولكن ماذا على اللبنانيين ان يفعلوا؟ هل يبقون مكتوفي الأيدي؟
الجميع يضعون أيديهم على قلوبهم، لكنهم في قرارة أنفسهم يعرفون ان ما حدث هو عملية محدودة في الزمان والمكان، وليس من باب المصادفة ان يعلن حزب الله ان مَن قام بالعملية هو كتيبة شهداء القنيطرة كدلالة منه على ان العملية هي ردٌّ على ما حصل في القنيطرة حيث قامت إسرائيل بعملية محفوفة بالمخاطر وربطها الجميع بحاجة نتنياهو إلى رصيد في صناديق الإقتراع فراح يفتش عن هذا الرصيد عند الآخرين وليس في إسرائيل.
لكن الجميع متنبِّهون إلى جنون نتنياهو، وربما الذي حصل سيدفعه الى تعديل حساباته وعدم المغامرة من جديد لأن الحرب سيفٌ ذو حدَّين وليس حدّا واحداً.