IMLebanon

المؤامرة الأخطر والأدهى!

هناك مؤامرة تنفّذ على لبنان.

ولعلها الأخطر والأدهى في تاريخه.

ولا بد من كشف أسرارها والأوزار.

وهي تستهدف الدولة.

وأفرقاؤها يمتدّون من أميركا الى الاقليم.

ومنفّذوها يعبثون في الداخل، وبالسلطة.

واسمها الجديد تخريب لبنان.

قبل نصف قرن ويزيد، كانت المؤامرة، من خارج وداخل، عنوانها: توالد الدويلات في قلب الكيان.

إلاّ أن لبنان تجاوز التقاسم.

وأسقط مؤامرة التقسيم.

أما الآن، فإن المؤامرة تضرب البلاد.

وتعبث بوحدة الشعب والأرض والكيان.

كانت لغة الحوار الكلمة.

أما أسلوب النقاش فقد أصبح يدور بالرأي.

وحلّ مكان التخاطب سلاح الذبح والقتل.

وأصبح التعصّب طائفة المتنابذين.

في النصف الأول من القرن الماضي، برز عصر القومية العربية، مع اطلالة الثورة المصرية.

واستطاع الرائد العربي جمال عبدالناصر، أن يقود مع الضباط الأحرار في مصر، الثورة على الملكية.

وفي العام ١٩٥٨، فوجئ العالم بثورة عربية، خرجت من رحم الناصرية أطاحت بالملكية في العراق.

واعتمدت أسلوب سحل زعماء العراق في شوارع بغداد.

كان سحل نوري السعيد البداية.

وتبعته تصفية الملك فيصل والوصي على العرش.

والتصفية اللاحقة بين الثوار، من عبدالكريم قاسم وعبد السلام وعبدالرحمن عارف.

ونشأت بعد ذلك، ثورة المهداوي وحلفائها.

وظهرت الحروب القومية بين اليسار واليمين.

إلاّ أن التغيير في لبنان، ظلّ ينتقل من ثورة بيضاء الى خلافات رمادية.

هكذا كانت ثورة القوى اللبنانية، بقيادة كميل شمعون وكمال جنبلاط.

وأطلّت التناقضات السياسية، بين الشهابية بقيادة فؤاد شهاب وخصومها.

وبعد عزوف الاصيل حلت الصراعات بين الوكيل شارل حلو، والرئيس الجديد سليمان فرنجيه في العام ١٩٧٠.

وبين الجمهوريتين، كانت المناكفات بين الشهابية والحلف الثلاثي بزعامة شمعون والشيخ بيار الجميّل والعميد ريمون اده.

***

الآن، تحاول داعش وابنة عمة النصرة ان تنفذ المؤامرة الجديدة.

خطفت العسكريين من عرسال الى الجرود.

وذبحت داعش والنصرة أربعة من الجيش وقوى الأمن، مخطوفين لديهما.

وتريد الحركتان التكفيريتان، تدمير الدولة، على يد أبناء الدولة.

وبين دولة تتمسّك بأعراف القانون، وحركة ترعى أبشع تقاليد الضلال.

تستمر المعركة بين العقلاء والمخرّبين.