IMLebanon

خطاب التقية  

ليت سماحة السيّد حسن نصرالله أنهى خطابه أمس كما بدأه هادئاً، هادفاً الى الطمأنينة… ولكن من أسف فالفتنة السنّية – الشيعية هي هدف إيراني، وبالتالي لم يكن ممكناً أن يواصل السيّد خطابه من دون أن يعرّج على هذا الهدف من خلال تحامله على المملكة العربية السعودية… لأنّ هذا التحامل عليها يشفي غليل الايراني ويسهم في تسعير نار الفتنة.

في أي حال، يمكن القول إنّه لأول مرة في تاريخ سماحة السيّد حسن نصرالله أمين عام «حزب الله» يكون هادئاً وحتى مستوى الهدوء يلفت النظر والسبب حتى الآن غير معلوم ولكن الأيام ستكشف ذلك.

على كل حال، يريد السيّد نصرالله من رسالته أن يقول إنّه ضد الفتنة وهذا كلام جميل ولكننا كنا نتمنى أن يقول هذا الكلام و»حزب الله» لا يشارك في قتل أهلنا في سوريا من أجل كرسي بشار الأسد وأن يكون في لبنان فقط.

ونسأل منذ حرب تموز ١٠ سنوات أي منذ حرب تموز الإلهية عام ٢٠٠٦ هل يستطيع أن يقول لنا السيّد أين الترخيص الذي أعطاه إياه الشعب اللبناني بحمل سلاح من أجل الدفاع عن لبنان وتحرير الأراضي المحتلة اللبنانية؟ وماذا فعل؟ طبعاً لا شيء.

يوم في سوريا ويوم في العراق ويوم في اليمن ويوم في الكويت ويوم في البحرين ويوم في كينيا(…) وبالرغم من أنه يقول شيئًا والواقع شيء آخر، فإننا نشكر السيّد حسن نصرالله على قوله إنّه ينتقد أفعالاً وأعمالاً، وليس النقد هنا شخصياً، بالرغم من أن هذا ما نتمناه ولكن ليته يردع إعلامه الذي منذ فترة طويلة يستعمل عبارات غير مألوفة في الإعلام مثل «مملكة التنابل» وغيرها من الكلام الذي لا يمكن أن يصدر عن مؤسّسة أو إعلامي يحترم نفسه حتى لو قبض ثمن هذا الكلام ومعروفون الذين يستعملون هذه اللغة، وعلى كل حال فإنهم إن ظنوا أنهم يسيئون الى المملكة وإلى حكام المملكة فهم واهمون لأنهم لا يسيئون إلاّ لأنفسهم.

إنّ المملكة العربية السعودية تملك إعلاماً مميزاً إن كان على صعيد التلفزيونات أو الصحف اليومية العالمية… هناك مطبوعتان منتشرتان في جميع أنحاء العالم وهنا علينا أن نعترف بأنّ الإعلام المكتوب اللبناني لا يوزّع إلاّ في لبنان… ومن يظن أنه يمكن أن يكتب بطولات وأنهم يتبارون بالكلام السيّئ فنبشرهم بأنّ كلامهم لا يتخطى حدود لبنان.

أما بالنسبة الى أنه بعث برسالة تطمين للبنانيين فنشكره ولكن نريد أن نقول له إنّ رقصة «التانغو» بحاجة الى شخصين والحمدلله أنّ أهل السُنّة لا يملكون السلاح لكي يتباروا في الـ»Tango».

يقول السيّد إنّه منذ العام ٢٠٠٣ والسيارات المفخخة في العراق تأتي من السعودية وهنا يبدو أنّ ذاكرة السيّد بدأت تخونه وعلينا أن نذكّره بالرسالة التي أرسلها حليفه رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي بأنّ النظام السوري هو الذي يرسل السيارات المفخخة الى العراق.

أما أنّ المملكة قد أرسلت السيارات المفخخة الى العراق وإلى لبنان فنقول له أيضاً إنّه تبيّـن من جماعة الاسلاميين المتشددين و»فتح الاسلام» في نهر البارد وغيرهم أنّ صناعة القتل وجماعة «القاعدة» وجماعة «داعش» وجماعة «النصرة» كل هؤلاء صناعة النظامين السوري والعراقي، ولكن بقيادة قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني.

ونسألك يا سيّد ما علاقة ولاية الفقيه بالعروبة وبالعرب وبالقدس وبفلسطين وأخيراً باليمن؟

اليمن يا سيّد الذي افتعل كل هذه الحروب فيه هم الحوثيون الذين تدربهم جماعتك وتمدهم بالسلاح وتزودهم بالأموال.

لقد خفت صوتك عندما تحدثت عن الحرب في اليمن، لقد كنت هادئاً ولكن يبدو أنّ ولاية الفقيه لا تقبل أن يعالج موضوع اليمن خصوصاً وأنّ «عاصفة الحزم» قد غيّرت الواقع وقلبت الموازين.

طبعاً مشروع ولاية الفقيه بدأ سقوطه أولاً في اليمن وثانياً في سوريا وهكذا سوف تندم على المليارات التي صرفتها من أجل قول آية الخامنئي إننا نسيطر على عواصم أربع دول عربية.