Site icon IMLebanon

اسم الرئيس تفصيل

 

 

الزمن زمن انتخابات رئاسيّة، أو هكذا يجب أن يكون منذ أيلول 2022. لا شكّ أنّ حالة الرئيس السابق ميشال عون شكّلت ظاهرة خلافيّة إستثنائيّة منذ أيلول 1988، وهي حالة لن يتوقف الحديث عنها لسنين طويلة. ما يعنينا اليوم هو مراجعة ولاية عون الرئاسيّة لنتبيّن نتائجها فيَتَقَرَّر إذا ما كان علينا إكمال الحُكُمِ بالنهج ذاته أو القطع معه وسلوك طريق آخر.

 

لا يختلف إثنان على حجم التمثيل الشعبي والنيابي الذي كان يَتَمَتَّع به عون يوم انتخابه رئيساً للجمهوريّة، وقد أجمع على وصوله معظم المكوّنات المسيحيّة والاسلاميّة مع تأييد دوليّ وعربيّ ملحوظ. ولا يختلف إثنان على أنّ عهد الرئيس عون كان عهد الانهيار غير المسبوق في تاريخ لبنان، حتى في أقسى أيام مآسيه، وصحّت فيه مقولته «رايحين على جهنّم» وقد بتنا على أبوابها.

 

إلّا أنّ الناس تختلف على أسباب انهيار عهد الرئيس عون. فمنهم من قال إنّه حاول الإنجاز لكنّهم «ما خلّوه»، بالرغم من أنّه الرئيس القوي، وفي هذا القول إهانة، ومنهم من قال إنّه فشل لأنّه تورّط مع «يلّي ما خلّوه»، وفي هذا القول إدانة. في السياق، كان لافتاً تصريح مرشّح بارز للرئاسة من على درج بكركي عندما قال: «انا الوحيد يلّي بقدر جيب شي من حزب الله وسوريا».

 

السؤال هُنا بشقّين:

 

هل هذا الكلام يعني أنّ «حزب الله» وسوريا مُساهِمَان بخراب لبنان، ما يعني بالتالي أنّ «حزب الله» وسوريا يأخذان لبنان رهينة ويَمنَعانه من الخروج من جهنّم؟ وهل هذا يعني أنّ مار مارون «براد» واتفاق مار مخايل وعلى مدى 18 سنة، لم يقدّما شيئاً للبنان؟

 

بين لبنان وسوريا مجموعة ملفّات عالقة نُورِدُ بعضها: قضيّة المفقودين والمعتقلين في السجون السوريّة. ترسيم الحدود البحريّة شمالاً. ترسيم الحدود البريّة شمالاً وشرقاً. الاعتراف بلبنانيّة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر. عودة النازحين السوريّين الى بلادهم بعد انتفاء سبب نزوحهم…

 

وبين الدولة اللبنانيّة و»حزب الله» ملفٌّ واحدٌ عالق، لكنّه ملفّ بتفرّعات كثيرة، وهو ملفّ خروجِه من لبنان وعلى لبنان وعلى دستوره وحدوده ومؤسساته وقضائه واقتصاده ومصارفه وحريّته وثقافته وفنّه ومسرحه وسياحته ودوره وانفتاحه ورسالته وعروبته وعالميّته… هل ستعطي سوريا ويعطي «حزب الله» لأيّ مرشّح من محوره، أو قريب من محور «الممانعة» ما لم يُعطَ لميشال عون؟

 

الجواب ليس بالبيانات والخطابات، بل بضماناتٍ بطريركيّة عربيّة، خليجيّة، أوروبيّة، فاتيكانيّة، وأميركيّة.

 

ضمانات تؤكّد أنّ الرئيس الذي يتمّ التوافق عليه مع «حزب الله» سيأتي بِـ»بَلَانْكو» الخروج من جهنّم وبمفاتيح خلاص لبنان من الانهيار والعودة به الى ما كان عليه.

 

ما عدا ذلك سيكون من الضعف والجُبن والذمّية والانهزام تغطية الاستمرار في المستنقع ذاته، رئيس جمهوريّة من 8 آذار، ورئيس حكومة غير واضح المعالم، ووزير مال «مُكرّس» للشيعة، وتناتش باقي المواقع بين أركان السلطة المتسلّطة ذاتها، وثلث معطِّل وبيان وزاري «مُمَكْيَج» في ما خصّ المقاومة، مع كلّ ما يعني ذلك من الاستمرار في «المزرعة» بدل العودة الى الوطن.

 

جَرّبنا كلّ محاولات التعايش بين منطق الدولة والّلادولة استنفاداً لكلّ السُبُل لكي لا يعتب علينا أحد، فوصلنا الى القَعر.

 

لن نُلدَغ من الجُحرِ مرّتين. سنناضل لمنع التكرار ولمنع الاستمرار في النهج ذاته. وإذا فشلنا فليحكموا وحدهم وليتحمّل كل نائب وكل مواطن مسؤوليّته أمام التاريخ والضمير، إذا وُجِد.

 

(*) عضو «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»