IMLebanon

المؤامرة  

 

لا يمكن القبول بكلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول توطين اللاجئين في الأماكن الأقرب الى بلدانهم، مثل هذا الكلام يتعارض مع نصوص الدستور والقوانين والأنظمة في لبنان… فمن هذا المنطلق نرفضه بالمعايير كلّها ونرحّب بردّ الفعل اللبناني الشامل الذي سجّل اعتراضه على كلام الرئيس الاميركي إن على مستوى رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة، أو على مستوى مجلس النواب والمستويات كافة.

 

ولا شك في أنّ ترامب، مثله مثل سلفه باراك أوباما، وربما على سياسته أيضاً في الشأن السوري، لا يزال يصوّب على الهدف الخطأ، ففي «خطاب التوطين» ذاته قال الرئيس الاميركي إنّ النازحين السوريين تركوا بلدهم بسبب بشّار الأسد الذي لا مكان له في مستقبل سوريا.

هذا صحيح، ولكنه غير كافٍ، فبدلاً من أن يعمل على إزالة سبب النزوح السوري، وبدلاً من معاقبة المجرم بشّار تنزل الولايات المتحدة الأميركية العقاب بالشعب السوري المغلوب على أمره، النازح الى أربعة أقطار المعمورة.

والواقع أنّ هذا هو تصرّف الإدارة الأميركية منذ بلوغ بشّار الأسد حداً من الطغيان غير المسبوق الذي مارسه على شعبه وحتى اليوم… وقد يكون مناسباً التذكير، بسرعة، بمسألة السلاح الكيمياوي الذي قتل به بشّار الشعب… فأقامت واشنطن الدنيا ولم تقعدها ليتبيّـن لاحقاً أنها مجرّد فقاقيع هواء لا أكثر ولا أقل، والأخطر أنّ بشّار متهم أممياً بأنه لا يزال يقتل الشعب بـ»الكيماوي» الى جانب الأسلحة كافة من طائرات ودبّابات وصواريخ ومدافع وبراميل متفجرة…

وهذه ليست المرّة الأولى التي يقول فيها ترامب أمراً ثم يتراجع عنه، بدليل موقفه من منظمة الأمم المتحدة ذاتها التي شنّ عليها حرباً لا هوادة فيها ثم تراجع، وفي هذا السياق يُفهم موقفه المتردّد والمتذبذب من سوريا ومن أزمة المنطقة عموماً.

وليس الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بأفضل حالاً من نظيره الاميركي فتارة يقول ببقاء بشّار وإنّ رحيله لم يعد مطروحاً، وطوراً يقول إنّ لا مكان له في التسوية…

والواقع أنّ كل ما يجري هو مؤامرة على سوريا لتدميرها تصب حكماً في مصلحة إسرائيل.

في هذا السياق، يرى بعض الخبيثين أنّ ترامب أراد من كلامه على التوطين أن يرضي إسرائيل واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الاميركية باعتبار أنّ توطين اللاجئين الفلسطينيين في البلدان الموجودين فيها هو مطلب صهيوني مزمن أي منذ أن هجرتهم إسرائيل في العام 1948… ما يعطي تبريراً لإسرائيل في رفض حقهم في العودة.

عوني الكعكي