موقف حاسم لرئيس المجلس في جلسة الخميس
الى السادسة در، خميس “بضهره خميس” إلى أن يكتب الله أمرا كان مفعول. هي باختصار قصة “سيد نفسه” والانتخابات الرئاسية، في مشهد يعكس الحلقة المفرغة التي يدور فيها الاستحقاق في غياب التفاهمات والتوافقات المطلوبة، والمحتاجة إلى حوارات لابد منها، بدل ما يحصل من استخفاف بالعقول وضحك على الدقون.
فوفقا لكل المؤشرات والمعطيات حتى الساعة، في وقت لم تلق فيه دعوة صاحب الغبطة للمؤتمر الدولي آذان صاغية او حتى من يتبناها، فيما الفشل “ضارب طنابو” ليس فقط على صعيد انتخاب رئيس، بل في مختلف الاستحقاقات المرتبطة بما يقوم به ما تبقى من مسؤولين في الدولة، من مستوى رئيس حكومة تصريف اعمال وما دون، يبكون ويشكون وينعون، لسان حالهم “ما عم فينا” “، وصولا إلى المجلس النيابي الذي لا تزال لجانه النيابية المشتركة، في عجز عن إقرار ابسط المطلوب من الخارج في مسيرة الإصلاح والنهوض، وفي مقدمته قانون” الكابيتال كونترول”.
الا ان ما هو شبه مؤكد، أن ملف الرئاسة تحرك بوتيرة غير بطيئة بعد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي حدد مواصفات لا تنطبق إلا على باقة ضيقة جدا توافق عليها حارة حريك من جهة، وبعد قرار رئيس المجلس الهجوم إلى الأمام في جلسة الخميس، وفقا لمصادر عين التينة، في رد مباشر على بكركي والمعارضة واضح ومباشر مفاده ان نصاب الثلاثين غير قابل للنقاش، لاسقاط الجدل حول النصاب المطلوب لجلسات الانتخاب، وان كان سيفتح الامر الجدل حول المطالبة بجلسة نيابية لشرح الدستور ، لا لاستنساب رئيس المجلس في التفسير من جهة ثانية، ما يعني عمليا استمرار ستاتيكو التعطيل الداخلي إلى أن يكتب الله أمرا كان مفروغا، في وقت باتت فيه الجلسات التشريعية في علم الغيب، بعدما تعثر تأمين النصاب لعقدها ، وفقا “للبوانتاجات ” الاخيرة، ما لم تدخل على الخط “بدع وفذلكات” وفقا لاتهامات سيد بكركي.
وفيما كشفت مصادر مقربة من رئيس “تيار المردة” عن وجود تركيبات معينة يمكن التوصل اليها مع النائب جبران باسيل، جاءت زيارة النائب تيمور جنبلاط إلى بكركي لتؤكد الشكوك عن دور ما يلعبه “بيك المختارة”، تتضح معالمه يوما بعد يوم، يقاسمه البطولة فيه “استيذ عين التينة”، خصوصا ان تصريح جنبلاط اضاف قطعة جديدة إلى “البازل” الذي بدأ في تركيبه “زعيم الاشتراكي” من مقر الرئاسة الثانية. فهل اقتنع الراعي بما حمله تيمور من رسائل، ام العكس؟ وهل نرى “البيك” في بكركي بعد الجواب الايجابي؟
هذا المشهد المحزن المبكي من المسرحيات النيابية الهزلية، امتد ليصل الى الحديث عن اقامة “نادي رؤساء الوزراء السابقين” من بين الاموات، وفقا للمصادر، حيث يبدو ان رئيس حكومة تصريف الاعمال يسعى الى لمّ شمل السنّة، فهو من جهة على تواصل يومي مع الشيخ سعد في مقر اقامته، ومن جهة ثانية يعمل على لمّ شمل النواب السنّة في ظل غياب “راع” ، ما يجعلهم حتى الساعة غير ذات تأثير، مشيرة الى ان مؤتمر الاونيسكو وما عناه من تثبيت لاتفاق الطائف، سمح “للميقاتية السياسية” بلعب هذا الدور، خصوصا ان الرئيس الطرابلسي سبق واطلق قبل ايام موقفا كشف فيه عن تمنياته الرئاسية.
وتتابع المصادر بان ميقاتي ، وفي اطار استراتيجيته الجديدة، يحاول تحصين جبهته بمجموعة نيابية بارزة، تحت غطاء “نادي الاربعة”، تجعل منه المرشح الابرز لرئاسة الحكومة في حال فوز مرشحه لرئاسة الجمهورية، في ظل الدعم الدولي الذي يحظى به، وخلو الساحة السنية من اي منافس جدي، والاهم لما هو معروف عنه من قدرة على تدوير الزوايا.