IMLebanon

الانتخابات الرئاسية أسيرة طموحات إيران في صفقتها مع الولايات المتحدة

 

حركة الموفدين في حلقة مفرغة وطهران لن تتفاوض بالملف الرئاسي إلَّا مع واشنطن

 

 

تستبعد جهات مراقبة حدوث اختراق بارز في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية بفعل التحرك القطري الموازي او الداعم لمهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، بمعزل عن التوصل إلى تفاهم او صفقة محتملة بين الولايات المتحدة الأميركية وايران تحديدا، يكون ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان من ضمنها، وتعتبر كل التحركات والاتصالات الجارية، اقليميا ودوليا بمثابة الاطلاع على مواقف كل الاطراف السياسيين عن كثب، وتقطيع الوقت الفاصل عن حلول موعد الصفقة المرتقبة بين الدولتين اللدودتين، بخصوص الملف النووي وتحديد مناطق النفوذ والتدخلات بينهما في المنطقة، وبينها لبنان.

وتنطلق المصادر في توقعاتها للمماطلة المقصودة بملف الانتخابات الرئاسية تشبث حزب الله حليف ايران، من الامعان بتعطيل الانتخابات الرئاسية عمدا، مشترطا اجراء حوار بين كافة الاطراف، يسبق إجراء الانتخابات الرئاسية، خلافا للدستور في الوقت الذي يتمسك بمرشحه سليمان فرنجية للرئاسة، برغم الرفض الذي واجهه هذا الترشح من مكونات المعارضة، وعدم القدرة على تأمين الاصوات النيابية التي تؤهله للفوز بالرئاسة الاولى في آخر جلسة للانتخابات الرئاسية.

ويتقلب الحزب بمواقفه لتقطيع الوقت باشتراط دعوته للحوار المرفوض من المعارضة، تارة للتوافق من دون تحديد ماهية هذا التوافق وعلى أي موضوع، وتارة اخرى يؤكد ان خياره الاستمرار بدعم ترشيح فرنجية للرئاسة، ضمن لعبة توزيع مكشوفة للادوار، ما يُبقي أزمة الانتخابات الرئاسية تدور في حلقة مفرغة، من دون تحقيق اي تقدم ملموس، او اختراق ما بالملف الرئاسي، والنتيجة اضاعة المزيد من الوقت بلا طائل.

وتنطلق الجهات المراقبة في توقعاتها باستبعاد توصل اللجنة الخماسية لأي نتائج ملموسة بتحركاتها، لحل أزمة الفراغ الرئاسي، باعتبار ان الجانب الايراني لن يتنازل عن ملف الانتخابات الرئاسية الذي يقبض عليه بواسطة حزب الله، لأي دولة من اعضاء اللجنة، مهما كانت تربطه بها علاقات جيدة، كدولة قطر مثلا، لانه يطمح لسلسة مطالب ومكاسب تتجاوز هذه العلاقة، والولايات المتحدة الأميركية باستطاعتها وحدها الاستجابة لمعظمها.

ويبدو من وجهة نظر الجهات المراقبة ان ملف انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، يخضع لنفس مسار الترسيم البحري، الذي تأرجح لسنوات طويلة، من المفاوضات والأخذ والرد، وعندما تحقق التفاهم الاميركي الايراني، تم التوصل إلى اتفاق بخصوصه بين لبنان وإسرائيل بموافقة حزب الله، وحصلت ايران بالمقابل على موافقة واشنطن على تشكيل الحكومة العراقية الحالية.

وبموازاة استمرار حزب الله بالمماطلة في ملف الانتخابات الرئاسية، تحت عناوين وحجج واهية، انهت ايران صفقة تبادل الرهائن الاميركيين المحتجزين لديها مع الولايات المتحدة الأميركية منذ أيام معدودة، وهي مستمرة بالتفاوض مع واشنطن لإنجاز صفقة الملف النووي الايراني التي قد تستغرق بعض الوقت، ولكنها ستنجز بالرغم من كل محاولات التهرب والتكاذب من كلا الدولتين، نظرا لحاجة النظام الايراني لفك العقوبات الاميركية التي ارهقت اقتصاد ايران، وحاجة الولايات المتحدة الأميركية المقابلة لتجنب مزيد من الصدامات في الشرق الأوسط.

ولذلك، لا ترى المصادر المراقبة اي تحرك اميركي جدي حتى اليوم، لتسريع عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وكل ما يحصل هي تحركات غير فاعلة، وبانتظار ايفاد مبعوث اميركي على مستوى رفيع الى لبنان، بمهمة محددة لتذليل الصعوبات والعراقيل الاقليمية  والدولية، وتحديدا مع ايران، سيبقى الفراغ الرئاسي على حاله،  ودوامة الحوار قبل الانتخابات الرئاسية او بعدها متواصلة.