تجميد الجلسات أفضل من انهيارها.
وهذا ما فعله الرئيس تمام سلام.
هو، لا يريد أن يقول وداعاً لحكومته.
ولا يسعى الى التفريط بوجودها.
طبعاً، ليس في البلد رئيس للجمهورية.
لا أحد من الموالاة مع حايلاّ رئيس.
ولا فريق في المعارضة ينشد قائداً يحكم.
ولا من المستقلين مَن يطلب رئيساً، يرئس ولا يحكم.
لبنان، الآن على حافة الانهيار.
كل واحد يتردد في قول الحقيقة.
وحده اللبناني بعصاميته يطلب الحق، والحق ضائع ومهدور.
كان الشهابيون يتحدثون بالأمس، عن غلاة المتطرفين.
والمقصود بهم روّاد المصالح الخاصة.
ليتها المنفعة تشبع أصحاب المصالح.
هؤلاء، لا يشبعون.
ولو كانوا كذلك لكانوا ما باعوا من صنعوهم.
أو من انتقلوا من ضفة الى ضفة.
و٨ و١٤ آذار والحياديون، يعرفونهم جميعاً.
هذا البلد يكاد يذوي.
ولا أحد يخاف عليه.
خوف الجميع على المصالح والمنافع، لا على الوطن.
***
وداعاً يا حكومة.
عبارة، يرددها الجميع.
ومعظمهم ينتظرون نصيحة من الخارج ليحملوها ويغردوا بها في الافاق.
هل نضجت الظروف لولادة المخارج الرئاسية.
يبدو انها لا تزال بعيدة.
بعضهم لا يتوقعها قبل اسابيع.
وبعضهم الاخر يغرد بها، ولكن بعد سنة واكثر.
ولا يستغربن احد الانتظار سنوات، قبل سقوط التعبير المفيد.
ومن يود الانتظار، عليه الا يتوقع الانفجار.
كثيرة هي المؤتمرات في البلاد.
ورواد المصالح حاضرون، عارضين جميعا، تاريخهم السياسي للبيع.
لكن سها عن بال هؤلاء، ان عملية البيع والشراء لم تعد مطلوبة في هذا الزمان الرديء.
كل واحد ينتظر الافادة.
وأكبر افادة ان يتوقعوا الرهان على غائب غير مطروح للبيع.
كان الاستاذ محي الدين النصولي وزيرا للمالية في حقبة الخمسينات.
لكنه اخذ يلمح في الافاق، صورا بشعة تزكم العيون والانوف.
وعندما سئل عما اصابه، رد ببراءة انني اشم رائحة التطييف تحوم حول الوظائف، وهذا مؤشر عاطل في البلاد.
وعندما بادره وزير آخر، بأن الطائفية بدأت تغزو المؤسسات، رد بأن طائفة النزاهة هي الاقوى.
الا ان مرجعا سياسيا بادره بأن الطائفية السياسية شعار مرفوض، لكنه هو السائد في معظم المؤسسات.
ومع ذلك، فان المؤسسة تبقى امنع على الطائفة من السقوط في ايدي الطائفيين، لفترة قصيرة لأن المناعة لا تعيش طويلا في الضمائر.