IMLebanon

الفرس لن يسمحوا بتشكيل حكومة في لبنان  

 

 

يوماً بعد يوم، يتبيّـن أنّ هناك يداً عُليا، تمنع تشكيل حكومة في لبنان.

 

هذه اليد، وبكل صراحة، هي يد إيران الفارسية، التي لا تزال تعتقد أنها تسيطر على أربع عواصم عربية: هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

 

بالنسبة للعراق، وبعد مجيء الكاظمي، وبعد القرارات والإجراءات الجريئة التي اتخذها بحق «الحشد الشعبي»، وتصميمه على وضع كل سلاح غير شرعي بإمرة الجيش العراقي الشرعي، وتأكيده على عدم استعمال هذا السلاح إلاّ بأوامر مباشرة منه…

 

بعد كل هذا راحت جماعات «الحشد الشعبي»، التي أسّستها ودعمتها إيران الفارسية، تحاول تنفيذ مخطط إيران بتشييع السُنّة.

 

إنّ «الحشد الشعبي» العراقي يشبه ميليشيا «حزب الله» اللبناني، هذه الميليشيا مدعومة هي الأخرى من إيران.

 

لقد أعلن ديڤيد هيل وكيل وزارة الخارجية الاميركية بصراحة وحزم، أنّ الفرس يدفعون شهرياً لـ»حزب الله» اللبناني سبعين مليون دولار، من أموال النفط الـمُباع، رغم العقوبات الاميركية.

 

لقد خسر الفرس الاستثمارات والسيطرة على سوريا، إذ لولا التدخل الروسي لسقط نظام بشار الأسد وربحت المعارضة الوطنية. وها هي ذي سوريا باتت تحت القبضة الروسية، وباتت قاعدة طرطوس مقراً للأسطول الروسي… يسرح ويمرح منها باتجاه مختلف المناطق السورية.

 

وهكذا سيطرت القوات الروسية على الشاطئ السوري الممتد من مدينة اللاذقية ومينائها الكبير وصولاً الى طرطوس.

 

أمّا بالنسبة للمشروع الفارسي في اليمن، فكان للتدخل السعودي اثره في تغيير المعادلة وإعادة الشرعية ولم يبقَ للحوثيين عملاء الفرس، إلاّ صنعاء.

 

بمعنى آخر، أنّ البلد الوحيد المتبقي للمشروع الفارسي كي يتحدّى من خلاله الاميركيين لبنان.

 

الفرس يعتبرون أنه من الأفضل لهم انتظار الانتخابات الاميركية لعودة الاتصالات وإجراء مفاوضات مع الاميركيين، وهم يراهنون على سقوط الرئيس ترامب وفوز بايدن… علّ المفاوضات معه تكون أسهل وأجدى وتعود بالنفع على إيران ومشاريعها، ونتذكر هنا أنّ إسرائيل قصفت عام 1981 المفاعل النووي العراقي ولم تعترف بذلك إلاّ بعد تدميره.

 

أما المفاعل النووي السوري الذي رفضه الرئيس حافظ الأسد عام 2000، معلناً للفرس أنّ النظام السوري لا يتحمّل تبعات هذا المشروع، لأنّ إسرائيل ستدمره حتماً… قَبِل به بشار الأسد بعد طلب من الفرس، وكلف بناؤه 4 مليارات دولار في دير الزور…

 

لقد قبل بشار الذكي بالعرض، واعتبر ذلك إنجازاً كبيراً في حياته، لكن الفرصة لم تدُم إذْ اكتشفت إسرائيل، عن طريق الاتصالات، أنّ هناك 10 آلاف اتصال تمّت بين دير الزور وكوريا الشمالية خلال شهر واحد، ليتبيّـن أنّ الكوريين يقومون ببناء مفاعل نووي في دير الزور، فاتفقت إسرائيل مع الاميركيين وقاموا بعملية عسكرية، دمّروا من خلالها المفاعل النووي السوري.

 

وكما ذكرنا، أميركا لن تسمح لإسرائيل بالقيام بعملية عسكرية كانت تحضّر لها، ولجأت الى المباحثات التي دامت 10 سنوات حتى توصلت بعدها الى اتفاق، ولكن بعد مجيء الرئيس دونالد ترامب  الذي ألغى الاتفاق وعاد الى مشروع العقوبات.

 

السؤال الكبير: هل يسمح الفرس لـ»حزب الله» بتسهيل تشكيل الحكومة؟ أشك في ذلك. ولن ننسى تصريح رئيس الجمهورية، بأنّ فخامته هو من سيسمّي الوزراء المسيحيين…

 

عقبات جديدة.. كلها تحاول عرقلة مبادرة الرئيس سعدالدين الحريري رغم تضحياته الكبيرة…

 

فهل تزول العقبات… أم أنّ الفرنسيين سينجحون بتذكير الفرس أنّ الإمام الخميني كان يوماً لاجئاً في فرنسا وأنهم أكرموا وفادته؟

 

فهل تحصل المعجزة… ويقتنع الفرس بالتسهيل؟ نقول: إن شاء الله.