في ضوء المواقف العونية التصعيدية التي برزت بشكل واضح عقب جلسة مجلس الوزراء على أثر فشل مجلس الوزراء تعيين بديل للامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء الركن محمد خير، وفي إنتظار الموقف الذي سيعلنه تكتل الاصلاح والتغيير بعيد اجتماعه اليوم من التطورات والمستجدات الراهنة لا سيما من موضوع التعيينات العسكرية عشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل والمتضمن جدول اعمالها موضوع تعيين رئيس للجامعة اللبنانية وهو بند يخص وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب توقعت مصادر وزارية بارزة «للواء» مقاطعة وزراء تكتل الاصلاح والتغيير الجلسة، ولكنها استبعدت أن يتضامن معهم وزيرا «حزب الله» حسين الحاج حسن ومحمد فنيش معتبرة أن الاجواء لا توحي بذلك، من هنا لم تتوقع المصادر البت في موضوع تعيين رئيس الجامعة في غياب الوزير المعني بالملف.
وإذ لفتت المصادر الى ان جلسة الخميس ستكون جلسة عادية لبحث جدول أعمال عادي ولن يُطرح خلالها أي ملف يتعلق بالتعيينات العسكرية، بإعتبار أنه لا يزال هناك وقت لبحث موضوع قائد الجيش وتعيين رئيس الاركان، توقعت المصادر ان يبدي رئيس مجلس الوزراء تمام سلام انزعاجه من المواقف العونية في حال مقاطعتهم الجلسة. ولكن في المقابل تؤكد المصادر الى أن الحكومة باقية شاء من شاء وأبى من أبى والجميع يعلم ذلك بحيث ان لا بديل عنها في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي يمر بها البلد وفي ظل الشغور الرئاسي الذي يعاني منه جميع الاطياف منذ أكثر من سنتين.
ورغم اعتبار المصادر بأن ما جرى في جلسة الخميس الماضي كان بمثابة مسرحية مكشوفة، رأت المصادر الوزارية أن وزراء التكتل لم يقوموا بالتصرف الصحيح والحكيم، عندما صوتوا على اسماء الضباط التي طرحها نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، بل هم سجلوا خطأ واضحاً من خلال تصويتهم خصوصا أن سيناريو التمديد كان واضحا للجميع.
ولفتت المصادر الى أنه كان بالاحرى بمن صوت على الاسماء التي طرحت أن يرفض إقتراح مقبل من الاساس، بإعتبار أن لا سير ذاتية وزعت على الوزراء قبل الجلسة للضباط، وأشارت المصادر الى ان كان لدى الوزراء عندها حجة بأنهم لم يطلعو مسبقا على الاسماء وعلى السير الذاتية للضباط الثلاثة، وكان بإمكانهم طلب المزيد من الوقت لدراسة الموضوع ، وبهذا التدبير كان بالامكان تعطيل موضوع التصويت والوصول الى ما تم الوصول اليه من فشل نيل أحد الاسماء ثلثي أصوات الوزراء، حتى ولو رفض مقبل ذلك بإعتبار أن الوقت أصبح ضاغطا ولا بد من حسم الموضوع قبل 21 آب، فكان بالامكان الضغط على وزير الدفاع ورئيس الحكومة لتعيين جلسة استثنائية قبل هذا التاريخ لبت الموضوع.
إذاً تبقى كل التكهنات والتوقعات مفتوحة بإنتظار الموقف العلني الذي سيتم الاعلان عنه من قبل تكتل الاصلاح والتغيير.
من جهة ثانية، إستقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أمس في السراي السفيرة الاميركية لدى لبنان اليزابيت ريتشارد، وجرى عرض للاوضاع والتطورات في البلاد.
وكان التقى وزير الدولة الالماني للتعاون الإقتصادي والتنمية فريديريتش كيتسشلت يرافقه السفير الألماني لدى لبنان مارتن هوث، وتناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما استقبل وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، وبحث معه في التطورات وشؤون وزارية.
والتقى ايضاً، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي وبحث معه في الاوضاع العامة.
إثر اللقاء، أعلن مخزومي أنه «وضع الرئيس سلام في أجواء اللقاءات التي أجراها خلال جولته في أوروبا». ولفت إلى «أن الجو العام راض عن الحكومة وعن الرئيس سلام، خصوصا أنه أثبت قدرة على ضبط الأوضاع داخل الحكومة».
ومن زوار السراي اليوم رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد.