Site icon IMLebanon

ڤيروس التشاؤم أقوى  

«فشل» الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري في إصابة سائر الأطراف بڤيروس التفاؤل. فمنذ أسابيع عديدة ورئيس الجمهورية وأيضاً رئيس الحكومة يتحدثان بتفاؤل.

تفاؤل حول قانون الإنتخاب.

تفاؤل حول إجراء الإنتخابات النيابية.

تفاؤل حول اللاتمديد.

تفاؤل حول إستبعاد قانون الستين.

تفاؤل حول مستقبل لبنان (…).

وأكثر الذين يرتدون دروعاً واقية ضدّ تفاؤل الرئيسين هم من السياسيين وأبرزهم الرئيس نبيه بري، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي يبدو، في هذه المرحلة، الن لا عمل له سوى تسجيل السلبيات وإختراعها إذا لم تكن موجودة فعلاً… وعندما تعهد إثارة موضوع النفايات وصلت المناطق، وبالذات منطقة المتن الشمالي خصوصاً في ساحلها، الى كارثة بيئية موصوفة… ليس لأنه لم يكن على حق، بل ربّما لأن قراره كان متسرعاً خصوصاً ذلك المشهد عند مصب نهر بيروت، الذي كان لافتاً حيث قياديون كتائبيون يعتمرون الملابس الرياضية، بالقبعات البيضاء، يتناوبون على تأمين الحضور، الى أن تعذّر عليهم ذلك بعدما فاحت روائح النفايات وتفشت سمومها في سماء تلك المنطقة والعاصمة عموماً.

ويقول بعض علماء النفس إن التشاؤم مثل التثاؤب عدواه فورية وشبه عامة، حتى إذا كنت في مجلس وتثاءب أحدهم، غرق الآخرون كلهم في موجة من التثاؤب المتواصل…

ويضيف: أمّا التفاؤل فقليل العدوى إن لم يكن نادرها، ذلك ان الناس توّاقون، بالفطرة، الى إستحضار المآسي والفواجع وتمثيل دور الضحية الحالية أو مشروع الضحية الآتية.

وهذه حقيقة معروفة لدى الكثيرين. إذ يكفي أن يُصاب شخص بجروح طفيفة، جراء حادث سيّارة حتى يتضخم الحادث من فلان نقلاً عن علان، نقلاً عن علتان… ليصل المتشائمون، في رواياتهم، الى حد وصف الحادث ذاته بأنه أسفر عن سقوط قتيل على الأقل وبضعة جرحى ربما كان بعضهم في خطر.

ناهيك بكيفية نقل وقائع حادث إطلاق نار. فإذا أطلقت رصاصة واحدة يكون بعض شهود العيان قد «سمع» أزيز بضع رصاصات، لـ«يسمع» ثان «صوت رافال» من عشرات الطلقات… ليتحدث ثالث عن الرصاصة التي لامست جبهته، ليتطرق رابع الى دوره في إنقاذ جريح (…) حيث لا جرحى ولا من يجرحون.

ولقد يكون مطلوباً من الجنرال ميشال عون والشيخ سعد الحريري أن يبحثا عن ڤيروس أقوى لينقل «عدوى» تفاؤلهم الى الآخرين… علماً ان العبرة تبقى في التنفيذ.