غالبية القوى المعنية تتفق على أن لا رئيس جمهورية في المدى المنظور. لا مجلس النواب قادر على التوافق حول المرشح، ولا الدول المعنية وضعت لبنان على جدول اهتماماتها بعد. حتى «حزب الله» يقف على حافة الإنتظار ريثما تتضح الرؤية ومصادره تعتبر أنّ الكلام الجدي سينطلق بعد فترة الأعياد. حينها فقط يتحدّد مصير الإنتخاب بالورقة البيضاء، ويرتفع مستوى الجدية في الإتفاق بين الحلفاء على المرشح الرئاسي.
لبنان المتعطّش لأي كلمة سر أو إشارة تأتيه من الخارج، حمل المسؤول الأميركي دايفيد هيل على «الراحات»، وأحاطه بكرم الضيافة مع العلم أنّ المسؤول الأميركي السابق قصد لبنان للطلب من أصدقائه من المتموّلين اللبنانيين دعم مركز الأبحاث الذي تسلّم إدارته. خلف الكواليس لم يزد هيل على موقفه جديداً، نصح اللبنانيين بأن عليهم اختيار رئيسهم بأنفسهم.
تؤكد مصادر وزارية رسمية أنّ الملف الرئاسي لا يزال غير مدرج على اهتمام دول القرار المعنية، وأن لا أسماء متبناة من هذه الدول والحراك الخارجي لم يبدأ فعلياً بعد. وتنقل مصادر سياسية زارت الدوحة بعيد زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون بساعات أن قطر، وخلافاً لما يتم تداوله، ليس لديها مرشح للرئاسة وهي لم تدخل بالأسماء إلّا من باب الإستيضاح عن المرشحين المحتملين وليس على قاعدة تبنّي أيّ منهم. وقالت المصادر إن المسؤولين يكتفون بطرح الأسئلة والإستفسارات حول شخصيات مرشحة من دون تبنّي أيّ منها.
بين سليمان فرنجية وجوزاف عون لا مرشح ثالثاً ظاهر حتى الساعة. أمّا في الكواليس فالأسماء كثيرة ولا سيما من بينها التي تخرج من دوائر بكركي وكان آخرُها تداولاً اسم الدكتور عصام سليمان.
على حدّ قول المصادر فإنّ حظوظ فرنجية تتقدّم على حظوظ عون، بالنظر إلى الصعوبات التي تعتري ترشيح الأخير، في وقت لن يكون فيه سهلاً طرح التعديل الدستوري لانتخاب قائد الجيش جوزاف عون حيث تنقل مصادر نيابية أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يرفض تصويت كتلته النيابية على اقتراح تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش، وأنّه وعلى عكس ما تصوّره الماكينات الإعلامية فإنّ ترشيح عون ليس مسهلاً وأن الدول المعنية بملف الرئاسة سواء منها العربية أم الغربية لم تدل بدلوها بعد، بل هي تكتفي بالتأكيد على تمرير الإستحقاق بانتخاب الرئيس ما يعني أن لا مرشح لديها وأن المرشح أياً كان فالرئيس حكماً لن يكون معادياً لدول القرار. لكنّ آخرين يقولون إنّ الخلاف بين باسيل وفرنجية سيجعل «حزب الله» في حلّ من الإثنين وقد يصبّ ذلك في صالح ترشيح قائد الجيش وفق تسوية معينة يتم العمل عليها إقليمياً ودولياً.
في هذا الوقت تنقل مصادر موثوقة عن مرجع رسمي كبير قوله إنّ السعودية والولايات المتحدة الأميركية أبلغتا الفرنسيين بعدم اهتمامهما برئاسة الجمهورية في لبنان. وتمضي المصادر قائلة إن السعودية أبلغت المعنيين بأنّها مهتمة بتقرير اسم رئيس الحكومة قبل رئيس الجمهورية، أما الأميركيون فقد أبلغوا الفرنسيين أنّهم يتركون لفرنسا أن تهتم بالأمر. ما يعزّز مقولة إنّ أميركا كما السعودية لم تتدخلا في لعبة الأسماء بعد، لا لجهة دعم فرنجية أو قائد الجيش بشكل صريح وواضح ولو أنهما لم ترفضا ترشيحهما بعد، ولكن الأهم هنا أن عدم تدخلهما يعني أن لا رئيس جمهورية في المدى المنظور.