IMLebanon

خلط أوراق محلياً وخارجياً… وعين التينة توعز بالتهدئة 

 

 

لا تنكر أوساط سياسة مطلعة وجود حالة إرباك تسيطر على الإستحقاق الرئاسي على أكثر من خلفية، وذلك مرده إلى الأحداث التي جرت في باريس وتركت تداعياتها على مستوى أوروبا والعالم، ومن الطبيعي أنها تشكل انعكاساً سلبياً على المسار اللبناني، نظراً للدور الذي تضطلع به فرنسا تجاه لبنان. وفي هذا الصدد تشير الأوساط إلى أن الموفد الرئاسي جان إيف لودريان لم يحدد عودته إلى بيروت، على الرغم من أنها كانت في منتصف الجاري، وذلك يعود إلى أكثر من عنوان وسبب، أبرزها أولاً: ترقب التطورات الفرنسية وانحسار أحداث الفوضى وأعمال الشغب في باريس، وثانياً: توافر أجواء موثوقة عن خلافات عميقة داخل «اللقاء الخماسي» ومن الطبيعي أن يترك ذلك تداعياته على مهمة لودريان والإستحقاق الرئاسي، الذي يرتبط بشكل وثيق بالحل الدولي والإقليمي.

 

ومن هنا، فإن هذه الأجواء لا تبشر بحلول قريبة على صعيد التسوية أو انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، وذلك ما تكشفه أكثر من جهة تواكب وتتابع ما يجري رئاسياً، إذ كان اتفاق بأن ينعقد «اللقاء الخماسي» قبيل عودة لودريان إلى بيروت وزيارته المملكة العربية السعودية، إلاّ أن عدم التوافق والتباينات حول شخصية الرئيس تُبقي الأجواء ضبابية، وهذا ما تؤكده الأوساط، التي تكشف عن عدم وجود أي حل قريب على الصعيد الرئاسي إلاّ في حال حصل اتفاق بين الدول الخمس وبغطاء إقليمي، في ظل معلومات بأن يصبح «اللقاء الخماسي» لقاء «الخمسة زائد واحد»، وانضمام إيران إليه.

 

ولذلك ثمة خلط أوراق على صعيد الرئاسة، تضيف الاوساط، ومن شأن الحوار الجاري اليوم بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، والذي يُعتبر بمثابة الحدث الأبرز، إضافة أجواء إيجابية على الصعيد اللبناني، بمعنى أن لا تعرقل واشنطن أي اتفاق على الرئيس العتيد، كما فعلت في محطات سابقة. ولكن تنقل الأوساط عن مطلعين على بواطن الأمور، بأن معالم الحوار بين واشنطن وطهران، لم تتبلور وقد تحتاج إلى وقت طويل.

 

وعلى الصعيد المحلي، تقول الاوساط، ان الأمور لا زالت مكانها والجميع يدعو للحوار، ويؤكد على أنه قادر على حسم خياراته من دون إضافة أي شيء جديد، ولكن أجواء عين التينة ووفق الأوساط نفسها، تفيد بمناخ ارتياح للأجواء من خلال توقع حصول خروقات كبيرة على صعيد الإصطفافات والمواقف داخل الكتل الكبيرة، وهذا ما تقرّ به الدوائر الضيقة القريبة من الرئيس نبيه بري، الذي أكد في عطلة نهاية الأسبوع، بأنه متمسك بموقفه بعدم تحديد موعد لجلسة انتخاب الرئيس، إلاّ لإذا كانت لانتخابه، لا سيّما وأنه يملك الكثير عن مهمة لودريان، والأجواء العربية والإقليمية، ولهذه الغاية أوعز إلى فريقه السياسي والدائرة الضيقة القريبة منه للتهدئة وعدم التصعيد، أو تناول أي تجاه الفريق الآخر، على أن تكون له في الأيام القليلة المقبلة سلسلة لقاءات أكان مع رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» تيمور جنبلاط ووالده وقيادات وقوى أخرى، باعتبار أن البعض كان في الخارج لقضاء إجازة العيد .

 

ومن هنا، فإن الأسبوع الحالي سيكون مجالاً لتقييم لكل ما جرى على أن تنطلق آلية العمل منتصف الجاري في حال عاد لودريان إلى بيروت، وتبلورت أمور كثير في المنطقة وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه، لا سيّما أن أحداث بشري كان لها أثر سلبي على المستوى لكنه لم تؤثر على الملف الرئاسي، يعدما كان إجماع وطني لترك الأمور في عهدة القضاء والجيش اللبناني.