IMLebanon

معركة الرئاسة انطلقت من موسكو… وما بعد الإنتخابات ليس كما قبله

 

دخل لبنان في مرحلة مفصلية على أبواب إجراء الإنتخابات النيابية، في ظل تساؤلات تُطرح من أكثر من جهة رسمية وسواها، ماذا بعد الإنتخابات؟ وكيف سيكون وضع البلد المنهار، والذي يشهد أزمات متفاقمة إجتماعياً ومعيشياً ومالياً؟

 

ورداً على هذه التساؤلات، وفي خضم ما يحصل على الساحة المحلية، يُكشف من متابعين لمسار الأوضاع، بأن أكثر من مرجعية سياسية تؤكد في مجالسها بأن الإنتخابات، ومهما كانت النتائج، قد باتت واضحة في معظم الدوائر من خلال الضالعين بالإستحقاق، إنما المعركة الأبرز هي الإنتخابات الرئاسية، حيث أكدها زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية عندما تحدّث بأن حظوظه كبيرة، ومن الطبيعي ان ذلك مبنيّ على معطيات ومؤشّرات استقاها فرنجية من خلال حراكه السياسي الخارجي.

 

وهنا ثمة معلومات، بأن الزيارة الأخيرة التي قام بها فرنجية إلى روسيا كانت رئاسية بامتياز، ما ظهر جلياً من خلال ما تم تسريبه عن اللقاءات التي أجراها مع كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف، عندما لفت وزير الخارجية الروسي، إلى أن فرنجية حليف وصديق لروسيا الإتحادية، ويتمتّع بالمواصفات التي تخوّله لأن يكون رئيساً للجمهورية، باعتبار أن علاقاته مع الأطراف اللبنانية على اختلافها جيدة، إضافة إلى أنه يحظى بصداقات عربية، مما لا يشكل عائقاً له كرئيس مقبل للجمهورية اللبنانية، وإن كانت موسكو لا تتدخّل بهذا الإستحقاق، أو بأي شأن لبنان داخلي .

 

وما أكده لافروف وبوغدانوف، يدلّ، ومن خلال هذه المواقف الصادرة عن مرجعية روسية رسمية أساسية، على أن هذا الإستحقاق بدأ يطلّ برأسه، إضافة إلى ضرورة قراءة أن يزور زعيم «المردة» موسكو لمرتين متتاليتين وفي غضون أشهر قليلة، مع ضرورة التمعّن بما يربط روسيا بسوريا وحلفاء دمشق في لبنان، كذلك الصداقات الروسية مع عدد من زعامات ورؤساء أحزاب ومرجعيات سياسية وحزبية لبنانية، معظمها كان ينضوي في فريق 14 آذار».

 

من هنا، فإن ما بعد الإنتخابات، يتوقّع وفق المؤشّرات الراهنة، أن ينطلق قطار الإستحقاق الرئاسي بقوة، مع أجواء عن صعوبات تكمن في خلاف بعبدا ـ بنشعي، وكذلك بين ميرنا الشالوحي و»المردة»، على اعتبار أن رئيس الجمهورية وتياره السياسي لا يرغبون أو يدعمون فرنجية في معركته الرئاسية، ولكن هذه المسألة لن تؤثّر في حال كان هناك إجماع دولي وإقليمي، وإن كان من المبكر الخوض في هذه المسائل، إنما وبالعودة إلى ما بعد 15 أيار، فإن حركة اصطفافات سياسية وحزبية سيشهدها البلد، على خلفية ما واكب الإستحقاق الإنتخابي وخلفياته، وكل الإشكاليات التي حصلت حتى داخل الفريق السياسي الواحد، لذلك، ثمة حديث بدأ يتسرّب عن تكتل نيابي مستقلّ، إضافة إلى أن الأحزاب التي باتت خارج الندوة النيابية، أو من لديها عدد ضئيل من النواب، ومعهم قوى سياسية وحزبية ومستقلين، سيكون لهم جبهتهم وتحالفاتهم، بمعنى أن الواقع السياسي سيكون ما بعد الإنتخابات ليس كما قبلها، وبشكل مغاير كلياً.

 

لذا، وفي هذا السياق، ينقل بأن أكثر من مرجعية سياسية وخلال المهرجانات الإنتخابية والمواقف التي صدرت من هذا الطرف وذاك، كانت رسائل رئاسية أي هناك أجواء عن تصفية حسابات ستتحوّل إلى تصعيد غير مسبوق ما بعد الإستحقاق الإنتخابات عبر قطع الطريق على هذا المرشح وذاك، أي العهد والتيار الوطني الحر من جهة، وخصومه والمرشحين للرئاسة من جهة أخرى.