Site icon IMLebanon

مواقف الحريري من رأس بعلبك أكّدت مسؤولية الجيش وحده في ترسيخ دعائم الإستقرار وإنجازاته نزعت ذرائع ضعفه

على وقع الانتصارات التي يحققها الجيش اللبناني على العصابات الإرهابية في جرود رأس بعلبك والقاع قبل إعلانه النصر النهائي عليها في وقتٍ لا يبدو بعيداً، استناداً إلى المجريات الميدانية، فإن الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري وللمرة الأولى إلى ثكنة رأس بعلبك واجتماعه إلى كبار الضباط بحضور قائد الجيش العماد جوزف عون، جاءت لتؤكد على أهمية الغطاء السياسي الواسع الذي يحظى به الجيش في كل ما يقوم به من مهام أمنية على الأراضي اللبنانية، وبالتالي جاءت الزيارة لتدحض كل ما يُقال خارج السياق، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن انتصار الجيش على الإرهاب هو انتصار لكل اللبنانيين التوّاقين إلى أن يستعيد البلد عافيته واستقراره وسيادته على كامل أراضيه بقواه الشرعية، على عكس ما يحاول البعض تصويره بأن الجيش ضعيف الإمكانات ولا قدرة له على مواجهة الإرهابيين، في محاولةٍ لإفساح المجال أمام قوىً أخرى للقيام بمهام أمنية إلى جانب القوى الشرعية العسكرية.

وقد أكدت المواقف التي أطلقها الرئيس الحريري من ثكنة رأس بعلبك، أن المسؤولية ستكون كبيرةً على المؤسسة العسكرية في المرحلة المقبلة، في إطار ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في الداخل وعلى الحدود، من خلال ما أشار إليه رئيس الحكومة من أن مجلس الوزراء لن يدّخر جهداً في توفير كل الإمكانات للجيش ليقوم بدوره على أكمل وجه، في سياق تدعيم دولة المؤسسات والقانون التي ينتظرها اللبنانيون منذ وقتٍ طويل، وهذا ما سيمكّن الجيش بعد الإنجازات الهامة التي حققها على الإرهابيين من أن تكون له اليد الطولى الأمينة على الأراضي اللبنانية، وبما ينزع الذرائع كلها عن ضعفه، وبالتالي فإنه بات وبشهادة الجميع الأقدر على حماية لبنان والذود عن حياضه في مواجهة الاعتداءات التي قد يتعرض إليها، بعد التطور النوعي في أدائه القتالي الذي شهد عليه الخبراء والمحللون.

وأشارت مصادر وزارية لـ«اللواء»، إلى أن زيارة الرئيس الحريري إلى رأس بعلبك وتفقده برفقة قائد الجيش العماد جوزف عون الوحدات العسكرية في الجرود، قد تركت انطباعات بالغة الإيجابية في الأوساط الحكومية والسياسية، بالنظر إلى المواقف الحاسمة التي أطلقها الرئيس الحريري وعبّر من خلالها عن موقف الحكومة، بالتوازي مع ما سبق لرئيس الجمهورية ميشال عون أن أعلنه، عن أن الحرب على الإرهاب ستستمر حتى دحره عن لبنان، لكي يستعيد سيادته على كامل أراضيه ويعيش سكان الجرود بأمنٍ وأمان، ما يؤشر بوضوح إلى التناغم الواضح بين الرئيسين عون والحريري بدعمٍ من مجلس الوزراء، في توفير كل الإمكانات للمؤسسة العسكرية لكي تقوم بدورها على أكمل وجه في الانتصار على الإرهاب، لأن في ذلك حماية لكل اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعاً بممارساته خلال السنوات الماضية، وهو ما تجلّى في هذا الدعم اللامحدود من قبل جميع الفئات اللبنانية التي رحبت وهللت بما حققه الجيش من إنجازات وضعت حدّاً لهذا الإرهاب الذي استباح حياة اللبنانيين وأمنهم، فكان القرار حازماً وحاسماً في آن في توفير الغطاء السياسي المطلوب للجيش وتسليمه زمام الأمور لكي يشهر سيفه ويخلّص لبنان من هذه العصابات التي عاثت إجراماً وتنكيلاً في الجرود في السنوات الماضية. واليوم يحق للبنانيين أن يتباهوا بما حققه جيشهم بفضل قيادته الحكيمة وبسالة ضباطه وجنوده الذين أثبتوا تمرساً عالياً، ما مكّنهم من تحقيق هذه الانتصارات بسرعةٍ لافتة وأعطاهم دفعاً قوياً للسير بالمعركة حتى النهاية وإخراج الإرهابيين من لبنان بصورةٍ نهائية، كي يُصار بعدها إلى اتخاذ كل الإجراءات والتدابير الأمنية التي تكفل تحصين الأمن اللبناني، بما يضمن كشف جميع الخلايا النائمة التي ربما لا تزال موجودة على الأراضي اللبنانية، في إطار استكمال بسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها وتجفيف منابع الإرهاب أينما وُجد.