مع اقفال باب الترشيحات عند حدود الالف ، ارتفعت وتيرة المشاورات السياسية خلف الكواليس، وأبرزها بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية فيما رجح عقد اجتماع «انتخابي» أيضا بين رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا لحسم النقاط التي ما زالت عالقة، سجلت وزارة الداخلية اللائحة الانتخابية الاولى التى ستخوض الانتخابات النيابية في دائرة صور – قرى صيدا والتي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه برّي، فيما كان نجم الترشيحات الطلب الذي تقدم به وكيلو المعتقل في ايران نزار زكا.
وفيما ينتظر ان تبين الساعات المقبلة الصورة الأولية عن الاستحقاق المرتقب، واذا كان رئيس الحكومة قد نجح في لعبها جيدا مع الثنائي المسيحي، تاركا له اختيار هوية المرشح المسيحي في المنطقة حيث السنّة أكثرية والمسيحيون أقلية،ناقلا المعركة الى داخل البيت المسيحي، فان الحليف الشيعي خالف كل توقعات التيار البرتقالي، حيث جاء ترشيح ابن البقاع الشيخ حسين زعيتر في جبيل من دون استشارة العونيين، وذهاب حارة حريك نحو تشكيل لائحتها الخاصة في كسروان – جبيل، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ما دفع برئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الى التصعيد في وده حزب الله وصل حدود التحذير من ان من «بهيدا البلد يللي بدّو يمارس إنّو هوي أكثرية بدّا تِقلب عليه الإيام».
وفي هذا الاطار علم ان اتفاقا مبدئيا حصل بين «الثنائي الشيعي» والتيار الوطني الحر في ثلاث دوائر انتخابية: بيروت الثانية وبعبدا والبقاع الغربي، رغم بروز عقبات يجري العمل على حلها حيث يرفض حلفاء حزب الله في البقاع الغربي التنازل للتيار عن المقعدين الماروني والارثوذكسي، كما ان الحزب القومي اعترض على استبدال مرشحه في بيروت الثانية بمرشح التيار الوطني الحر. في وقت توقعت الماكينة الانتخابية التابعة للتيار الوطني الحر في دائرة الشمال الثالثة ان يحصل رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل على ما يناهز 14 ألف صوت انتخابي في منطقة البترون، ما يضعه في الصدارة.
واعتبرت مصادر متابعة ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوازن بعلاقته مع النائب وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان، واعتبرت المصادر انه من الممكن جداً ان يتحالف الديموقراطي اللبناني مع الوطني الحرّ في دائرة الشوف – عاليه خصوصاً ان الاجتماعات بين الطرفين تتكثف للوصول الى قواسم مشتركة.
اما على صعيد القوات اللبنانية – المستقبل فتكشف مصادر مقربة من الاتصالات الجارية بين الطرفين ان شيئا لم يتغير في منطق التفاوض عما قبل زيارة الرئيس الحريري للسعودية فالرئيس الحريري هو نفسه قبل وبعد، مؤكدا ان خلاصة لقاءات الساعات الماضيـة بينت ان التحالف الاستراتيجي قائم ومستمر، يخـضع لنقـطتين: طبيعة القانون الانتخابي الذي يمنع قيام تحالفات كبيرة وشاملة، والعملية الحسابية التي نُجريها لكل دائرة، على ان يكون «الافتراق» منظما ومدروسا، كاشفة ان الاتفاق بات شبه منجز في ما خص دوائر زحلة، بعلبك – الهرمل، والشمال الثالثة (بشري -الكورة – زغرتا والبترون).
وكشفت المصادر ان وزير الاعلام حمل الى لقائه مع الرئيس الحريري امس في بيت الوسط عرضاً قواتياً يتضمّن خريطة تحالف بينهما في بعض الدوائر، فاستمهل «المستقبل» «القوات» 24 ساعة لدرس العرض وجوجلة الاراء قبل اتّخاذ الموقف النهائي، على ان يزور وزير الثقافة غطاس خوري معراب في الساعات المقبلة للقاء جعجع ليسلّمه جواب «المستقبل»، على ان يتوّج التفاهم الانتخابي بلقاء طال انتظاره بين الحريري وجعجع يرجح عقده قبل 14 آذار الموعد المضـروب قواتيـا لاعلان اسماء المرشّحين القواتيين والبرنامج الانتخابي، واصفة لقاء بيت الوسط بالايجابي الى ابعد الحدود، حيث تم وضع استراتيجية سياسيـة وانتخـابيـة للمرحلة المقبلة، يتم خلالها التوافق على امكانية التحـالف في الدوائر المشـتركة، في موازاة التوافق القـائم ما بـين «المستقبـل» والتـيار الوطني الحرّ.
وعلى هذا الصعيد علم ان لائحة القوات اللبنانية في المتن الشمالي باتت شبه مكتملة وهي تضم: جيزال هاشم زرد، إيدي أبي اللمع ،رازي الحاج (موارنة)، ميشال مكتف (كاثوليك)، جيسيكا عازار و لينا مخيبر((ارثوذكس)، ارا كيونيان عن الرمغفار (أرمني)، فيما يبقى الباب مفتوحا على التفاوض على المقعد الماروني الرابع.