IMLebanon

برودة في الدور الروسي لهذه الأسباب… والدور الفرنسي يتقدّم 

 

 

أُسدِل الستار عن الإستحقاق الرئاسي في العام الحالي، وبات محسوماً أنه ليس هناك أي جلسة سيحدّدها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في ما تبقى من هذا العام، ولكن الإتصالات الدولية والعربية جارية على قدم وساق، من أجل التوصل إلى حلول تؤدي إلى انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، ربطاً بالقلق المتعاظم على خلفية الأحداث الأمنية المتنقلة، والتي تعتبر العامل الأخطر في مثل هذه الظروف التي يمر بها البلد.

 

في غضون ذلك، فإن الأنظار تتّجه إلى الدول التي تعمل على إنضاج التسوية، وفي طليعتها فرنسا، التي أضحت من أبرز المولجين بالملف اللبناني، وهذا يظهر بوضوح من خلال ما يقوم به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من دور إستثنائي على هذا الصعيد عبر جولاته ولقاءاته، وحيث يعوّل كثيراً على الأيام المقبلة، في ظل بعض الإستحقاقات التي ستكون على أجندته، وحيث الإستحقاق الرئاسي عنوان أساسي في المباحثات التي سيجريها مع رؤساء الدول الذين لهم صلة بالشأن الداخلية.

 

وفي هذا الإطار، وفي غمرة الحراك الخارجي، هنالك سؤال يطرحه البعض عن الدور الروسي المنكفئ عن الساحة اللبنانية، بعدما سبق لموسكو أن لعبت دوراً بارزاً في مرحلة معينة من خلال زيارات قام بها مسؤولين لبنانيين إلى العاصمة الروسية، إلى ديبلوماسية نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، حيث كان من المقرّر أن يزور بيروت، لكنه عدل عن هذه الزيارة لجملة اعتبارات، وفق المطلعين على السياسة الروسية، وذلك مردّه إلى الحرب على أوكرانيا، والتي تشغل موسكو والعالم بأسره، إضافة إلى أن بوغدانوف، ومن خلال خبرته بالملف اللبناني وخصوصية هذا البلد، لا يرغب في القيام بزيارة قبل أن ينتخب رئيس الجمهورية وتشكل الحكومة الجديدة، كي لا تُصنّف زيارته في خانة التدخل بهذه الإستحقاقات، لا سيما وأن روسيا تربطها علاقات وصداقات في لبنان، ومن مختلف الإتجاهات السياسية.

 

وتضيف المصادر، كاشفة بأن موسكو لا تتدخل في الإستحقاق الرئاسي، أو لديها أي مبادرة في هذه المرحلة، ولكن ليس خافياً على أحد أنها على صداقة قوية مع رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، في وقت علم أن أحد الموفدين من قبل مرشح بارز زار العاصمة الروسية، ودون ذلك، ليس هناك من أي موقف أو مبادرة روسية في ما يتصل بالإستحقاق الرئاسي والملف اللبناني بشكل عام، بل هناك مساعدات تتمثل بباخرتي نفط وقمح ستصلان إلى بيروت في وقت ليس ببعيد، وذلك، ما تتابعه السفارة الروسية في العاصمة اللبنانية، ناهيك إلى إعادة تسيير خط الطيران المدني بين بيروت وموسكو مباشرة، كما كانت الحال قبل الحرب مع أوكرانيا، إنما ثمة عوائق لوجستية على خلفية سياسية بفعل العقوبات المفروضة على موسكو، ما أدى إلى أن يكون هناك محطة لشركة «إيروفلوت» الروسية، على خلفية تزويد شركة الطيران هذه بالوقود، والأمور هي موضع مواكبة ومتابعة، وباتت في لمساتها الأخيرة.

 

وأخيراً، وأمام برودة الدور الروسي، وتفاعل الحركة الفرنسية، فإن الإستحقاق الرئاسي باتت صناعته خارجية بامتياز، والملف اللبناني إلى التدويل بعد الإخفاقات الكبيرة للأطراف والقوى السياسية والكتل النيابية، واستحالة انتخاب رئيس بإجماع داخلي، ما يؤكد بأن الترقّب هو سيد الموقف لما ستكون عليه هذه المساعي والتحركات من قبل الرئيس ماكرون وسواه من العاملين على إنضاج التسوية التي انطلقت في غير اتجاه، وإنما، وهذه مسألة محسومة، ليس ثمة ما يؤكد بأن انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية أضحى قريباً، أو أن التسوية أضحت جاهزة.