يتوقّع قطب سياسي أن يتحرّك الاستحقاق الرئاسي عملياً نحو الانجاز بين آذار ونيسان المقبلين، بعد أن تكون رزمة من القضايا والازمات المحلية والاقليمية والدولية المطروحة قد عولجت، أو وضعت على سكة المعالجة.
ويقول القطب نفسه إنّ اوّل هذه القضايا الأزمة السورية التي دخلت فصلاً جديداً من المعالجة السياسية عبر المبادرة الروسية، فصحيح انّ اجتماع «موسكو ـ 1» لم يسفر عن نتائج ملموسة، وانّ حضور المعارضة السورية لم يكن كاملاً، وانّ بعض الاطراف المعارضة التي شاركت فيه شكّكت بجدواه، ولكنه سجّل للمرة الاولى اوّل اجتماع وتحاور مباشر بين النظام والمعارضة يُبنى عليه لإنجاح موسكو ـ 2 المقرر مطلع آذار المقبل، الذي يتوقع ان يكون حضور المعارضة فيه أكبر وأشمل.
امّا القضية الثانية، فهي تلك التي أفرزتها المواقف الاخيرة للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله التي أرسَت قواعد اشتباك جديدة بين المقاومة وإسرائيل، وتفرض على المجتمع الدولي عموماً، والولايات المتحدة الاميركية خصوصاً التحرّك للَجم اسرائيل عن اعتداءاتها وعمليات الاططياد في «المياه الاقليمية العكرة»، اذا جاز التعبير، والتي قد تؤدي الى حرب اقليمية تطيح الاستقرار اللبناني الذي تشدد العواصم الاقليمية والدولية الفاعلة على وجوب الحفاظ عليه.
ولذلك، فإنّ مواقف السيد نصرالله، ستساهم بشكل أو بآخر في ترسيخ الاستقرار في حال ارتدعَت اسرائيل عن اعتداءاتها لأنّ الحزب لن يبادر الى أيّ حرب إذا لم يُعتدَ عليه. فلقد قال السيّد ما معناه «إننا لسنا هواة حروب ولكننا لا يمكن ان نسكت اذا اعتديَ علينا».
وهذه المواقف ستدفع الولايات المتحدة الاميركية الراغبة بشدة في التوصّل الى اتفاق مع ايران في شأن ملفها النووي، الى لَجم اسرائيل عن اي اعتداءات جديدة على لبنان او سوريا او غيرها.
وثالث هذه القضايا الملف النووي الايراني الذي دخل مرحلة الاتفاق النهائي عليه بين ايران والدول الست. وفي هذا السياق يعتقد القطب نفسه انّ الاتفاق الاميركي ـ الإيراني «النووي وغير النووي» قد حصل، وانّ الادارة الاميركية تعمل على طريقتها لتذليل اعتراضات المعترضين عليه.
ويقول بعض المتابعين لهذا الملف انّ الرئيس الاميركي باراك اوباما قد توصّل خلال زيارته الاخيرة للمملكة العربية السعودية الى توافق مع الجانب السعودي طمأن الرياض بموجبه الى طبيعة الاتفاق الاميركي – الايراني، بدليل انّ الجانب السعودي لن ينفي ما نسبه مسؤول اميركي الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من انه أبلغ الى اوباما انّ بلاده ليس لديها ايّ تحفظات على المفاوضات النووية مع ايران وانّ المهم هو عدم السماح لإيران بإنتاج أسلحة نووية.
فهذا الموقف الملكي السعودي الذي يتوقع ان تتلقّفه طهران لتطوير علاقتها بالرياض قريباً، يَنمّ عن انّ اوباما أقنع الجانب السعودي بمضمون الاتفاق الاميركي – الايراني وأظهر له كيف انه يراعي مصالح الولايات المتحدة الاميركية والممكلة على حد سواء ولا يشكّل خطراً مستقبلياً على السعودية وشقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي.
علماً انّ واشنطن والرياض تدركان انّ طهران ليست في وارد تصنيع اسلحة نووية، إذ إنّ هناك التزامات قطعتها بهذا المعنى للدول الست التي تتفاوض معها، وكذلك للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ناهيك عن انّ هناك فتوى شرعية لمراجع دينية شيعية كبرى، وفي مقدمها المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي، تحرّم تصنيع السلاح النووي او الاستحصال عليه واستخدامه، فكيف لطهران أن تخالف هذه الفتاوى.
وفي ضوء هذه القضايا الثلاث، تُنتَظر تطورات إيجابية في الاسابيع المقبلة ستنعكس على لبنان الذي ينعم حالياً بـ»بركة» الحوار الجاري بين حزب الله وتيار «المستقبل» والعامل على إطفاء نار التوتر المذهبي وترسيخ الاستقرار الامني في البلاد.
ولا يستبعد القطب السياسي نفسه ان يكون اوّل غيث الانفراج اللبناني الشروع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي عملياً بين آذار ونيسان المقبلين، بحيث تكون العلاقة السعودية ـ الايرانية قد تطورت إيجاباً في ضوء ما تكون كاسحة الالغام الاميركية المكلفة قد مهّدت الطريق الى الاتفاق النهائي مع ايران في حزيران المقبل.
بعض السياسيين الظرفاء يقول انّ الرئيس السابق ميشال سليمان كان «عشرينياً»، أي أنه انتخب في جلسة نيابية كان رقمها عشرين في عداد الجلسات الانتخابية الرئاسية التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري عام 2008، والرئيس العتيد قد يكون «عشرينياً» ايضاً، فالجلسة المقررة في 18 شباط الجاري رقمها 19، والأرجح انّ الجلسة العشرين ستكون في آذار «الغدّار»…