IMLebanon

الاحتمالات التي أحلاها مرّ

 

يبدأ، اليوم، العد العكسي لأسبوع الحسم الذي حدده الرئيس سعد الحريري لاتخاذ الموقف النهائي «الحاسم» من أزمة تأليف الحكومة، صحيح ليست المرة الأولى التي ترافِق جرعات الكلام المنعش المراحل التي تقلّبت فيها الأزمة الحكومية. ففي الأشهر الثمانية التي مضت على التكليف، وقبل أيام معدودة من دخوله الشهر التاسع، استمعنا الى الكلام المتفائل الذي صدر  عن بعبدا وعن بيت الوسط…

 

ولكنها المرة الأولى التي يلتزم الرئيس المكلف علناً بمهلة زمنية.

 

أو على الأصح، يلزم نفسه بمهلة.

 

طبعاً تجدر الاشارة الى أنّ الرئيس سعد الحريري لم يقل إنه يتعهد بتأليف الحكومة خلال الأسبوع الجاري، إنما قال إنه سيحسم موقفه… أمّا ما هو هذا الموقف فأمر يحتفظ به الرجل لنفسه إلاّ أنّ الاجتهادات حوله بلغت مدى بعيداً. قلة قالت إنه سيؤلف الحكومة بالاتفاق مع الرئيس ميشال عون بمن حضر إذا بقي متعذراً تأليفها بالتوافق الوطني الأوسع. آخرون قالوا بل إنه سيذهب الى تأييد فكرة توسعة مبدأ ومفهوم تصريف الأعمال وقال آخرون، وهم القلّة إنه سيصل الى الاعتذار في بيان معلل يذيعه من قصر بعبدا إثر لقاء مع الرئيس عون.

 

معلوم أن لكل من هذه التوقعات الثلاثة محاذير… ولكن أهمها وأخطرها قاطبة احتمال الاعتذار … فكيف سيكون قرار الاعتذار في حال لجأ اليه الرئيس سعد الحريري؟

 

لا شك في أنّه سيكون واحداً من ثلاثة:

 

الأوّل – على قدر من التبسيط، من نوع: أمام الصعوبات والعراقيل التي وضعت في طريقي لتأليف الحكومة وبعد بذلي جهوداً مضنية لم أوفق في إخراج حكومة الوحدة الوطنية التي ألتزم بها فإنني  أُعيد الأمانة الى أصحابها شاكراً فخامة رئيس الجمهورية والــ111 نائباً على الثقة التي أولوني إياها معاهداً إخوتي المواطنين في لبنان كله على أن أبقى وإياهم في ميدان الدفاع عن لبنان ونظامه الديموقراطي.

 

الثاني – (…) ولقد واجهت من العراقيل المفتعلة ما يدفع بي الى وقف مساعي التشكيل بعدما وصلنا إلى الأبواب المقفلة متمنياً على فخامة رئيس الجمهورية والسادة الزملاء النواب  التوفيق في المسعى الذي يقومون به لتشكيل الحكومة بدءاً من استشارات نيابية جديدة في القصر الجمهوري يعود الى فخامة الرئيس ميشال عون أن يحدد موعدها.

 

الثالث – ولا ندخل في نصه المحتمل، إنّما سيكون من نوع «حرق المراكب» وراءه أي أن يتحدث الرئيس سعد الحريري بالتفصيل عن المشاورات التي أجراها، والمساعي التي قام بها، والجهود التي بذلها، وفي المقابل الصعوبات والعراقيل التي اعترضته مسمياً الأشخاص بأسمائهم، ومثل هذا الاحتمال مستبعد أن يلجأ اليه الرئيس سعد الحريري، لأنه سيكون بمثابة هدم الجسور بين بيت الوسط والسراي.

 

وفي الأساس فإنّ الاعتذار هو المستبعد قياساً الى ما يُعرف عن رئيس الحكومة من صبرٍ وطول أناة وحرص على استقرار البلاد اقتصادياً ومالياً وأمنياً.

 

إلاّ أنّ أسوأ الخطوات، في تقديرنا المتواضع ستكون خطة توسعة آفاق تصريف الأعمال.