IMLebanon

هل يكون رئيس الجمهورية صناعة لبنانية

 

 

في دول العالم كلها لم نسمع، ولم نشاهد، ولم نقرأ أن أحداً من مواطني هذه الدول يذهب الى خارجها ليطلب من مسؤولي دولة ما أو اكثر، أن تتدخّل بشتى الطرق بما فيها الضغوط على أنواعها كي تفرض رئيساً على مواطنيهم وعلى دولتهم، وهذا مع الأسف يحصل من بعض اللبنانيين فيجولون في هذه الدول بدون حياء، فاقدين للعنفوان والكرامة، ويعتزون بأنهم قاصرون وبحاجة لرعاية وهم يعلموا علم اليقين بأن الراعي أي الوصي يمكن أن يكون من ذوي الأخلاق، ويمكن أن يكون بدون أخلاق وهمّه الوحيد تحقيق مصالحه، وفي حالتنا نتكلم عن دولة هي لبنان وعن شعب لبنان ومؤسساته فيكون اللجوء الى الدول يعطيها الفرصة الجدّية للتدخّل بشؤوننا ووضع اليد على ثرواتنا وقرارنا.

فبدل أن تسود المحبة والألفة والتعاون والحوار فيما بيننا بعيداً عن التنابذ والبغضاء والكراهية لتنظيم شؤوننا ومؤسساتنا وفي المقدمة منها انتخاب رئيس الجمهورية ويكون ذلك بصناعة لبنانية صرفة، لكن مع الأسف يتنازل البعض عن سيادته وسيادة وطنه، واستقلاله واستقلال وطنه للغير، لأنه يشعر بالعجز والدونية، أو رغبة منه للاستقواء بالخارج على أبناء وطنه.

هذا المشهد يضع البلاد على كف عفريت حيث الملف اللبناني ينتقل بين مسؤولي الدول، فمن ممثلي اللقاء الخماسي، الى الفرنسي الى الإيراني الى الروسي… وهناك انتظار لبلورة أفكار ومقترحات تتعلق بالأزمة الرئاسية يأتي بها موفد الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان محاولاً تجاوز العقبات والصعاب التي تواجه مهمته، أمر عجيب، ونقول انه لدى الشعب اللبناني قامات وطنية وفكرية لديها القدرة على التفاهم والحوار والاتفاق والخروج من هذه الأزمة القاتلة، وعليكم جميعاً التنحّي عن مسؤولياتكم لهذه القامات التي باستطاعتها إنهاء الأزمة بدون حاجة لأي راعٍ أو وصي كما يحلو لكم.

من المعيب أن يحصل ما يحصل..

ليكن الخيار صناعة لبنانية ليحترمنا العالم.

 

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب