استوقفني الحدث الاقتصادي – الاجتماعي – التكريمي الذي أقيم أمس في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت تكريماً لرئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي السابق روجيه نسناس… فهو مبادرة يجدر تثمينها تجاه هذا الرجل الاقتصادي والوطني الذي أعطى بلا حدود.
وقد أُعجبت بكلام الرئيس سعد الحريري خلال الاحتفال واصفاً نسناس بأنه الصديق العزيز الذي حافظ على المجلس الاقتصادي والاجتماعي خلال المرحلة السابقة بالرغم مما تخللها من هزات وأزمات وشلل في المؤسّسات العامة.
أمّا رئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني فقد ثمّن مبادرة التكريم منوّهاً بالمحتفى به.
رئيس اتحاد الغرف في لبنان محمد شقير أعلن أنه يكرّم باسمه وباسم الاتحاد شخصية لبنانية عريقة استطاعت بكفاحها وعملها الدؤوب أن تتخذ مكاناً مرموقاً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية اللبنانية.
أمّا خليفة نسناس الرئيس الجديد للمجلس فقال لسلفه المكرّم: «تحمّلت الكثير وبقيت وما تراجعت، أنت تستحق التكريم وستكون حاضراً معنا في المجلس وسنتعاون».
أمّا نسناس فتحدّث بتواضع كبير عن إنجازاته وما حققه في الداخل وفي الخارج(…).
ولو عدنا الى الكتاب – الوثيقة – المرجع البارز الذي وضعه روجيه نسناس في العام الماضي بعنوان «نهوض لبنان نحو دولة الإنماء» لتبيّـن لنا، من خلاله، أنّ الرجل صاحب رؤية استشرافية، ولتبيّـن كذلك مدى إيمانه بالانسان اللبناني المميّز صاحب المبادرة للتغلب على التحديات التي تحاصره.
ويتبيّـن كم هو رجل عملاني يعي أنّ الدراسات والأبحاث والتحليلات لا تحقق النهوض إلاّ عند تطبيقها، لذلك فإنّ رؤيته لمشروع «نهوض لبنان» هي دعوة نحو دولة الإنماء الى الإنتقال من السجال الى الحلول ومن التشكّي الى الإنجاز، وللعبور من الحلم الى النهوض(…) وذلك كله كما يقول بهدف التقدّم نحو النهوض واستعادة دور لبنان ومكانته في القرن الحادي والعشرين.
وبعد، إنّ روجيه نسناس يستحق كل تقدير وتكريم… وجميل أن يكون هناك من يكرّم المستحقين خصوصاً إذا كانوا أمثال الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي لم يُعرف عنه طوال مسيرته في الحقل العام إلاّ عمل الخير… فهو الذي حفظ المجلس الاقتصادي بعدما جهّز قاعاته على نفقته الخاصة، وهو الذي يعيش «لذة العطاء» من خلال أعماله العديدة الخيّرة بما فيها مأوى للعجزة، ولا نزيد كي لا نحرج تواضع هذا الرجل المعطاء.
عوني الكعكي