يستغل البعض أن الفاتيكان لا يدخل في المهاترات الإعلامية والرد على مصدر من هنا ومصدر من هناك، ولذلك كثرت في الآونة الأخيرة وبخطة ممنهجة محاولات إلصاق مواقف بالكرسي الرسولي تتناول «حزب الله» في شكل خاص، والهدف منها الإيحاء للمسيحيين اللبنانيين أن الفاتيكان يوافق على الصيغة المسلحة التي يتواجد فيها «الحزب» حالياً وعلى تدخلاته في حروب المنطقة، وأن المتحالفين معه في لبنان ولا سيما من المسيحيين كـ»التيار الوطني الحر» يحظون برضى الفاتيكان في حين أن البطريركية المارونية لا تحظى بهذا الرضى وكي تكسبه يجب أن تسلم بسياسات وولاءات «حزب الله».
هذا الواقع مغلوط تماماً لا بل إنه مزور وخبيث فمسلمات الفاتيكان تجاه لبنان هي التالية:
1- لبنان يجب أن يكون دولة مستقرة مزدهرة تتمتع باقتصاد قوي.
2- الجيش اللبناني وحده يجب أن يكون القوة المسلحة على الأراضي اللبنانية.
3- يجب تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وأن توقف دول تدخلاتها في الشؤون اللبنانية.
4- يدعو الفاتيكان إلى الحوار بين كل المكونات والمرجعيات اللبنانية ومنها بكركي و»حزب الله» شرط أن يكون الحوار على اساس النقاط التي جرى ذكرها أعلاه.
5- يدعو الفاتيكان الكنيسة الكاثوليكية في لبنان لأن تكون أكثر فأكثر إلى جانب أبنائها ومساعدتهم في هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة.
6- يستخدم الفاتيكان ديبلوماسيته حول العالم من أجل إبقاء لبنان على درجة من الاستقرار في هذه الظروف وتأمين المزيد من المساعدات للشعب اللبناني.
7- يشدد الفاتيكان على انتظام الحياة السياسية وإجراء كل الاستحقاقات الإنتخابية في مواعيدها وتشكيل حكومات فاعلة.
8- ليس لدى الفاتيكان تفضيل لأي فريق سياسي على آخر بل هو يسعى للتواصل مع الجميع ويحثهم على قيام الدولة والتزام القانون والدستور وتأمين مستوى معيشة لائق للبنانيين.
هذه هي العناوين الأساسية لسياسة الفاتيكان تجاه لبنان وكل كلام آخر هو لذر للرماد في العيون، فالفاتيكان لم يكن يوماً مع الفوضى والحروب والانهيارات، ولن يكون لا في لبنان وفي أي مكان آخر من هذه المعمورة.