Site icon IMLebanon

الفرس نجحوا في التخريب ويدّعون البناء

 

 

لا أعلم لماذا يصر آية الله خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، على اعتبار «فيلق القدس» مفتاح تحرير القدس عاصمة فلسطين. و»فيلق القدس» هذا، أو «نيروى قدس» بالفارسية، هو وحدة قوات خاصة للحرس الثوري الايراني مسؤولة عن عمليات خارج الحدود الإقليمية… لقد حاول «الفيلق» إيهام الناس بأنه المساعد الأول في عملية بناء المنطقة وهو في الحقيقة رمز التخريب.

 

لقد تأسس «فيلق القدس» عام 1990، ليصبح الذراع المسلح لإيران في الخارج، فكان له الدور الأهم لرسم خارطة العمليات العسكرية في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ولا يستطيع أحد نسيان قائده السابق اللواء قاسم سليماني الذي قتل في مطار بغداد بطريقة دخلت التاريخ إذ ان فتاة عمرها 20 عاماً كانت تلعب بالكومبيوتر فشاهدت اللواء قاسم في المطار فجاءها الامر بأن تكبس على أحد أزرار الكومبيوتر ففُجّر الموكب باللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» ومعه نائب قائد رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس… هذا الفيلق الذي دمّر وخرّب ما حوله من بلدان بحجة المساعدة على البناء.

 

نقول هذا الكلام لأنه لا تمر مناسبة إلاّ وهناك تصريح إيراني يقول إنهم يسيطرون على أربعة عواصم عربية هي: بيروت وبغداد ودمشق وصنعاء… هذا الكلام ردّده عدد من القادة الايرانيين منهم الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف وغيره من القيادات الايرانية، حتى ان الملك الأردني عبدالله بن الحسين كان قد حذّر منذ زمن بعيد ممّا يسمّى بالهلال الشيعي.

 

نعود الى الحكم الايراني الذي يعلن في مناسبة ومن دون مناسبة انه نجح في احتلال ٤ عواصم.. وهنا نوجه سؤالاً بسيطاً هو: هل يعتبر نظام الملالي في ايران انه نجح في حكم إيران؟

 

طبعاً كلا، وهنا لا بُدّ من مقارنة بسيطة بين الأوضاع الاقتصادية أيام الشاه وبين نظام الملالي اليوم.

 

أولاً: لنبدأ بسعر صرف العملة حيث كان كل دولار أيام الشاه يساوي 4 تومان، بينما في أيام نظام الملالي أصبح كل دولار يساوي 25 ألف تومان…

 

ثانياً: هناك مساعدات تُقدّم الى 50 مليون مواطن هي عبارة عن 20 يورو للمواطنين الذين يرزحون تحت خط الفقر، وهذا لم يكن موجوداً في يوم من الأيام، لأنّ إيران دولة غنية بالنفط، وصناعة السجاد، وبالفستق والمكسرات… والأهم انها أيام الشاه كانت تحوي مصانع لتجميع السيارات، أحدها لشركة رينو الفرنسية والثاني لبيجو، وكان كل مصنع ينتج مليون سيارة سنوياً، كذلك كانت هناك صناعات للطائرات والمحركات والسيارات الاميركية.

 

ثالثاً: أيام الشاه كانت إيران دولة عظمى، يخشاها كل أهل المنطقة.. وكانت تعتبر خط الدفاع الاول ضد الاتحاد السوڤياتي. ومن أجل ذلك وضعت في إيران ترسانة أسلحة حديثة ومتطورة، تعتبر من أحدث الصناعات العسكرية الاميركية.. وللأسف جاء نظام الملالي فدُمّرت الطائرات وأصبحت حطاماً من دون فاعلية لأنّ قطع الغيار منعت أميركا تزويدها لنظام الملالي الذي أعلن منذ اليوم الاول عداوته لأميركا واصفاً اياها بالشيطان الأكبر وإسرائيل بالشيطان الأصغر.

 

رابعاً: تبيّـن أنّ النظام الايراني الجديد يحكم بالحديد والنار، وأما تمثيلية الانتخابات الرئاسية فكانت مضحكة جداً خاصة ان هناك «هيئة صيانة الدستور» هي التي تسمح للمرشح بترشيح نفسه أو تمنعه.. والغريب العجيب انها رفضت ترشح الرئيس السابق محمود احمدي نجاد الذي حكم ولايتين، ورفضت أيضاً ترشح محمد جواد ظريف وزير الخارجية الحالي وجاءت بأحد رؤساء المحاكم ابراهيم رئيسي رئيساً للجمهورية الاسلامية.

 

خامساً: نقول هذا الكلام لأننا لم نكن نحسب في يوم من الأيام، أن يحصل في لبنان ما حصل اليوم. إذ علينا أن نتذكر ان المسؤولية بكل صراحة ووضوح تقع على الذي فرض ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد انتظار عامين ونصف العام.. والأنكى أنّ صهره العزيز أصبح مشهوراً بلذة تعطيل تشكيل أية حكومة وإفشال أية وزارة تسلمها بدءاً بوزارة الاتصالات الى الكهرباء الى الطاقة والمياه. والأسوأ ومصيبة المصائب كان اداؤه في وزارة الخارجية، التي استغلها وجعلها منصة لجذب أصوات إنتخابية، فكلفت رحلاته الى العالم مئات الملايين من الدولارات كلها من حساب الوزارة، أي من المال العام، الى خسارة 56 مليار دولار في الكهرباء ورفض كل المشاريع التي عُرضت على لبنان وأهمها المشروع الذي عرضه أمير الكويت الراحل المغفور له صباح السالم الصباح.

 

باختصار، إنّ حكم الملالي يحمل عنوان التخريب ويدّعي البناء، وهو بهذا فشل في إيران نفسها، ونقل فشله هذا الى كل مكان، نقل تجربة الفرس إليه، فكانت سوريا والعراق واليمن نماذج فاشلة هي الأخرى… ويبرز تساؤل أخير لا بد منه: هل ينجح الفرس الذين يدّعون «البناء» شعاراً زائفاً في لبنان… أم انهم سيكملون مسلسلهم الفاشل فيه أيضاً؟؟