Site icon IMLebanon

الطبقة السياسية لعنة لبنان ولا تعرف نعمة الله على لبنان

انعم الله على لبنان بسلسلة جبال يصل ارتفاعها الى 390 الف متر وهي اعلى قمة قبالة شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وفي لبنان سلسلتا جبال، السلسلة الغربية والسلسلة الشرقية، وبينهما وادي البقاع حيث كان اليونان يعتبرون انه كان اهراء روما لكثرة ما كان يعطي قمحا يتم توزيعه على الجيش الروماني من لبنان الى الهند والى كل دول العالم، وتتميز الجبال بأنها تعطي مناخا رائعا ثم انها مركز للتزلج، وفي الصيف مركز راحة إضافة الى المناظر الطبيعية وهي تمتاز ان بعدها عن شاطئ البحر لا يزيد عن نصف ساعة في السيارة او ساعة كحد اقصى، ولو كانت هنالك من طبقة مسؤولة تعمل جيدا لفتحت الاوتوسترادات وفي نصف ساعة يصلون الى الجبال، اما الطبقة السياسية في لبنان فلم تقم بتشجير شجرة واحدة في جباله، بل هي جبال جرداء لكن الثلوج انعم الله بها علينا فاذا بها تغطيها في الشتاء حتى الربيع، وتزدان بالبياض على مسافة 220 كلم طولاً في السلسلة الغربية و18 كلم عرضاً وفي السلسلة الشرقية على مدى 330 كلم وبعرض 12 كلم، إضافة الى سهل البقاع الممتلئ بالمياه، إضافة الى نهر العاصي الذي لا نستفيد منه الا القليل مع ان حقنا كبير بل يذهب الى سوريا واكثر الى تركيا، وتهددنا تركيا اذا سحبنا من العاصي مترا مكعبا إضافيا، مع انها خرقت القوانين الدولية وقطعت نهر الفرات مدة 5 سنوات كي تملأ سد اتاتورك.

ثم انعم الله على لبنان بشاطىء بحر طوله 120 كلم من اجمل شواطئ العالم لكنه مغمور بالنفايات وبالمعامل وبالمجارير، هذا إضافة الى سيطرة المصالح الشخصية على الشاطئ البحري. فلم يعد اللبناني قادراً على السباحة بمتر واحد على الشاطئ اللبناني، مع ان الشاطئ اللبناني ملك عام ولا يجوز ان يكون ملكاً خاصاً، مثل الجبال التي احتكروها فأقاموا فيها مدناً في رؤوس الجبال واغلقوها واصبح سعر المتر في فقرا 5 الاف دولار وعلى بعد 6 كلم في كفرذبيان 300 دولار، لانهم خلقوا مدينة فقرا وجعلوها للطبقة السياسية.

اما فاريا والمزار وعيون السيمان فالامر ذاته، والأرز كذلك، وباكيش كذلك، والزعرور كذلك، ولم يعد اللبناني يستطيع ان يصعد للتزلج في منطقة على الثلج الا ويمر في هذه الممرات الاجبارية رغما عنه.

ثم جاءت النعمة الجديدة لان للبنان نعمة كبيرة من الله في كل المجالات، ولكن النعمة الجديدة التي أتت هي وجود خزانات الغاز في بحر لبنان، وخزانات النفط في بحر لبنان، وسنة 1994 كان لبنان متأكدا ان عنده غاز واتصلت الدول الكبرى بالمسؤولين وطلبت منهم عدم استخراج الغاز من البحر، وبقرار سري نام على الموضوع الرئيس اميل لحود والرئيس الشهيد رفيق الحريري وضغطت سوريا كي لا يتكلم احد عن ثروة الغاز في الشاطئ اللبناني.

وأخيرا جاءت طائرات وبواخر وقامت بمسح حقول الغاز في البحر اللبناني فوجدت ان الابار تمتد من قبرص الى تركيا الى فلسطين المحتلة وهي اكبر الحقول وتصل بالعمق باتجاه الشواطئ الإيطالية، ومن حجم كبر الحقول يصبح لبنان خامس دولة للغاز في العالم، إذ ان روسيا هي الأولى وقطر هي الثانية والجزائر هي الثالثة، والرابعة هي الصين. لكن هذه النعمة العظيمة التي انعم بها الله علينا تحار الطبقة السياسية كيف تعطلها ولا تستخرجها. وهي تشبه كارثة نهر الليطاني، فمنذ 50 سنة تم طرح مشروع رفع مستوى نهر الليطاني الى 800 متر لكن إسرائيل قامت بطائراتها بقصف الجرافات التي بدأت بالعمل لرفع مستوى النهر الى 800 متر عبر سد القرعون، خضعت الدولة اللبنانية وبقيت على 600 متر. واليوم يصرفون 800 مليون دولار لتنظيف مجرى النهر، أي مليار دولار لتنظيف المجرى، مع العلم انه لو تم صرف 300 مليون دولار على سد القرعون وتم رفعه الى 800 متر لكان استطاع إيصال المياه الى كامل الجنوب وصولا الى الجية في جبل لبنان وصور والنبطية والمناطق كلها، ولكن مياه الليطاني ذهبت هدرا واصبح نهر الليطاني مكبا للنفايات.

