Site icon IMLebanon

هل زعزعة الاستقرار الأمني لقطع الطريق على الاستحقاق الرئاسي؟

 

دخل لبنان في مرحلة الانتظار والترقّب للاستحقاقات الدولية والإقليمية بعد التحوّلات الأخيرة في إسرائيل والعراق، وما بينهما من حربٍ مستمرة بين روسيا وأوكرانيا، وذلك، ليُبنى على الشيء مقتضاه داخلياً، ولا سيّما على صعيد الاستحقاق الرئاسي، حيث تقول مصادر سياسية متابعة، ان مخاوف الكثيرين من أي انفجار أمني أو زعزعة للإستقرار بدأت تظهر معالمها في أكثر من محطة ومناسبة، لا بل أن مسؤولاً أمنياً سابقاً يتوقع، ووفق المعطيات، أن يرتفع منسوب الإشكالات الأمنية، وقد تتّجه الأوضاع إلى شغبٍ وانفلات، لافتاً إلى أن موقف قائد الجيش الأخير، وهو الأول له بعد الشغور الرئاسي، إنما جاء على هذه الخلفية، إذ ربما لديه ولدى معظم الأجهزة الأمنية معطيات حول مخطّط تفجيري لتطيير الإستحقاق الرئاسي، أو لقطع الطريق على بعض المرشحين، وإخضاع البلد إلى معادلات جديدة ربطاً باستحقاقات دولية وإقليمية، وهذه المسألة ليست مزحة، بل ثمة أجواء توحي بذلك من خلال المواقف السياسية التصعيدية، وصولاً إلى أن البعض في الداخل لم يستوعب خروجه من السلطة، ويريد أن يبقى مسيطراً على السلطة، ولو بنسبةٍ أقل، إنما أن يكون في طليعة المستفيدين من خيراتها أكان على مستوى العهد الجديد أو الحكومة التي ستشكل بعد انتخاب الرئيس العتيد.

ولكن، وبفعل ما يتسرّب من معلومات من العائدين من عواصم غربية لها صلة بالشأن اللبناني، وتحديداً باريس، فإنهم لم يلمسوا أي جدية أو تسوية قريبة، لذلك، فإن الوقت الضائع الحالي يترجم عبر تصفية الحسابات الداخلية، وعليه، فإن ظهور بعض الفيديوهات والصور لمجموعات مسلّحة، إنما تزامن مع انتهاء ولاية عون، وكأنه رسالةً واضحة للطرف الآخر، بأننا قادرون على قلب الطاولة ونحن الأقوى، وهذا ما يؤدي بالنتيجة إلى إطالة أمد الفراغ، وزجّ البلد في منزلقات أمنية وأحداث وفتن متنقلة، الأمر الذي سيلمسه من يواكب ويتابع ما يجري من كبار المسؤولين، وهو ما تتحدث عنه مرجعية سياسية بارزة في مجالسها، إذ تتخوّف من أن يذهب لبنان “فَرق عِملة” في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، والخفّة التي يتعاطى بها البعض من أحزاب وتيارات سياسية وكتل نيابية، قائلاً أمام زواره أن كل يوم فراغ رئاسي، سيكبّد لبنان خسائر كارثية على المستوى الاقتصادي، فيما القلق الأكبر يبقى قائماً من استغلال هذا الفراغ، لخلق صراعات سياسية وأمنية وطائفية، ولهذه الغاية فهو يعتقد أن لا مناص من تسوية بين جميع المكوّنات الداخلية، وإلاّ، فإن حقبة الثمانينات ستعود لتفرض نفسها، ولو بأشكال مختلفة، بدليل ما جرى أخيراً في بعض المناسبات الإعلامية، إنما هو نموذج واضح لهذه التجربة الماضية والمتجدّدة اليوم، حيث “لن تسلم الجرة دائماً”.

وإزاء هذه الأوضاع المتفلّتة والهواجس من حصول أحداث أمنية، فإن البعض من كبار السياسيين، يؤكد أن مسار التسوية انطلق من خلال لقاءات في الداخل والخارج عبر بعض القنوات الديبلوماسية وسفراء معتمدين في لبنان، وأيضاً ذلك ما لمسه محيطون ببكركي من خلال لقاء البطريرك بشارة الراعي بالبابا فرنسيس الأول، الذي وضعه في صورة اللقاء الأخير الذي جمعه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ كان للبنان الحيّز الأساسي من المباحثات التي جرت بينهما، بحيث حضّ قداسة البابا الرئيس الفرنسي، على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان نظراً لما تملكه فرنسا من خبرة وعلاقات طيبة مع المسؤولين اللبنانيين والغربيين حفاظاً على المسيحيين ووحدة التعايش الإسلامي ـ المسيحي في هذا البلد.