عندما شاهدت هذه الصورة (أعلاه) لم أستطع أن أتمالك شعوري لأنها تحكي بذاتها عن ذاتها.
مجرّد أن تنظر الى رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري ينظر الى مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابر انصاري خلال استقباله اياه في «بيت الوسط» يوم أول من أمس، فإنّك تدرك بداهة أنّ الصورة تعبّر عن كل شيء، وكما يقولون «إنّ اللبيب من الإشارة يفهم».
من زمن كانوا يقولون إنّ بعض المجرمين أو القتلة يقتلون الضحية ويمشون في جنازتها وهذا ما ينطبق على هذه الصورة.
سؤال بسيط: ماذا يفعل هذا المسؤول الإيراني عند الرئيس الحريري؟
من ناحية ثانية، لا يمر شهر واحد إلاّ وهناك مسؤول إيراني في زيارة رسمية الى لبنان يجول خلالها على بعض المسؤولين ابتداءً من رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي ولكن حقيقة الزيارة هي لـ»حزب الله»… والحقيقة: لماذا «حزب الله»؟ وبالذات الأمين العام السيّد حسن نصرالله… فلا أحد يعرف… وما هو سر تلك الزيارات الدورية والشهرية؟ لا أحد يعرف!
هذه المرّة صرّح انصاري قائلاً إنّ هدف الزيارة هو للتأكيد على أنّ إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية.
والسؤال الذي يطرح ذاته هنا هو: ماذا يفعل اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني في العراق؟ طبعاً نحن نصدّق أنه يوزّع إعانات على الأطفال والشيوخ والعجزة ولا علاقة له بالسلاح ولا بالحرس الثوري… وكيف كان سليماني يتآمر مع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي بثّ في العراق العربي الموحّد روحاً طائفية ومذهبية وتقسيمية؟
ثم ماذا يفعل قاسم سليماني في سوريا؟ ولماذا ذهب الى حلب حيث التقطت له صورة أمام قلعة حلب التاريخية بعدما باع الأتراك هذه المدينة السورية العريقة الى الروس، في صفقة سوف يأتي يوم ويعلم العالم ما هي خفاياها وأسرارها والألاعيب التي كانت وراء التوصّل إليها على حساب الشعب السوري وحقه في الحياة الحرة الكريمة.
وماذا يفعل الايرانيون في اليمن؟ وماذا عن تدفّق السلاح الى الحوثيين من صواريخ وسائر الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة… إضافة الى الخبراء والمدرّبين، ناهيك بالضباط الايرانيين؟
وماذا يفعل الايرانيون في البحرين حيث يحرّضون بعض البحرينيين من أصل إيراني على حكومتهم الشرعية ويحضونهم على الثورة المسلحة ضد هذه المملكة الآمنة التي لم تضمر شراً لا لجار قريب أو لبلد بعيد؟!.
وبالرغم من هذا كله، فإننا نستمع يومياً الى مسؤول إيراني كبير وآخر صغير يقول إنّ إيران لا تتدخل في الشؤون العربية؟ والسؤال هنا من يتدخل إذاً، في ما ذكرنا من شواهد وأدلة وهي غيض من فيض؟
على كل حال، ليس هناك حاجة للإعلان عن الدور الايراني في تخريب العالم العربي، ولا عن دور إيران في إذكاء الفتنة السنية – الشيعية، ولماذا قبل مجيء آية الله الخميني الى طهران لم يكن أحد يتكلم بهذه الطائفية البغضية التي تدمّر العالم الاسلامي؟!.
عوني الكعكي