يخطئ من يتصور ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يمكن ان يتورط بتسمية مرشحه لرئاسة الجمهورية من بين الاقطاب الاربعة، كي لا يقال في النتيجة انه فاقد الصلاحية الروحية التي تؤهله لان يقول هذا مرشحي وليس ذاك، اضف الى ذلك ان الاربعة قد يرون في تدخل بكركي حالا غير مرحب بها، طالما انها لا ترضي مصالحهم او مصلحة احدهم كما يتردد في اوساط سياسية محسوبة على احد النافذين (…)
وثمة من يقول ان البطريرك يمكن ان يتورط بالتسمية في حال لمس من الجميع بلا استثناء انهم مستعدون لان يمتثلوا لخياره، فيما هناك من يجزم بأن الراعي لا يريد تكرار ما حصل مع سلفه البطريرك مار بطرس صفير عندما اقترح واحدا من اثنين من بين الذين رشحهما غير انذاك بلا طائل، حيث قيل يومها ان خيارهم ليس سهلا لان لكل من هؤلاء مصلحة خارجية مختلفة عن سواه!ان بكركي عندما ترى ان الافضل للرئاسة هو ميشال عون لا بد وان يغضب منها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، فيما يعرف البطريرك الراعي ان من اقترح رئيس تيار المستقبل هو سعد الحريري اي النائب سليمان فرنجية هو افضل حظا من سواه يكون قد ورط نفسه في لعبة الاسماء، طالما ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لا يزال مقتنعا بأنه «الرئيس الاسلم عاقبة من كل ما عداه» وهذه النظرة محكومة بموقف حزب الله المؤيد لعون، من غير ان يفهم منها ان المرشح فرنجية قد يكون مرشح كسر عظم مع غيره من الاربعة الموارنة الذين انضم اليهم الرئيس امين الجميل من غير ان تتضح له صورة الترشيح من بين غير حزب الكتائب؟!
والنظرة الاخرى المغايرة تنطبق على المرشح الثاني الدكتور سمير جعجع الذي سبق لتيار 14 اذار ان رشحه بالتزامن مع ترشيح عون من غير ان تنسجم الخطوة مع ما لدى جعجع من اصوات تسمح له بأن يكون فرس رهان، الى ان طرأ اسم المرشح سليمان فرنجية الذي جاء ترشيحه بمثابة الغاء لاي مرشح اخر بدليل تفاوت النتائج بين القبول به وبين التحذير من تاريخه السياسي (…)
خلاصة هذا المشهد السياسي ترى مصادر مطلعة على اجواء الترشيحات الرئاسية ان من الصعب على غير فرنجية ان يكون خارج اطار السباق المختلف بين فرنجية واي مرشح اخر، بدليل ما تردد من ان الزعيم الزغرتاوي قد اقتنع بانه مطالب بكشف حساب يعطي فيه صورة مغايرة عن تحالفاته بعدما تحول الى مرشح قد يصل الى الرئاسة من دون منافسة تذكر في حال انسحب عون وجعجع، وهذه غاية من ضمن مجموعة رسوم سياسية للبرنامج الرئاسي المطلوب من فرنجية (…)
يبقى الفرق بين من يؤيد عون على علاقة وهكذا بالنسبة الى فرنجية حيث هناك مآخذ من الواجب والضروري سد ثغراتها قبل الدخول في بكركي في مجال حسم الاسماء ممن يثق بهم مجلس المطارنة الذي سيقترح مجموعة اسماء من خارج الرهان القائم على من يكون رئيسا للجمهورية، اقله لعدم الوصول الى ما يفهم منه ان هناك مرشحين محتملين يرفضون السير قدما في ما هم بصدده من افكار سياسية ومشاريع يمكن القول عنها انها برامج ترشيح رئاسي؟!
يبقى القول ان ترشيح فرنجية لم يأت في مجال ارتكاب هفوة سياسية من جانب من رشحه والمقصود هنا هو الرئيس سعد الحريري الذي اقدم على الخوض في الموضوع على رغم معرفته بصعوبة الاتكال على من لا يعطيه حزب الله صوته الانتخابي مثله مثل العماد عون، مع العلم ايضا ان اوساط حزب القوات قد حسمت امرها وقالت صراحة ان جعجع سيماشي فرنجية طالما انه غير قادر شخصيا على السير بترشيحه الى حين اجراء الانتخابات بجدية مطلقة وليس بمجرد الكلام على اثبات الوجود السياسي، كما هو حاصل مع عون والجميل (…)
وثمة سؤال لا بد من جواب عليه من جانب حزب الله يقول ان الحزب لن يعطي صوته لفرنجية قبل ان تتوضح صورة ترشيح حليفه ميشال عون، حيث لا يزال الاخير يعاند من موقع المتحسر على ضياع المنصب من بين يديه، وهذا بدوره من ضمن اللعبة القائلة ان الجنرال ينتظر موقف جعجع وحزب الكتائب قبل ان يحدد موقفه النهائي ومعه موقف حزب الكتائب الذي من المؤكد انه لن يعطي لفرنجية قبل معرفة مواقف سواه من الساعين الى بعبدا؟!