بين المقابلة المباشرة لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، والاطلالة المسجلة للامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، والحوار المنتظر لرئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، عشية القمة الاميركية – الفرنسية المتوقعة في باريس، حيث يحضر الملف اللبناني طبقا اساسيا على طاولتها، توزع اهتمام اللبنانيين القلقين من التطورات السورية وسرعة تدحرجها، بعدما بات الثوار على بعد “رمية حجر” من الحدود الشمالية – الشرقية، وانعكاس ذلك على الوضع الداخلي، كما على اتفاق وقف النار بين لبنان و”اسرائيل”.
واذا كانت اطلالة “اللقلوق” بما حملته معها من مواقف، قد ظهرت بمثابة رد على كلام حارة حريك، الا انها في الواقع كما الاخيرة، قد حملت معها الكثير من الرسائل الى الداخل والخارج، وبينت عمق الخلاف السياسي المتحكم بوجهات النظر حول مستقبل البلد من رئاسة الجمهورية، الى ادارة البلد والدولة، بكل مؤسساتها، بعد “النكبات” التي حلت بها منذ تفجير المرفأ.
غير ان الاكيد، وفقا للمتابعين لمواقف الاطراف المختلفة، والتي تظهرت بوضوح يوم امس، يتبين اختلاف اولويات الاهتمام، وبالتالي “مفاتيح” الحلول، ففيما ركز الشيخ نعيم قاسم على آلية الحلول المؤقتة لازمة التهجير والمهجرين من منازلهم وقراهم، في انتظار تدخل “الدولة والاصدقاء العرب”، اعاد صهر الرابية التأكيد على اولوية انتخاب رئيس للجمهورية، كباب اساسي لانتظام الحلول.
وفي هذا الاطار، تكشف اوساط سياسية متابعة الى ان ثمة على ما يبدو اتفاقا ضمنيا بين تحالف المعارضة – “التيار الوطني الحر” الى الذهاب بجهاد ازعور كمرشح رئاسي لجلسة التاسع من كانون الثاني، في ظل عودة الثنائي الشيعي ومن معه من نواب المحور الى السير بترشيح سليمان فرنجية، بعد ليونة كانت قد ظهرت خلال الشهر الماضي اوحت بخلاف ذلك.
واقع دفع بمصادر متابعة الى ابداء مخاوفها من ان يكون كلام مستشار الرئيس الاميركي مسعد بولس، قد خلط الاوراق من جديد، بعد ان كان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان قد “حشر” الجميع في زاوية تحديد جلسة انتخاب، اختلفت شروطها ومعادلاتها بالكامل، مع تأكيد احد سفراء “الخماسية” ان “البروفيل الرئاسي” قد تغير اليوم، فما كان يصلح قبل الحرب لم يعد يصلح بعدها، وبالتالي أصبحت الحاجة إلى رئيس غير محكوم وقادر على التواصل مع الجميع، أما الرئيس الذي لا طعم له ولا لون فهو أمر غير مطروح أبداً.
وتتابع المصادر، بان طرح “البياضة” في ما خص ترشيح “حكيم معراب” هو مناورة لعدة اسباب، اهمها ان جعجع نفسه يدرك ان حظوظه الحالية تلامس الصفر، فضلا عن انه لن يقدم رأسه على مذبح بعبدا في تكرار لتجربة العماد ميشال عون، والاهم ان الظروف الخارجية ليست في مصلحته اليوم.
وختمت المصادر بان المعادلة التي وضعها الاميركيون، وتبلغها كل من جعجع وباسيل واضحة، وساهمت الى حد كبير في تخفيف الاحتقان الموجود بين الطرفين، اذ وفقا لواشنطن، ستكون الكلمة الاساس في الاستحقاق للاطراف المسيحية، بحيث لا رئيس يستفز ميرنا الشالوحي، ولا رئيس ترفضه معراب، وفقا لما يفكر به البعض لجهة عزلها، وهو ما بدا واضحا في كلام باسيل الذي اوصل رسالة واضحة للمحور، بانه لن يسير باي مشروع عزل لمعراب، لما لذلك من اضعاف للمسيحيين.