لولا وجود طاولة الحوار لكان لبنان في «خبر كان».. ليس مهماً اليوم البحث في امكانية ان تصبح هذه الطاولة بديلا مؤقتا عن الاصيل اي المؤسسات بكل فروعها وحتى قوانينها لا سيما اتفاق الطائف، طالما ان التسوية المنتظرة ستولد من رحم هذا الحوار.
وعليه، تروج معلومات فائقة الاهمية الى وجود «سلتين» دوليتين وافقت عليهما الفاتيكان لحل الازمة السياسية اللبنانية وسوف يتم عرضهما على المتحاورين تباعا بعد ان توافق عليهما عواصم القرار في العالم:
السلة الاولى، تتضمن الاتيان برئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري لرئاسة الحكومة.
السلة الثانية، تتضمن الاتيان بالعميد شامل روكز لرئاسة الجمهورية او من يسميه الجنرال ميشال عون، وتسليم رئاسة الحكومة الى الوزير نهاد المشنوق او اعادة تسمية الرئيس الحالي تمام سلام، على ان يعتمد القانون النسبي في الانتخابات النيابية بشكل عام في كلتا الحالتين.
وتذهب مصادر قيادية مهمة في لبنان الى حد القول بأن عدم الاخذ بهذه الحلول ممكن جدا ولكن تجدر الاشارة الى ان هناك ثابتة اساسية لا يمكن المساس بها ويمكن تلخيصها حرفيا بجملة واحدة: «لن تسمح قوى 8 آذار باعادة تسمية الرئيس الحريري رئيسا للحكومة ما لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية قوي مسيحيا وغير توافقي».
وفي حين ان قوى 8 آذار ما زالت تصر على ان العماد عون لم يربح او يخسر شيئا في معركة التعيينات الامنية حتى اللحظة في دليل واضح على وجود تسوية ما لاعادة الحكومة الى العمل، فان مصادر دبلوماسية بارزة لمحت الى شيء من هذا القبيل ولكن بعد فشل الحلول التي ذكرناها سابقا.
الا ان المثير للاهتمام فيما خص الملف الحكومي هو اعتماد قوى 8 آذار لهجة جديدة في مقاربتها لجهة القول صراحة بأن الحكومة ما كانت لتستمر لولا وعينا ورغبتنا في عدم التفريط بها، وليس بسبب ما يحكى عن التزام دولي واقليمي وعربي ببقائها، وعلى هذا النحو فاننا ساندنا هذه الحكومة في حين ان رعاتها في الداخل والخارج تخلوا عنها، واذا كان لا بد من اتخاذ قرار صريح بشلها الا ان خسارتنا ليست بشيء يذكر امام خسارة الفريق الاخر.
وفي هذا السياق تحديدا، لفتت المصادر الى اننا ما زلنا نملك زمام المبادرة في كل الملفات الا ان الفريق الآخر خسر بخسارته الحكومة الكثير سياسيا ان لم نقل كل شيء، واذا كان بامكانه سابقا التملص من الحوار والتصويب عليه فانه اليوم اصبح محشورا في الزاوية وضاقت خياراته، وهو يدرك جيدا بان افشال الحوار سيكون كمن يطلق رصاصة الرحمة على كل مكتسباته السياسية وفي مقدمها اتفاق الطائف، ولمحت المصادر الى انه تم ابلاغ المعنيين في الخارج وتحذيرهم من مغبة اللعب على وتر نسف الحوار لان البديل سيكون «لبنان جديد» على قياس التطورات في المنطقة ولعل آخرها الانجازات «الروسية – الايرانية» في السياسة والميادين من العراق الى سوريا واليمن و«اللبيب من الاشارة يفهم».