عن سؤال هل يستقيل أوباما إذا عطّل الكونغرس بأكثرية الثلثين في كل من مجلسيه “الفيتو” الذي مارسه في موضوع الاتفاق النووي مع إيران؟ أجاب المسؤول الأبرز نفسه في مركز أبحاث أميركي عريق، قال: “كلا. لا يستقيل. الأمور عندنا ليست على هذا النحو. الثقة هنا ليست مهمة بل عمل المؤسسات وانتظامه. والفشل قد يحصل مع أي رئيس وقد يكون حصل في الماضي. لكن يمكن التعايش معه بل يجب التعايش معه. في أي حال لنعد إلى أوباما وأميركا. وهنا أقول إنه لا يعطي الاهتمام اللازم لحلفائه وحلفاء بلاده في الموضوع الإيراني. فالذي ترك السنّة يُذبحون في سوريا على يد الأسد وإيران وهم حلفاء السعودية والعالم العربي كله، والذي لم يراع السعودية أبرز حلفاء بلاده يكون لا يهتم لهم كلهم على تنوّعهم وتالياً لا يمكن الوثوق به. في أي حال رأيي حتى الآن هو انني لا أعرف إذا كان سيوقع الاتفاق أم لا. فالقضية ليست عنده (اوباما) بل عند خامنئي. إذا قرر الأخير أي الزعيم الأول في إيران التوقيع يمشي الحال. وإذا رأى أنه يمكنه الحصول مستقبلاً ومع رئيس أميركي جديد على مكاسب أكثر فإنه لن يوقّع. أنت ما رأيك؟” سأل. أجبت: المعلومات التي حصلت عليها من مصادر ديبلوماسية غربية جدية بعد انتهاء مرحلة التفاوض الأول من دون التوصّل إلى اتفاق وبعد تمديد التفاوض ستة أشهر أشارت إلى استغرابها عدم التوصّل إلى اتفاق لأن معظم التفاصيل كان تمّ الاتفاق عليها. أما الآن فرأيي أن نسبة التوصّل إلى اتفاق وإن إطاري زادت عن الـ50 في المئة التي تحدّث عنها أوباما ومساعدوه كثيراً في السابق. ورأيي أيضاً أن الرئيس روحاني جاد في التفاوض وفي التوصّل إلى اتفاق، وأنه حصل على بركة المرشد الروحي خامنئي ودعمه الفعلي بعد ضمانات عدة قدمها له أبرزها أنه جزء من النظام، والمرشد يعرف ذلك. ورأيي ثالثاً أن العقوبات وإن كانت لا تسقط نظام إيران إلا أنها ألحقت به أذى كبيراً وساهمت مع انهيار أسعار النفط في خفض مدخولها المالي وتسبب ذلك بتذمّر داخلي فيها وخصوصاً من الفئات الشعبية. سأل: “هل تعتقد أن ما يقال ويكتب في الإعلامين المرئي والمكتوب عن تحالف ما بين إسرائيل والعرب بسبب عداء الإثنين لإيران صحيح وقابل للتحقيق؟” أجبت: ربما يراهن الإسرائيليون على تحالف مع العرب والمسلمين السنّة ضد إيران الشيعية رغم بقاء قضية فلسطين من دون حلّ عادل وشامل. وقد قرأنا تصريحات ومواقف كثيرة بهذا المعنى في الأشهر الأخيرة من قيادات إسرائيلية تحدّث بعضها عن تحالفٍ إسرائيلي – سعودي سني. رأيي أن إسرائيل (أي قضية فلسطين) لم تعد أولوية عربية وإسلامية سنية وربما حتى شيعية وسعودية. وربما يحصل تعاون مخابراتي بين هؤلاء. لكن يجب تلافي الخطأ هنا. العرب والمسلمون لن ينسوا قضية فلسطين وخصوصاً بسبب القدس ومكانتها الدينية عندهم. في أي حال أعتقد أن عملية السلام التي بدأت عام 1993 صارت ميتة اليوم وربما دفنت ومعها حل الدولتين علَّق: “أنا أعتقد أن حل الدولتين في “الكوما”. لكنه قد يستيقظ منها لأنه لم يمت بعد”. علّقت: ربما يفيق حل الدولتين من الغيبوية الطويلة والعميقة إذا قرّر أوباما، قبل انتهاء ولايته، وفي إطار مناكفته لإسرائيل وخصوصاً إذا استمر رئيس وزرائها نتنياهو في تحدّيه، عرضه على مجلس الأمن لاتخاذ قرار نهائي من شأنه فكرة وجغرافية وحدوداً… ردّ: “هذا ما قصدته في جوابي. ربما يفعل ذلك. وربما ينجح. لكن نجاحه سيكون محدوداً. ذلك أن قرار مجلس الأمن لن يغيّر شيئاً. ولن يتغير شيء. أعود إلى سوريا فأقول أن أميركا قد تجد نفسها مضطرة إلى قبول فكرة فرض حظر جوي في سوريا أو في منطقة محددة منها. وأقول أيضاً أن الأردن قد يتحرّك لكن عنده مشكلات كثيرة. علماً أن حظر الطيران قد يكون في شمال سوريا. “داعش” وأمثاله يدمّرون الدول المسلمة السنيّة. لكنهم لا يفعلون شيئاً ضد الدول الشيعية وتحديداً إيران. وإذا كان للأخيرة يد في تكوين هؤلاء فإن أحداً لن يهددها الآن على الأقل”. سألت: ماذا عن السنّة الإيرانيين ألا يشكّلون خطراً عليها. أجاب منهياً اللقاء: “يمكن أن يخلقوا لها مشكلات. وهم على كل حال يقومون بعمليات ضدها كلما سنحت لهم الفرصة (البلوش). لكنها تستطيع مقاومتهم والاستمرار”.
ماذا في جعبة ناشط يهودي أميركي “مرّ” على منظمات يهودية أميركية عدة بعضها مهمته الرسمية الدفاع عن مصالح إسرائيل؟