اما في شأن الغاز هذه النعمة الجديدة فجاءت الشركات وقدمت عروضاً وتم فض العروض ونجحت شركة أميركية وشركة نروجية في المرتبة الأولى لاستخراج الغاز من بحر لبنان.

لكن توقف الامر فجأة نتيجة خلاف حكومي او نتيجة خلاف الطبقة السياسية. حددت السفن 10 قطاعات و 10 حقوق للغاز يمكن ان تنتج ما تنتجه قطر، وهي بالنسبة الى أوروبا اقرب من قطر الى أوروبا ولا تحتاج الى ناقلات نفط بل يستطيعون مد انابيب غاز من الشاطىء اللبناني الى اسبانيا ومن اسبانيا الى كل دول أوروبا.

وتوقفت الدولة اللبنانية عن اكمال خطوتها لتلزيم استخراج الغاز لاحدى الشركات، ذلك ان تركيا رفضت وقالت ان لها حصة، مع ان الحقول كلها هي في المياه الإقليمية اللبنانية، وإسرائيل تستخرج الغاز من الابار اللبنانية على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان. اما قبرص فبدأت باستخراج الغاز بكميات بسيطة وبحماية روسية لكنها لم تتوسع اكثر، انما لبنان بقي بعيدا عن هذه النعمة ولا يستخرج مترا مكعبا من الغاز.

واذا كانت قطر وصلت في احتياطها الى 800 مليار دولار من أسعار بيع الغاز للعالم، فان لبنان قادر بحقول الغاز التي يملكها والذي هو بديل عن النفط في العالم ويحل محله يوميا، يملك حوالى 1300 مليار دولار، أي ان احتياطه اكبر من احتياط قطر بـ 500 مليار دولار، ومع ذلك يختلفون حول من يريد ان يأخذ وزارة الاشغال ومن يقود جرافة ومن يقود تراكتور. الطبقة السياسية فاسدة، اقترحت دول الخليج نقل الموسم الزراعي اللبناني بالطائرات من مطار القليعات في شمال لبنان وجعله مطاراً للشحن ومسافته قريبة الى الخليج، وخلال ساعتين تكون الخضر في الخليج وتصل طازجة وكلفة الشحن ليست غالية لان شركات ت. م. اي التي اشتراها الحريري بـ 8 مليون دولار مجمدة ضمن صفقة لمصلحة شركة لبنانية أخرى.

ولو تم شحن الخضر من لبنان من مطار القليعات او حتى من مطار رياق وهو قادر على فعل ذلك، لكان سهل البقاع انتعش مع المزارعين لكن قرارا دائما يكون تحت الطاولة لا نعرفه يمنع تنفيذ المشاريع.

لماذا نعيش نحن مع طبقة سياسية لا تعرف نعمة الله، ولا نعمة الجبال وثلوجها، التي يمكن ان تعطي لبنان 11 مليار متر مكعب من المياه سنويا، فيما يتم نقل المياه الى المنازل بالصهاريج، ولماذا لا يعرفون قيمة الشاطئ البحري وتركوا كل المخالفات البحرية ويغمرون الشاطئ بالنفايات ولماذا لا يعرفون نعمة وجود الغاز واستخراجه، ذلك ان أوروبا كلها الغنية والأولى والمتقدمة في العالم من فرنسا الى المانيا الى اسبانيا الى إيطاليا وكلها دول كبرى وغنية جدا ليس عندها حقل غاز واحد او حقل نفط واحد بل انعم الله على لبنان بـ 10 حقول من النفط يمكن ان تغذي أوروبا كلها، فلماذا لا يتم سحب الغاز من البحر ويتم تأجيل الموضوع.

أصبحت الاتصالات الخليوية في العالم من ارخص الاتصالات، ونحن هنا في لبنان لدينا اغلى اتصالات خليوية، ولان الدولة اللبنانية رأت ان الخليوي هو مصدر للمدخول ووصل مدخولها الى ملياري دولار بعدما كان 300 مليون دولار، أصبحت تتكل على الخليوي بعد وصول عرض الخطوط الى مليوني خط.

هذه الطبقة السياسية ملعونة كاذبة فاسدة، ومع ذلك في كل انتخابات يذهب القطيع الى صنايق الانتخابات ويعود لانتخاب الطبقة السياسية نفسها، وهذه مصيبة لبنان، انه لا تغيير حقيقي، فهل سيفعل شيئا العماد ميشال عون في هذا المجال ام سيبقى لبنان مزرعة خاصة لـ 4% من شعبه، او 2% هم يأخذون كل شيء وكل الثروات و 58 في المئة من الشعب فقير؟