IMLebanon

وجهة الإجراءات الخليجية خاطئة

قرأنا في الايام الاخيرة مقالات تدعو الى ترحيل اللبنانيين من دول مجلس التعاون الخليجي، افرادا وجماعات، وتحض اللبنانيين على الاستمرار في مواجهة “حزب الله” لإعادة النظر في العلاقة مع لبنان، ما يعني ان مشكلة هؤلاء ليست مع مجمل الشعب اللبناني الا بمقدار صمته عما يسمونه “ارتكابات” الحزب في عدد من الدول العربية، ولم يساعدنا الامين العام لـ”حزب الله” في اطلالته الاخيرة والتي حاول عبثا ان يقنعنا فيها بأدوار لعبها الحزب في البوسنة والعراق وسوريا وصولا الى اليمن والبحرين، دفاعا عن المسلمين، لان معظم المواجهات في تلك الدول تحصل ما بين المسلمين انفسهم. كلام السيد اضاف حجة جديدة الى المعطيات التي يتمسك بها خصومه في اتهامه بالتدخل في شؤون دولهم.

لكن مشكلة الدول العربية مع “حزب الله” في غير مكان يجب الا تنعكس على لبنان، لان الحزب بما هو فصيل لبناني دافع عن الارض في مواجهة المحتل الاسرائيلي، تماما كما المقاومة اللبنانية في مواجهة الوصاية السورية، وهذا شأن داخلي محض. أما حروبه في دول عدة عدّدها أمينه العام، وربما في دول اخرى لم يحن الوقت بعد للكشف عنها، فهي جزء من السياسة الايرانية التي تتمدد في المنطقة العربية وعلى امتداد العالم الاسلامي. وتاليا فان التصرف بنوع من العدائية مع لبنان انما هو ظلم ما بعده ظلم، لأسباب عدة أبرزها:

– ان العدو الحقيقي للدول الخليجية هو ايران ومن الافضل المواجهة المباشرة معها بدل التلهي بالفروع، اذ من الممكن ان تستنسخ ايران عشرات التنظيمات مثل “حزب الله”.

– ان مشاركة “حزب الله” خارج الحدود ليست قرارا لبنانيا ولم يستشر فيه لبنان، وكما دعا السيد نصرالله المختلفين معه حول الشأن السوري الى التحارب في سوريا وتحييد الساحة اللبنانية، ربما من المفيد للمتضررين والمتضايقين من تدخل الحزب ان يواجهوه هناك، وسيقف لبنان الرسمي على الحياد في تلك المواجهة حتما لانه رفض التدخل في سوريا.

– إن أخذ اللبنانيين جميعا بجريرة “حزب الله” فيه ظلم كبير لا يرتضيه دين او شرع او قانون او عرف او شرعة عالمية.

– ان العرب، او بعضهم، وتحديدا دول الخليج، قدمت للبنان الكثير من الدعم والعون المالي والسياسي والاجتماعي، وناكر للجميل من لا يعترف بذلك، لكن الحقيقة ايضا ان العرب جميعا تركوا على كاهل لبنان عبء القضية الفلسطينية وتداعياتها، وهو اليوم يحمل عنهم عبء اللاجئين السوريين الذين يهددون أمنه واستقراره.

واذا كانت دول خليجية قد اتخذت اجراءات هي حق سيادي لها ضمن أطر محدودة، فالامل ألاّ تعبر مقالات التحريض عن موقف رسمي لدول تبقى شقيقة على رغم بعض الخلافات، وقد جاء امس تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليحوّل النار برداً وسلاماً.