Site icon IMLebanon

محور فيلادلفيا.. هو محور السنوار!!!

 

 

كثر الحديث عن معبري فيلادلفيا ونتساريم. من هنا يتساءل الكثيرون من الناس من أين جاءت تسمية هذين المعبرين. بالدرجة الأولى فإن الفلسطينيين يطلقون على معبر فيلادلفيا اسم معبر «صلاح الدين»، تيمناً بالقائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي و «أصله كردي»، وأهميته أنه كان بطل تحرير القدس من الصليبيين الذين جاءوا من مختلف دول أوروبا تحت شعار الصليب. وكما هو معروف فإنّ هناك قدسية خاصة لمدينة القدس التي توجد فيها كنيسة القيامة. كما أن القدس هي أولى القبلتين عند المسلمين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول العربي محمد بن عبدالله يوم نفّذ «الإسراء والمعراج» بناء لرغبة ربّه.. وقد جاء في القرآن الكريم: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}.

 

بالنسبة لـ «نتساريم» فهو كناية عن أرض زراعية أعطاها آرييل شارون عندما كان قائداً للمنطقة الجنوبية للصهاينة، وهي أرض فلسطينية صادرها المجرم السفّاح شارون بطل مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان ضد المخيمين الفلسطينيين.

 

أما الفلسطينيون فسمّوه «مقبرة الشهداء» لكثرة الشهداء الذين ارتقوا فيه خلال الأيام الأولى من انتفاضة الأقصى، بينهم الطفل محمد الدرّة بينما كان يحتمي الى جانب والده من القصف بعملية إجرامية حيث أصيب وقتل بدم بارد، وعندما حاول أحد المسعفين وهو قائد سيارة إسعاف هو بسام البلبيسي أن يساعده فقتل هو أيضاً.

 

بالعودة الى تمسّك المجرم السفّاح رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمعبر فيلادلفيا، والذي انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة محتجاً بأنّ هذا المعبر هو مهم استراتيجياً لأنه معبر للسلاح الى أبطال «طوفان الأقصى».

 

ومعبر محور صلاح الدين أو محور فيلادلفيا الذي هو لبّ المشكلة فهو عبارة عن شريط حدودي ضيّق داخل أراضي قطاع غزة. يمتد المحور بطول 14 كيلومتراً على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر. ووفقاً لأحكام معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية لعام 1979، وبعد «اتفاق أوسلو» عام 1995، وافق الاحتلال الصهيوني على الإبقاء على المحور بطول الحدود كشريط آمن. وكانت أحد الأغراض الرئيسة من المحور هي منع تهريب المواد غير المشروعة، وأيضاً منع الهجرة غير المشروعة بين المنطقتين. وقد لجأ الفلسطينيون الى حفر أنفاق تحت محور صلاح الدين لإدخال بعض السلع الغذائية والإمدادات بطريقة غير رسمية الى داخل قطاع غزة وذلك بمساعدة من بعض المصريين.

 

وعلى مدار الأسابيع الأخيرة ورد ذكر محور فيلادلفيا ما جعل نتنياهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي يعلن تمسّكه بالبقاء في المحور نظراً لأهميته.

 

وبالرغم من ادعاءات المجرم نتنياهو، صرّح أحد الوزراء في حكومة العدو الإسرائيلي أن أبطال «طوفان الأقصى» يصنعون كل أسلحتهم محلياً في غزة. وكل مزاعم نتنياهو كاذبة، لأنّ الحقيقة أنه لا يريد أي اتفاق، وذلك لأسباب عدّة:

 

أولاً: إنها المرّة الأولى التي يقف فيها الجيش الذي لا يُقهر عاجزاً عن تحقيق هدف أعلنه المجرم نتنياهو وهو القضاء على «حماس».

 

ثانياً: كذلك فإنّ الهدف الثاني وهو تحرير المخطوفين فشل أيضاً، ولم يتحقق خصوصاً بعد مرور 11 شهراً.

 

ثالثاً: هذه الحرب هي أطول حرب في تاريخ إسرائيل التي وقفت عاجزة عن احتلال غزة بالرغم من تدمير %83 من مساحتها.

 

رابعاً: محاولة إلغاء الفلسطينيين، أي إلغاء أهل غزة لتصبح غزة من دون سكان، باءت بالفشل أيضاً.

 

خامساً: تم البارحة إعادة تشغيل قسم من مستشفى الشفاء الذي حاصرته القوات الإسرائيلية، ودمّرت أقساماً منه. ولكن إرادة الشعب الفلسطيني وخصوصاً إرادة العاملين فيه، وأطباء المستشفى أعادته بشكل مقبول الى العمل، وهذا تحدٍّ جديد لإسرائيل بأنها مهما فعلت لن تستطيع أن تلغي الشعب الفلسطيني.

 

سادساً: على اليهود، وعلى المجرم السفّاح نتنياهو الذي لا يمر يوم إلاّ ويدعو لمؤتمر صحافي، والغريب العجيب أنه يأتي الى المؤتمر بكامل أناقته وكأنه ذاهب الى عرس، ويجب أن يتعلم درساً أن الشعب الفلسطيني لا يمكن إلغائه، خصوصاً أن احتلال إسرائيل لفلسطين أصبح عمره 75 سنة.

 

شعب الأبطال، شعب «طوفان الأقصى»، شعب الشهداء، شعب يحيى السنوار، شعب محمد الضيف، هذا الشعب دخل التاريخ بالبطولات والشهادة، ولا يمكن أن يتنازل عن أرضه، ولا عن فلسطين مهما فعلت إسرائيل وكل الذين يساندونها ويعطونها أسلحة. ويكفي أن سلاحاً يُصنّع في غزة كلفته 150 دولاراً يدمّر دبابة «الميركاڤا» فخر الصناعة الإسرائيلية التي تبلغ كلفتها 10 ملايين دولار. هذا مثل صغير وطبعاً لن ننسى المسيّرات والصواريخ التي، وبعد 11 شهراً، تطلق من وسط غزة الى «قلب» تلّ أبيب.