Site icon IMLebanon

مؤامرة توطين النازحين تُطل من مؤتمر نيويورك… فكيف سيرد لبنان؟

الوضع اللبناني مُقبلٌ على مؤشرات غير مريحة على الإطلاق، والمسؤولون اللبنانيون يتلهون بأمور هامشية وثانوية، وإنْ حاولوا الإيحاء بأنهم يعملون ويثابرون، لكنهم في الحقيقة لا يقومون بأيِّ شيء منتج.

ملف كبير يقضَُّ مضاجع اللبنانيين، لدرجة أن مستقبل البلد بات مرهوناً بالقدرة على معالجته:

الملف هو ملف النازحين السوريين، والخطورة في الموضوع أنّه بات يضغط على الوجع اللبناني.

***

في ملف النازحين السوريين فإنَّ الدول الفاعلة والقادرة تعمل وفق الإستراتيجية التالية:

إستقبال أعداد قليلة جداً من النازحين، وفي شروط قاسية جداً، لكن التطبيل الإعلامي يوحي بأنَّ أولوياتهم هي استقبال النازحين، فالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حين زار لبنان، تفقد أحد مخيمات النازحين في البقاع واصطحب معه عائلة سورية، مصغَّرة، فيما ترك في لبنان مليونَي نازح. ورئيس الحكومة الكندية استقبل على أرض المطار الكندي عشرات النازحين السوريين الذين تبيَّن أنّ لهم أقارب في كندا. وحده لبنان، مع الأردن وتركيا يتحمَّلون العبء الأكبر من أعداد النازحين السوريين. دول العالم تعرف هذه الحقيقة لكنها تتغاضى عنها بوعود مالية لا يصل منها إلا القليل، وبمؤتمرات تُعدُّ مقرراتها سلفاً وتقضي بإبقاء النازحين حيث هُم في الدول التي نزحوا إليها، والأخطر من كل ذلك أنَّ الموقف أو القرار، يكون قد حظي بغطاء دولي من أعلى المرجعيات الدولية.

***

هذه السنة حظي وسيحظى النازحون بأكثر من منتدى ومؤتمر، ولكن للأسف لم يأتِ منها ما هو في مصلحة لبنان.

في شباط الماضي انعقد مؤتمر النازحين السوريين في دول الجوار لسوريا، في لندن، وأقرَّ سلسلةً من المساعدات والمقترحات، ومن شروطها خلق فرص عمل للنازحين وتسهيل تعليم الطلاب منهم وتحضير الملفات للمساعدات.

اعتبر لبنان أنَّ ما يجري هو نوع من أنواع التوطين المقنَّع، سجّل موقفاً ولكن مَن أخذ به؟

انطلق مؤتمر لندن آنذاك من ثابتة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تتحدّث عن أن النازحين يجب أن تكون لديهم إمكانية الإندماج في البلدان التي يتواجدون فيها.

كانت الضجة الإعلامية للمؤتمر أكبر من النتائج، كل ما حصل عليه لبنان لا يُشكّل نذراً يسيراً مما يحتاج اليه.

***

بعد سبعة أشهر على مؤتمر لندن، هناك ما هو أخطر، يجري الإعداد له في نيويورك، على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الواحدة والسبعين، التي ستنعقد في أيلول المقبل.

هناك مؤتمر يتم التحضير له بين الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة في نيويورك، ويحضره الرئيس باراك أوباما وبان كي مون، وهو مؤتمر سيُخصَّص لحسم مسألة النازحين على قاعدة توطين كل نازح في المكان الموجود فيه.

رئيس الحكومة سيكون في نيويورك الشهر المقبل، فكيف سيتصدَّى لهذا القطوع الأكبر والأخطر؟

هل بإطفاء محركاته؟

أم برفض ما سيُعرَض على لبنان؟

من الصعب التكهن بردة فعل الرئيس سلام!