انظار اللبنانيين ما زالت مركزة شرقا، بانتظار اتمام المرحلة الاخيرة من تحرير الجرود، وكشف مصير العسكريين الاسرى الذين دخل ملفهم نفقا مظلما زادت من سواده التعقيدات التي طرأت وما تكشف من معطيات بعيد العملية العسكرية، وسط تساؤلات عن موعد احتفالات النصر واسباب عدم اعلانه حتى الساعة.
مصادر متابعة لمجريات العمليات العسكرية ، اعتبرت ان الاعمال القتالية لم تتوقف، اذ ان عمليات القصف المدفعي والصاروخي وغارات الطيران المروحي مستمرة، وان كانت «انعدمت» حركة التقدم البري، اذ يعود ذلك الى اكثر من اعتبار، اولا، لان الجيش يتجنب ايقاع اي ضحايا مدنيين وان كانوا من عائلات المسلحين، وهو ما اصر على تأكيده الناطق العسكري في كل اطلالاته مصرا على التزام المؤسسة واحترامها لمعايير القانون الدولي الانساني، كاشفة ان المعلومات الاستخباراتية التي توافرت لدى الجيش اشارت الى وجود عائلات مدنية في الرقعة المحاصرة عند مرطبيا، ما دفع الى اجراء تعديل في الخطط العسكرية الموضوعة، نافية ما يقال عن قصف عنيف وعشوائي لتلك المنطقة، متحدثة عن قصف مركز على مواقع المسلحين حيث تسجل اصابات دقيقة، ثانيا، ان الطبيعة تفرض نفسها على نوعية العمل العسكري في تلك المنطقة المفتوحة على الحدود السورية، ثالثا ان الـ 20 كيلومتراً مربعاً المتبقية انما هي متنازع عليها بين لبنان وسوريا، اذ هناك اختلاف في الخرائط وترسيم خط الحدود بين لبنان وسوريا، دون ان تنفي في المقابل ان الجيش تخطى هذه العقبة في مراحل سابقة من المعركة في جرود القاع ورأس بعلبك لحماية قواته، رابعا، رغبة قيادة الجيش بابقاء الباب مفتوحا امام الجهات التي تعهدت باجراء اتصالات ومفاوضات مع المسلحين لتحديد مصير العسكريين الاسرى.
واعادت المصادر التأكيد ان قيادة الجيش لن تعلن اي انتصار لان الجيوش النظامية لا تقدم على هكذا خطوة، انما تكتفي بالاعلان عن انجاز مهماتها بالطريقة المناسبة والمتعارف عليها، مذكرة بأن ما حصل يوم الثاني من ايلول مع عودة بعض قوى الجيش المشاركة في معركة نهر البارد الى ثكناتها كان نتيجة تحركات شعبية عفوية استقبلت القوافل العائدة على الطرقات، اما الاحتفال الذي اقيم في ملعب فؤاد شهاب في جونية بعد اسابيع في حضور القيادات السياسية والعسكرية، انما هو تقليد درجت عليه كل الجيوش ومن بينها الجيش اللبناني، فقد قام قائد الجيش بتكريم القوى المشاركة في احتفال رمزي لتقليد الاوسمة لرايات الوحدات التي شاركت في المعركة.
واعتبرت المصادر ان قيادة الجيش غير معنية بالاحتفالات الشعبية الجاري تنظيمها من قبل احزاب وفعاليات وشخصيات، والتي ان دلت على شيىء فعلى ايمان الشعب اللبناني بقدرة جيشه ووفائهم لتضحياته، وبالتالي فان القيادة تشكر المواطنين على عاطفتهم ولا يمكنها الا ان تكون ممتنة للالتفاف الشعبي حولها، وفخورة برغبة اللبنانيين بتكريم الجيش وعسكرييه، غامزة من ان حفل التكريم الرسمي وفقا للبروتوكول العسكري ستجري في وقتها وفقا لحسابات القيادة.
واشارت المصادر الى ان السبب الرئيسي وراء وقف المؤتمرات الصحافية للناطق العسكري باسم الجيش يعود الى ان القيادة تعمد الى اصدار بيانات رسمية عن مديرية التوجيه تشرح فيها مجريات الاحداث على الجبهة، والتي باتت روتينية حاليا مع انتهاء المرحلة الثالثة من الهجوم، تتركز على تحصين المواقع وتنظيف رقعة الجرود من حقول الالغام والعبوات والمفخخات التي خلفها المسلحون، وتأمين خطوط الامداد استعدادا لفترة الشتاء، فضلا عن انشاء خط دفاعي حصين على طول الحدود اللبنانية – السورية، عبر اقامة مراكز ثابتة على القمم الحاكمة، وعليه فانه في الوقت الحالي لا حاجة الى عقد مؤتمر صحافي لتقديم ايجاز نوعي.