IMLebanon

لا انتخاب رئيس للجمهورية قبل اتفاق أميركي – إيراني

 

 

لا نبالغ عندما نقول إنه لن تتم عملية انتخاب رئيس للجمهورية قبل أن يكون هناك اتفاق بين أميركا وإيران..

 

لا نقول هذا الكلام لأننا من المعجبين بسياسة أميركا، كما اننا لسنا معجبين بسياسة إيران، لأننا نعتبر ان الدولتين لا تريدان الخير للمسلمين ولا للعرب في الوقت نفسه، والدليل على ذلك واضح. فعلى سبيل المثال لا الحصر، إنّ النظام الايراني الجديد الذي يدّعي انه مع العرب، وضد إسرائيل، والذي أنشأ ما يسمّى بـ»فيلق القدس»، الذي يهدف الى تحرير القدس -كما ادّعوا- وعُيّـن على رأسه اللواء قاسم سليماني من الحرس الثوري، فكان أوّل عمل قام به شن حرب استمرت 8 سنوات ضد العراق تحت شعار «التشييع»، إذ ان نظام «الملالي» همّه الأساسي هو «التشييع» وليس رفع شعار تحرير القدس الذي لم يكن إلاّ شعاراً يلْهي به الشعوب الاسلامية التي لم ولن تقبل إلاّ أن تكون القدس تحت الوصاية العربية.

 

من ناحية ثانية، وبدل أن يعلن نظام «الملالي» محاربة إسرائيل واسترجاع ولو متر من الأراضي الفلسطينية العربية، يتباهى ويعلن وعلى لسان مرشد الجمهورية  الاسلامية الايرانية انه يحتل ويسيطر على أربع عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت. فكيف يمكن لنظام يعادي العرب أن تكون نيّته محاربة إسرائيل؟

 

لذلك، فإننا مع ما يقوله سيّد بكركي فيدعو مجلس النواب الكريم كي يقوم بواجبه وينتخب رئيساً للجمهورية، ويكرّر أقواله في عظة كل يوم أحد.

 

وكذلك، فإنّ سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان لا يترك مناسبة إلاّ ويكرّر دعوته للمجلس النيابي أن يقوم بواجبه أيضاً… ولطالما دعا المطران الياس عودة في القداديس النواب الكرام لانتخاب رئيس جديد للبلاد والقيام بواجبهم.

 

أختصر لأقول للجميع: على من تقرأ مزاميرك يا داود؟

 

وللتأكيد على ان هذا الاستحقاق لا يتم إلاّ عندما يقرّر الاميركيون أن يأمروا الايرانيين بالسماح لـ»الحزب العظيم» بالذهاب للانتخابات.

 

هذا ما جرى يوم انتخاب ميشال عون حيث بقيَت البلاد لمدة سنتين ونصف السنة من دون رئيس حتى وافقت أميركا وأعطت أوامرها لنظام الملالي الذي بدوره أمر الحزب  بالذهاب الى الانتخاب.

 

وهناك مثل قريب جداً وأوضح، وهو الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية. إذ بقيَت المفاوضات بين إسرائيل ولبنان أكثر من عشر سنوات ولكن من دون الوصول الى أي اتفاق، ولكن عندما قرّرت أميركا أرسلت مندوبها الخاص «مستر آموس هوكشتين» الذي أنجز المهمّة خلال عشرة أيام.

 

هذا مع العلم ان السيّد حسن، قبل مجيء هوكشتين، كان يهدّد إسرائيل بأنه يملك 150 ألف صاروخ و100 ألف مقاتل، وأنه سيدمّر ما بعد «كاريش» وما بعد بعد حيفا، لو تجرّأت إسرائيل وبدأت باستخراج الغاز من حقل «كاريش». وبعد الأوامر الأميركية تمّ الاتفاق، وبدأت إسرائيل باستخراج الغاز من الحقل المذكور، وبدأت تصدّر الغاز الى أوروبا.

 

أظن ان كل هذا الكلام وكل تلك التهديدات هي للاستهلاك المحلي لا أكثر ولا أقل، فالحل عند أميركا فقط لا غير.